إنجاز غير مسبوق: رائد فضاء يتخطى الرقم القياسي لأطول مدة في الفضاء

سجّل رائد الفضاء الروسي يوم الأحد رقمًا قياسيًا عالميًا في أطول مدة إقامة بالفضاء، إذ تخطّى 878 يومًا ما يعادل تقريبًا عامين ونصف العام.

في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا بتوقيت غرينتش، كسر أوليج كونونينكو الرقم القياسي الذي حمله سابقًا مواطنه جينادي بادالكا، بحسب ما أعلنته وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس). وكان بادالكا قد سجّل 878 يومًا و11 ساعة و29 دقيقة و48 ثانية خلال خمس رحلات فضائية قبل أن يتقاعد في عام 2017.

تمكن كونونينكو، البالغ من العمر 59 عامًا، من تحطيم هذا الرقم أثناء تحليقه على بعد 263 ميلاً (حوالي 423 كيلومترًا) فوق الأرض خلال رحلته الفضائية الخامسة. وأوضح في مقابلة مع وكالة أنباء تاس الرسمية من محطة الفضاء الدولية قائلًا: "أذهب إلى الفضاء لأمارس ما أحبه، وليس لأسجّل الأرقام القياسية".

وأضاف كونونينكو، الذي يشغل أيضًا منصب قائد في وكالة روسكوزموس: "أفتخر بجميع إنجازاتي، ولكني أشعر بفخرٍ خاصٍ بأن الرقم القياسي لإجمالي مدة بقاء الإنسان في الفضاء ما زال بحوزة رائد فضاء روسي".

ومن المتوقع أن تنتهي رحلته الفضائية الحالية في نهاية سبتمبر، حيث سيكون بحلول ذلك الوقت قد قضى في الفضاء ما مجموعه 1110 أيام.

بدأ كونونينكو مسيرته الفضائية كمهندس وانضم إلى برنامج محطة الفضاء الدولية كرائد فضاء في سن الـ34، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية. وكانت أولى رحلاته الفضائية في أبريل 2008 واستمرت 200 يوم.

في ديسمبر 2018، قام كونونينكو بمهمة سير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، حيث أظهرت الصورة التي نشرتها وكالة رويترز لحظات من هذه المهمة.

ذكر كونونينكو أنه استطاع البقاء على اتصال بأحبائه من خلال مكالمات الفيديو والرسائل، لكنه أدرك بعد عودته إلى الأرض مدى الوقت الذي فقده بعيدًا عن أسرته، قائلًا: "عندما عدت إلى المنزل، أدركت أن أطفالي قد كبروا في غيابي الذي استمر لمئات الأيام". وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يعوضني عن هذا الوقت".

أكد كونونينكو أيضًا على أهمية التمارين الرياضية التي مارسها بانتظام لمواجهة الآثار السلبية لانعدام الوزن، مشيرًا إلى أنه لم يشعر بالحرمان أو العزلة. وذكر أن رحلاته الفضائية الخمس التي امتدت على مدار 16 عامًا شهدت تطورات تكنولوجية جعلت الاستعداد لكل رحلة أكثر صعوبة، مؤكدًا أن مهنة رائد الفضاء أصبحت أكثر تعقيدًا بسبب التطورات في الأنظمة والتجارب.

تُعتبر محطة الفضاء الدولية أحد المشروعات الدولية النادرة التي ما زالت واشنطن وموسكو تتعاون فيها، رغم الغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلنت "روسكوزموس" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن تمديد برنامج الرحلات الجوية المشتركة مع "ناسا" (NASA) حتى عام 2025.

في الآونة الأخيرة، باتت موثوقية البرنامج الفضائي الروسي، الذي كان يُعد مصدر فخر تاريخي للدولة، محل تساؤل. فقد عانى القسم الروسي من محطة الفضاء الدولية من تسرب ثالث لسائل التبريد في أقل من عام في أكتوبر، مما يلقي الضوء على ما وصفه المحللون بأنه قطاع فضائي يجد صعوبة في إعادة تشكيل نفسه، عقب سنوات من العجز في التمويل، والإخفاقات، وفضائح الفساد.