اكتشاف أحافير بحريّة محفوظة بشكل استثنائي تعود إلى 462 مليون سنة!

عَثر باحثون على مجموعة كبيرة من الأحافير المتنوّعة والمحفوظة بشكل مدهش، تعود إلى 462 مليون عام مضت، في محجر "كاسل بانك" بويلز، المملكة المتحدة. يُطلق على هذه المجموعة اسم "مجتمع كاسل بانك"، وتضم أكثر من 170 نوعاً جديداً للعلم! تمّ اكتشافه بفضل التمويل الجماعي.

تعود الأحافير المكتشفة إلى العصر الأوردوفيشي المتوسّط وتتنوّع بين الدّيدان ونجوم البحر والإسفنج والقشريات والمفصليّات. توفّر هذه التّشكيلة للعلماء نظرة عميقة على حياة أولى المجتمعات التي هيمنت عليها الحيوانات، ويتيح لهم تتبّع التطوّر البيئي عبر الزّمن.

تتميّز أحافير مجتمع كاسل بانك بتنوّعها وحفظها الرائع، حيث عُثر على أنسجة ليّنة مثل العيون والأعصاب البصريّة والدّماغ والأنسجة الهضميّة. كما أظهرت هذه الأحافير أحجاماً صغيرة بشكل ملفت للنّظر، ويعتقد الباحثون أنّ ذلك قد يكون استجابة متكيّفة للتّغيّرات البيئيّة التي واجهتها تلك الكائنات.

توجد عدّة عوامل محتملة يمكن أن تجعل الحجم الصّغير والقدرة على التّنقل ميزات مفيدة خلال عصر الأوردوفيشي المتوسّط، بما في ذلك تغييرات في استراتيجية الافتراس أو توزيع الموادّ المغذّية خلال ما يصفه المؤلّفون بأنّه "ثورة الفيتوبلانكتون". يُظهر مجتمع كاسل بانك مثالاً على التّصغير الذي كان يحدث في النّظم البيئيّة المعيّنة في ذلك الوقت، على الرّغم أنّ الأسئلة لا تزال قائمة حول مدى انتشار هذه الظّاهرة.

تمّ إتاحة هذا الاكتشاف الفلكي الأحفوري في ويلز بفضل مشروع التّمويل الجماعي الذي جمع الأموال اللّازمة لتمويل المعدّات الميكروسكوبية اللّازمة لاستخراج المعلومات من هذه العيّنات الدّقيقة. يأمل الباحثون أن تكشف جهود المشروع عن المزيد من الأنواع في المستقبل، ممّا يسلّط الضّوء على فترة غامضة في تطوّر الحيوانات المبكّرة.

في ضوء هذا الاكتشاف المذهل، يتمتّع العلماء بفرصة فريدة لفهم تطوّر الكائنات البحريّة والبيئات المحيطة بها خلال العصور ما قبل التّاريخية. يمثّل هذا الاكتشاف إضافة قيّمة للعلم ويفتح المجال لاكتشافات جديدة قد تكشف المزيد عن التطوّر البيئي والحيواني في تلك الفترة.