اكتشاف محيّر: الثعابين تتطور بسرعات كبيرة.. والعلماء مذهولون من السبب!
2 د
كشفت دراسة حديثة أن الثعابين تتطور بسرعة فائقة مقارنة بالعديد من المجموعات الحيوانية الأخرى، مما سمح لها بالتنوع إلى أكثر من 4000 نوع معروف حول العالم.
فُحص 1000 جينوم للثعابين والسحالي تقريباً، وتم تحليل العادات الغذائية عبر أكثر من 60,000 عينة متحفية وملاحظات ميدانية، مما أظهر أن الثعابين تطورت بمعدل ثلاثة أضعاف السرعة مقارنة بالسحالي.
على الرغم من التقدم الكبير في فهم كيفية تطور الثعابين بهذه السرعة، إلا أن الأسباب الكامنة وراء سرعة تطورها الفائقة لا تزال غير واضحة.
نُشرت دراسة في 22 فبراير في مجلة ساينس، كشف الباحثون عن الوتيرة غير العادية التي تتطور بها الثعابين، متفوقة على العديد من المجموعات الحيوانية الأخرى في رحلتها التطورية. لم يسمح هذا التطور السريع للثعابين بالتنوع إلى أكثر من 4000 نوع معروف فحسب، بدءًا من ثعابين البحر السامة إلى الثعابين الخيطية الصغيرة، ولكنه سمح أيضًا بالازدهار عبر مختلف النظم البيئية حول العالم.
شبه باسكال تايتل، عالم البيئة التطورية في جامعة ستوني بروك، الانفجار التطوري للثعابين بـ "الانفجار الكبير" المتفرد وهي فترة تميزت بتوسع كبير في تنوع الأنواع ومنافذها البيئية، والتي ربما تكون ناجمة عن حدث مهم. في وقت مبكر من تاريخهم التطوري. ويؤكد هذا التشبيه حجم وسرعة التقدم التطوري للثعابين.
بحثت الدراسة التي قادها دانييل رابوسكي من جامعة ميشيغان، في الديناميكيات التطورية التي توجت مجموعات حيوانية معينة باعتبارها "الفائزين التطوريين". ومن خلال فحص ما يقرب من 1000 جينوم للثعابين والسحالي وتحليل العادات الغذائية من خلال أكثر من 60 ألف عينة متحفية وملاحظات ميدانية، قام الفريق ببناء شجرة تطورية شاملة. أوضحت هذه الشجرة التحولات الجسدية والغذائية داخل هذه الزواحف، وكشفت عن سلسلة من "الانفجارات" التطورية التي دفعت الثعابين إلى التطور أسرع بثلاث مرات من نظيراتها السحالي.
تشير هذه النتائج إلى أن الثعابين ظهرت لأول مرة منذ حوالي 128 مليون سنة، مع حدوث طفرات تطورية كبيرة أثناء وبعد العصر الطباشيري. استمر التطور السريع للثعابين، التي تتميز بأجسامها الخالية من الأطراف، وجماجمها المرنة، وأنظمة الكشف الكيميائية المتطورة، حتى يومنا هذا. يمكّن هذا الزخم التطوري الثعابين من التكيف بسرعة مع فسيولوجيتها ونظامها الغذائي لاستغلال الفرص الناشئة داخل بيئاتها.
على الرغم من البيانات والأفكار الواسعة التي تم الحصول عليها من هذه الدراسة، فإن الأسباب وراء تسارع الساعة التطورية للثعابين لا تزال بعيدة المنال. يعترف رابوسكي أنه على الرغم من أن الدراسة تجيب على العديد من الأسئلة، إلا أنها تفتح أيضًا طرقًا جديدة للتحقيق في سبب تطور الثعابين بهذه الوتيرة الرائعة.
مع استمرار الثعابين في التكيف والتطور، تقدم رحلتها لمحة رائعة عن آليات التطور والعوامل التي تدفع إلى تنوع الحياة على الأرض. إن التطور المستمر للثعابين، دون أي علامات على التباطؤ، يشير إلى اكتشافات وتكيفات مستقبلية قد تكشف عنها هذه الزواحف الرائعة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.