تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

دراسة مُقلقة.. حرائق الغابات الشديدة الفردية يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات عالمية

مريم مونس
مريم مونس

2 د

دراسة جديدة من معهد لايبنيتز لأبحاث التروبوسفير (TROPOS) تكشف أن دخان حرائق الغابات الكبيرة، مثل حرائق الغابات الأسترالية قد يكون له تأثيرات عالمية كبيرة على المناخ.

استخدم البحث نموذج المناخ الجوي العالمي ECHAM-HAM، ووجد أن دخان هذه الحرائق يؤدي إلى زيادة كبيرة في درجة حرارة الغلاف الجوي العلوي ويؤثر على أنماط الطقس العالمية.

تُظهر الدراسة أهمية دمج تأثيرات الحرائق الغابية الشديدة في نماذج المناخ العالمية، خاصة مع تزايد مخاطر وشدة هذه الحرائق بسبب التغيرات المناخية السريعة.

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد لايبنيز لأبحاث التروبوسفير (TROPOS) أن الدخان الناتج عن حرائق الغابات الشديدة الفردية، مثل حرائق الغابات الأسترالية 2019/2020، يمكن أن يكون له آثار مناخية عالمية كبيرة. تم الحصول على هذه النتائج، التي تسلط الضوء على التأثير المعقد لدخان حرائق الغابات على توازن الطاقة في الغلاف الجوي، من خلال عمليات محاكاة مفصلة باستخدام نموذج مناخ الهباء الجوي العالمي.

وركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة الكيمياء والفيزياء الجوية، على حرائق الغابات الأسترالية الكارثية المعروفة باسم حرائق الصيف الأسود. ولدت هذه الحرائق، التي حدثت في مطلع عام 2019/2020، سحبًا دخانية شديدة الحمل الحراري نقلت كميات غير مسبوقة من الدخان إلى طبقة الستراتوسفير السفلى. تُظهر صور الأقمار الصناعية من القمر الصناعي "أكوا" التابع لناسا، والتي تم التقاطها في 4 يناير 2020، انتشارًا واسعًا للدخان، الذي يتميز بلونه البني الفاتح مقابل السحب البيضاء الساطعة.

استخدم باحثون من TROPOS نموذج مناخ الهباء الجوي العالمي ECHAM-HAM لتحليل تأثير حرائق الغابات هذه. وكشفت عمليات المحاكاة التي أجروها أن امتصاص الدخان لأشعة الشمس أدى إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة بعدة درجات مئوية في طبقة التروبوسفير العليا والطبقة السفلى من الستراتوسفير. ولم تكن هذه الزيادة محصورة في نصف الكرة الجنوبي فحسب، بل امتدت أيضًا نحو نصف الكرة الشمالي، مما يشير إلى وجود تأثير بين نصفي الكرة الأرضية.

ذو صلة

وحددت الدراسة كذلك سلسلة من آليات التكيف في الغلاف الجوي للأرض عقب تأثير الدخان. وشملت هذه انخفاضًا في الرطوبة النسبية بنحو 0.2%، وانخفاضًا في السحب الرقيقة، وانخفاضًا مماثلًا في مستويات هطول الأمطار العالمية. تشير مثل هذه التغييرات إلى أنه حتى مصادر الدخان الصغيرة نسبيًا، مثل الحرائق الأسترالية، يمكن أن يكون لها تأثيرات بعيدة المدى على أنظمة الطقس والمناخ العالمية.

تضيف النتائج التي توصلت إليها دراسة TROPOS إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تبين أن حرائق الغابات واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في دوران الغلاف الجوي العالمي. ويؤكد هذا البحث على أهمية دمج آثار الحرائق الشديدة في النماذج المناخية العالمية، خاصة وأن التغير المناخي السريع يزيد من خطر وشدة هذه الحرائق. إن فهم الظروف الجوية المؤدية إلى هذه السحب الدخانية شديدة الحرارة وخصائص جزيئات الدخان المنبعثة أمر بالغ الأهمية للحصول على توقعات مناخية دقيقة. وكما تشير الدراسة، فإن التأثير العالمي لحرائق الغابات يمتد إلى ما هو أبعد من المناطق المجاورة لها مباشرة، مما يؤثر على أنماط الطقس والمناخ على نطاق الكوكب.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة