تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

المال مقابل الصمت! هارفرد تتخلى عن مبادئها مقابل أموال زوكربيرغ

مريم مونس
مريم مونس

3 د

جامعة هارفارد تحل فريقها البحثي المتخصص في التضليل الإعلامي بعد تلقي تبرع بقيمة 500 مليون دولار من مؤسسة تشان زوكربيرغ.

الكشف عن قيام جامعة هارفارد بقمع البحوث المتعلقة بفيسبوك من خلال تسريب.

الدكتورة جوان دونوفان، خبيرة التضليل الإعلامي، تُطرد من جامعة هارفارد وتدعو إلى تحقيق عاجل ومحايد.

في تطور دراماتيكي للأحداث، كشفت منظمة Whistleblower Aid أن جامعة هارفارد قامت بحل فريق متخصص من خبراء التضليل الإلكتروني بعد أن تلقت تبرعًا ضخمًا بقيمة 500 مليون دولار من مبادرة تشان زوكربيرج. يتم إدارة هذه المؤسسة من قبل مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، وزوجته بريسيلا تشان.

تركز القضية بشكل أساسي على الدكتورة جوان دونوفان، الخبيرة البارزة في مجال التضليل الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. قادت دونوفان مشروع أبحاث التكنولوجيا والتغيير الاجتماعي (TASC) في مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد، حيث حقق فريقها تقدمًا كبيرًا في فهم ومكافحة انتشار المعلومات المضللة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. أسفرت جهود الدكتورة دونوفان عن ترقيتها إلى مديرة الأبحاث في مركز شورنشتاين، مما يعكس الأهمية والتأثير الكبير لأبحاثها.

ومع ذلك، شهدت الأمور تحولاً دراماتيكياً بعد اجتماع حاسم في أكتوبر 2021. خلال اجتماع لمجلس العمداء بكلية كينيدي، كشفت الدكتورة دونوفان عن استلامها قانونياً لسلسلة من الوثائق المعروفة باسم "ملفات فيسبوك". هذه الوثائق، التي وُصفت بأنها "الأكثر أهمية في تاريخ الإنترنت"، أبرزت مدى إدراك فيسبوك للأضرار التي تسببت بها منصتها. أثارت خطط الدكتورة دونوفان لإنشاء أرشيف عام ومنصة تعاونية لتحليل هذه الوثائق رد فعل قوي من أحد المسؤولين التنفيذيين للعلاقات العامة في فيسبوك كان حاضراً في الاجتماع.

بعد هذا الاجتماع، بدأ العميد دوغلاس إلمندورف وقيادات أخرى في الكلية بفحص وتدقيق أعمال فريق الدكتورة دونوفان بشكل مكثف. تفاقمت هذه الإجراءات على مدى عامين، وصولاً إلى تقييد أبحاث TASC وفي نهاية المطاف إنهاء عمل الدكتورة دونوفان. جاءت هذه التحركات في الوقت الذي كانت فيه جامعة هارفارد تستكمل تلقي تبرع بقيمة 500 مليون دولار من مبادرة تشان زوكربيرج في ديسمبر 2021، مما أثار تكهنات حول مدى تأثير هذا التبرع على قرارات الجامعة.

تُظهر رواية الدكتورة جوان دونوفان تحولاً مقلقاً في موقف جامعة هارفارد. ما كان في السابق مصدر فخر للجامعة أصبح الآن مصدر إزعاج، حيث باتت أبحاث فريقها تهدد بعض علاقات المانحين الأكثر أهمية للجامعة. تصف الدكتورة دونوفان كيف تعرض مشروع TASC للتقويض المنهجي عبر سلسلة من القيود والعقبات البيروقراطية، مما أسكت بشكل فعال صوتها وأثر أبحاث فريقها الهامة.

ذو صلة

تتجاوز تداعيات هذه القضية أسوار جامعة هارفارد، إذ تطرح تساؤلات جوهرية حول سلامة البحث الأكاديمي في ظل تأثير الشركات. إذ تدعو الدكتورة دونوفان ومنظمة Whistleblower Aid إلى إجراء تحقيق عاجل ومحايد في النفوذ غير الملائم المزعوم في مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد. إذ يشددون على أن هذه القضية لا تعني فقط فريق بحثي بعينه، بل تعكس مشكلة أكبر تتمثل في كيفية تأثير مصالح الشركات على البحث العلمي والحرية الأكاديمية، مما يضر بالمعرفة العامة والمساءلة.

تمثل هذه الأحداث تحدياً مهماً لمبادئ الحرية الأكاديمية والنزاهة. مع انتقال الدكتورة دونوفان إلى جامعة بوسطن، لا يزال مستقبل مشروعها الطموح لتعاون بحثي عالمي يتناول ملفات فيسبوك غير محسوم. وفي الوقت نفسه، تظل هناك أسئلة قانونية وأخلاقية حول تصرفات جامعة هارفارد وتأثير التبرعات الضخمة من قطاع التكنولوجيا على البحث الأكاديمي، مما يدعو إلى إعادة التفكير في الضمانات الضرورية للحفاظ على استقلالية البحث الأكاديمي عن تأثير المصالح الشركاتية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة