تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

دراسة جديدة توضح هجرة البشر القدماء إلى آسيا دون ترك أي تأثير وراثي قبل الهجرة الرئيسية من أفريقيا

محمد نصار
محمد نصار

3 د

اكتشاف عظام بشرية قديمة في كهف بلاوس يشير إلى هجرة بشرية مبكرة من أفريقيا.

لم يكن للمهاجرين المبكرين تأثير وراثي كبير على السكان الحاليين، ولكن وجودهم يبرز إنجازًا مذهلاً للبشر في استكشاف بيئات جديدة.

الأدلة المتوافقة على تواريخ الدراسة تقوي الثقة في وجود هجرة سابقة للبشر إلى آسيا بدون تأثير وراثي.

اكتشف العلماء أدلة قوية على هجرة بشرية مبكرة من أفريقيا من خلال اكتشاف عظام بشرية حديثة في كهف بلاوس، يُشير تاريخ العظام الذي يتراوح بين 68,000 و 86,000 سنة، إلى أن البشر توجهوا إلى جنوب شرق آسيا في وقت أبكر مما كان يعتقد سابقًا. 

على الرغم من أن هؤلاء المهاجرين المبكرين لم يساهموا بشكل كبير في التركيبة الوراثية للسكان الحاليين، إلا أن وجودهم يسلط الضوء على تعقيد تفرُّع البشر ويثير تساؤلات حول نجاح الهجرة في وقت لاحق.

تُسلط الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications الضوء على أنماط هجرة البشر بشكل جديد، إذا كانت النتائج السابقة في جنوب شرق آسيا وأستراليا تُشير إلى وجود أدلة على وجود البشر في العصور القديمة مثل أدوات الحجر والفحم التي يعود تاريخها إلى حوالي 65,000 سنة، ومع ذلك تم التشكيك في موثوقية هذه النتائج. 

العثور على العظام في كهف تام با لينج في لاوس يوفر أدلة مقنعة على وجود وجود البشر في المنطقة في وقت مبكر، وعُثر على هذه العظام في كهف يعمل كفخ للأحافير نتيجة الفيضانات السنوية التي تجرف الرواسب والعظام إلى عمقه، مكونة سجلا مُتدرجاً. 

بدأ الباحثون بما في ذلك علماء الآثار من وزارة المعلومات والثقافة والسياحة في لاوس، في حفر كهف تام با لينج في عام 2009، وكان الكهف يغسل الفيضان السنوي من الرواسب والعظام ويجرفها من السطح إلى عمقه. 

عُثر على جمجمة وفك من نوع هومو سابينز في الكهف، وتم تحديد تاريخها باستخدام تقنية الإشعاع المُحفز بصرياً بحوالي 46,000 سنة، ثم في طبقة أعمق اكتشفوا جبينًا وعظم ساق تم تحديدهما بناءً على شكلهما العظمي المميز باعتبارهما من نوعنا، وتم تحديد تواريخ تكوين هذه العظام باستخدام تقنيات مختلفة، بما في ذلك تقنية الإشعاع المُحفز بصرياً وتقنية التسلسل الزمني لليورانيوم فمن خلال مقارنة نسبة اليورانيوم المشع في العين، يمكن للباحثين تقدير مدة الدفن للعينة.

استنتج الباحثون أن الجبين والساق البشرية دُفِنَت في كهف تام با لينج في الفترة ما بين 86,000 و 68,000 سنة مضت، وبناءً على الأدلة الجينية التي تشير إلى أن جميع البشر غير الأفارقة الحاليين تركوا القارة الأفريقية لاحقًا، يجب أن تمثل هذه العظام سلالة انطلقت من أفريقيا في موجة سابقة ولم تترك تأثيرا وراثيا على البشر الحاليين.

مع ذلك تبقى هذه الاكتشافات إنجازًا مذهلاً إذ قامت تلك السلالة بالرحلة لمسافة طويلة عبر العالم ونجحت في إيجاد حياة في بيئة جديدة، حتى ولو لم تترك بصمتها الوراثية على السكان الحاليين.

لم يتم العثور على أدوات في الموقع، ربما لأن البشر في تلك الحقبة استخدموا الخيزران المتوفر بسهولة بدلاً من الأدوات الحجرية، والتي تتدهور مع مرور الزمن.

تؤيد الطرق المستخدمة في تحديد تواريخ الدراسة العديد من الخبراء في المجال، إذ أشاد ماكسيم أوبيرت -الكيميائي الجيولوجي والأثري في جامعة غريفيث- بطرق التأريخ المتطورة المستخدمة في البحث، مؤكدًا توافقها مع النتائج السابقة، وتخطط الفرق البحثية كذلك لاستكشاف كهوف في بورنيو وسولاويسي في هذا الصيف بهدف إضافة مزيد من الأدلة على وجود البشر في المنطقة خلال هذه الفترة.

ذو صلة

استنتج الباحثون في الدراسة بشكل قاطع أنه كان هناك هجرة سابقة وغير ناجحة للبشر إلى آسيا لم تترك أية بصمة وراثية، ويعزز التوافق بين طرق التأريخ المختلفة التي تدعم نفس النطاق الزمني في الدراسة.

على الرغم من أن العلماء لم يعثروا على الحمض النووي في أي من العظام في تام با لينج حتى الآن، إلا أنهم سيبحثون عن آثاره في التربة تحت أقدامهم العام المقبل، ومن خلال "الحمض النووي يأملون في العثور على آثار النباتات والحيوانات والميكروبات والمسببات المرضية، كما يأملون في العثور على آثار البشر الذين عاشوا في هذه البيئة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة