اكتشاف أكبر شعاب مرجانية عميقة في العالم قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة

كشفت خرائط جديدة لقاع البحر عن أكبر شعاب مرجانية في أعماق البحار في العالم، والتي تمتد على مساحة تعادل مساحة ولاية فيرمونت تقريبًا، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة. يقول الباحثون إن الشعاب المرجانية التي تعيش في الظلام تدعم على الأرجح مجموعة واسعة من الكائنات البحرية التي لم نكن نعرف بوجودها هناك.

في دراسة جديدة نُشرت في 12 يناير في مجلة "Geomatics"، قام العلماء بتجميع البيانات من 31 مسحًا بالصوت و23 عملية غوص لبناء خريطة لشلال بليك – وهو عبارة عن هضبة منحدرة ضخمة تقع على بعد حوالي 100 ميلاً (160 كيلومترًا) قبالة سطح البحر. الساحل الأمريكي بين ولاية كارولينا الشمالية وفلوريدا.

وكشفت الخرائط الجديدة عن آلاف من "التلال" المرجانية البحرية العميقة، المعروفة أيضًا باسم مرجان المياه الباردة، تنتشر بشكل متقطع تقريبًا عبر مساحة تغطي 6.4 مليون فدان بين عمق 1640 إلى 3280 قدمًا (500 إلى 1000 متر) تحت سطح البحر. وقد تم تحديد أعلى تراكم للمرجان في منطقة سموها "مليون مرجان"، والتي تبلغ حوالي 158 ميلاً في الطول و 26 ميلاً في العرض.

ووفقًا لبيان للباحثين: تعد هذه الشبكة المعقدة بشكل كبير من الشعاب المرجانية هي "أكبر موقع للمرجانات العميقة المكتشف حتى الآن". كما أن الأنواع المُكتشفة  توفر موطنًا لعدد لا يحصى من المخلوقات الأخرى، بما في ذلك أسماك القرش والأخطبوطات والقشريات وسمك أبو سيف وثعابين البحر ونجوم البحر والإسفنج والديدان، بالإضافة إلى أنواع الأسماك ذات الأهمية التجارية مثل سمك النازلي.

وقال ديريك ساورز، عالم المحيطات في جامعة نيو هامبشاير ومدير عمليات رسم الخرائط لمؤسسة استكشاف المحيطات غير الربحية: "على الرغم من أن علماء البحار عرفوا منذ الستينيات أن هناك مرجانات عميقة في هضبة بليك، إلا أنهم لم يكونوا يمتلكون التكنولوجيا والتمويل الضروريين لتقييم كمية ووفرة هذه المرجانات".

وتقع المساحة المرجانية مباشرة تحت تيار الخليج - وهو تيار عميق وغني بالمغذيات من المياه الدافئة، يمتد شمالًا على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ويعتقد الباحثون أن هذا الطريق السريع تحت السطح من المحتمل أن يزود الشعاب المرجانية بكل الطعام الذي تحتاجه لتزدهر في مثل هذه التركيزات الكبيرة.

وقال سويرز إنه من الممكن أن تكون هناك شعاب مرجانية أكبر في أعماق البحار تنتظر العثور عليها تحت تيارات محيطية أخرى مماثلة في جميع أنحاء العالم.

ومن الجدير بالذكر أن الشعاب المرجانية في أعماق البحار تختلف كثيرًا عن الشعاب المرجانية الاستوائية . إنهم يسكنون في مياه يمكن أن تصل درجة حرارتها إلى 39 درجة فهرنهايت (4 درجات مئوية) ويمكن أن يعيشوا لآلاف السنين. على عكس الشعاب الاستوائية، فإن الأنواع الموجودة في أعماق البحار تكون بيضاء بشكل أساسي لأن مرجان المياه الباردة لا تحتوي على نفس الطحالب التكافلية الملونة التي تمنح نظيراتها في المياه الدافئة ألوانًا نابضة بالحياة وتزودها بالطاقة عن طريق عملية التمثيل الضوئي. ونتيجة لذلك، فإنها تبدو مشابهة جدًا للشعاب الاستوائية التي عانت من ابيضاض المرجان - وهو مرض حيث تطرد الشعاب المرجانية التي تعاني من الإجهاد الحراري طحالبها التكافلية وتموت.

ويُذكر أيضًا أن معظم الشعاب المرجانية التي تم تعيينها حديثًا تقع داخل منطقة محمية تُعرف باسم منطقة الموئل ذات الأهمية الخاصة، والتي تم إنشاؤها في عام 2010. وأضاف أن هذا يعني أن الشعاب المرجانية محمية من ممارسات الصيد المدمرة في قاع البحر والتي تهدد الشعاب المرجانية الأخرى غير المحمية في جميع أنحاء العالم.