تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

دراسة جديدة: غبار الكويكبات تسبب في شتاء طويل قتل الديناصورات.. فأين الكبريت من ذلك؟

مريم مونس
مريم مونس

3 د

دراسة حديثة تشير إلى أن الكويكب المسؤول عن انقراض الديناصورات أطلق كمية هائلة من الغبار في الجو، مما تسبب في شتاء استمر لـ15 عامًا.

عُثِر على جسيمات الغبار في موقع تانيس الفلكي بولاية نورث داكوتا، وأظهرت أنها كانت من الحجم المناسب لتبقى في الجو لمدة طويلة.

بينما توفر هذه الدراسة رؤية جديدة حول أسباب الانقراض، يعتقد بعض الخبراء أن الإجابة النهائية لا تزال مخفية ويمكن أن يساعد فهم هذا الحدث في التنبؤ بأحداث انقراض مستقبلية.

تظهر الدراسات الأخيرة أن الكويكب الذي أسهم في انقراض الديناصورات قد أطلق كميات غير مسبوقة من الغبار في الجو، مما أدى إلى حدوث شتاء استمر لمدة 15 عامًا. فمنذ حوالي 66 مليون سنة، ضرب الأرض كويكب هائل أكبر من جبل إيفرست، مما أدى إلى إبادة ثلاثة أرباع أشكال الحياة على الأرض، بما في ذلك الديناصورات الجبارة.

لعقود من الزمن، ناقش المجتمع العلمي الآلية الدقيقة التي أدى من خلالها تأثير كويكب تشيكسولوب إلى هذا الانقراض على نطاق واسع. وتتمحور النظرية السائدة حتى الآن حول فكرة أن الكبريت الناتج عن اصطدام الكويكب أو السخام الناتج عن حرائق الغابات العالمية التي أشعلها، غطى الأرض بالظلام، مما أدى إلى شتاء بارد طويل.

لكن تشير دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا إلى اتجاه مختلف قليلاً. استنادًا إلى جزيئات الغبار الموجودة في موقع أحفوري مهم، أعاد هذا البحث إلى الواجهة نظرية سابقة: كان فصل الشتاء الطويل في المقام الأول نتيجة للغبار الناتج عن تأثير الكويكب. ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة Nature Geoscience، فإن غبار السيليكات الناعم، وهو منتج ثانوي للصخور المكسرة، بقي في الغلاف الجوي لمدة 15 عاما مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بما يصل إلى 15 درجة مئوية.

ومن الملفت للنظر أن فكرة وجود حجاب غبار ناجم عن كويكب يتسبب في انقراض الديناصورات ليست جديدة تمامًا. ففي عام 1980، قدم العالمان لويس ووالتر ألفاريز، الثنائي الأب والابن، هذه النظرية. قوبلت فرضيتهم بالتشكيك حتى التسعينيات عندما تم اكتشاف فوهة تشيككسولوب الهائلة في شبه جزيرة يوكاتان، مما يؤكد اصطدام كويكب.

رغم ذلك، كانت النظرية العلمية الشائعة مؤخرًا تتجه نحو الاعتقاد بأن الكبريت، وليس الغبار، هو المسبب الرئيسي للشتاء الطويل والبارد. حسب أوزغور كاراتكين من المرصد الملكي البلجيكي، تم التوصل لهذا الاعتقاد بسبب الفكرة السائدة بأن حبيبات الغبار المتولدة من الاصطدام لم تكن من الحجم الذي يمكنه الاحتفاظ بها في الجو لفترة طويلة.

ومع ذلك، قام الباحثون في هذه الدراسة الجديدة بجمع بياناتهم من موقع الحفريات تانيس في داكوتا الشمالية. وعلى الرغم من أنه يقع على بعد 3000 كيلومتر من فوهة تشيككسولوب، إلا أن هذا الموقع يحتوي على قطع أثرية رائعة يعتقد أنها تعود إلى الفترة التي تلت اصطدام الكويكب مباشرة. وتراوح حجم جزيئات الغبار التي وجدوها بين 0.8 إلى 8.0 ميكرومتر، مما يجعلها مناسبة للبقاء في الغلاف الجوي لمدة 15 عامًا. وأشارت النماذج المناخية أيضًا إلى الدور المحوري الذي ربما لعبه الغبار في الانقراض. إذ تشير التقديرات إلى أن 75% من المواد التي أطلقها الكويكب في الغلاف الجوي كانت عبارة عن غبار، ويشكل الكبريت والسخام 24% و1% على التوالي.

ذو صلة

أدى هذا الطوفان من الغبار إلى توقف عملية التمثيل الضوئي في النباتات لأكثر من عام، مما أدى إلى انهيار كارثي للسلسلة الغذائية.

في حين أن هذه الدراسة تضيف قطعة أساسية إلى لغز ما قد يكون سبب الانقراض الجماعي قبل 66 مليون سنة، تجدر الإشارة إلى أن بعض الخبراء، مثل شون جوليك، عالم الجيوفيزياء من جامعة تكساس، يشعرون أن الإجابة النهائية لا تزال بعيدة المنال. ومع ذلك، فإن فهم العوامل التي أدت إلى الانقراض الجماعي الأخير على الأرض يمكن أن يكون أكثر من مجرد أمر أكاديمي. وكما أشار جوليك، فإن فهم تاريخ كوكبنا يؤهلنا بشكل أفضل لتوقع، وربما التخفيف من حدث الانقراض الجماعي المحتمل في مستقبلنا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة