الذكاء الاصطناعي على وشك اجتياز اختبار تورينغ للذكاء .. ماذا يعني ذلك حقًا بالنسبة للذكاء الاصطناعي؟

طبقًا لموقع the conversation، يظل اختبار تورينغ معيارًا لذكاء الذكاء الاصطناعي المحاكي لذكاء الإنسان، وبعد أكثر من 70 عامًا من تطوير هذا الاختبار بواسطة آلان تورينغ، لم يجتز الذكاء الاصطناعي هذا الاختبار بالكامل، ومع ذلك تظهر تجارب لبعض أنظمة الذكاء الاصطناعي بما فيها GPT-4 على وشك اجتيازه.

طور تورينغ في عام 1950 طريقة لتحديد ما إذا كانت الآلات تستطيع التفكير، واقترح إذا لم يتمكن الإنسان التمييز بين الذكاء الاصطناعي وإنسان آخر بعد محادثة قصيرة، فإن ذلك يعني أن الذكاء الاصطناعي يمتلك ذكاءً مشابهًا للبشر، وعلى الرغم من أنه لا يوجد أي ذكاء اصطناعي استوفى هذه الشروط، إلا أن بعضها اقترب، وفي تجربة حديثة تفاعل المشاركون مع 3 نماذج بما فيها GPT-4، وبُرمجت النماذج لإجراء أخطاء إملائية طفيفة والخروج من المحادثة إذ أصبح الوضع عدوانيًا للغاية، وكانت النتائج مثيرة إذ تمكن المشاركون من التعرف على الذكاء الاصطناعي في 60% فقط من الحالات.

لكن يوجد نقاد لهذا الاختبار بأنه ليس معيارًا حاسمًا للذكاء، على سبيل المثال صُممت أنظمة الذكاء الاصطناعي لتعلن بوضوح عن طبيعتها غير البشرية، ومنعتها هذه البرمجة من اجتياز الاختبار، كما يمكن أن ينتج الاختبار عن إيجابيات زائفة إذ قد يمر النظام ببساطة عن طريق التشفير المسبق مع استجابة بشرية لجميع المدخلات الممكنة.

كما يركز الاختبار أساسًا على التفكير البشري، إذا كان التفكير الاصطناعي يختلف فقد يكتشف الخبير بشهول الاختلافات، والاختبار لا يتناول أسئلة عن الوعي أو الأحاسيس أو الأخلاق، لكن على الرغم من هذه القيود، فإن قدرات الذكاء الاصطناعي تتوسع بينما يقيس الاختبار القدرة على التقليد، وقد يكون القياس الحقيقي للذكاء هو قدرة الذكاء الاصطناعي على أداء مهام متنوعة، إذ تمكن GPT-4 من الإجابة بدقة على 86% من الأسئلة وحصل على نتيجة جيدة في Agent Bench وهي أداة تقيس قدرة نموذج اللغة الكبيرة على التصرف كوكيل في المهام مثل التصفح والتسوق عبر الإنترنت.

لكن يظل الاختبار مهمًا في عالم الذكاء الاصطناعي مع ضرورة فهم قيوده، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يجب الانتقال للتركيز على فهم أشكال الذكاء المختلفة التي قد يمتلكها الذكاء الاصطناعي بدلًا من التركيز على قدرة الذكاء الاصطناعي في تقليد البشر.