طرح سماعة Apple Vision Pro في الأسواق.. لكن هناك جزء وحيد لا تريدك أبل أن تراه!

في خطوة مهمة يمكن أن تعيد تعريف مشهد الحوسبة المكانية، سيتم طرح سماعة الواقع المختلط Vision Pro التي طال انتظارها من شركة Apple للبيع. وسط زوبعة من التوقعات والتكهنات، شق هذا الجهاز المتطور طريقه بالفعل إلى رؤوس نخبة من الصحفيين والمؤثرين في مجال التكنولوجيا، مما أثار مناقشات حول تأثيره المحتمل على مستقبل التكنولوجيا.

Vision Pro التي وصفتها شركة Apple بأنها منتج بارز، هي تقاطع التكنولوجيا المتقدمة والتصميم الذي يركز على المستخدم. هذه السماعة ليست مجرد أداة، فهي تمثل قفزة إلى مستقبل تجارب الواقع المختلط. إذ يدمج الجهاز الواقع الافتراضي الغامر (VR) مع سلاسة وتنوع الواقع المعزز (AR)، مما يوفر تجربة لا مثيل لها.

سماعة الواقع المختلط Vision Pro من Apple تنتمي إلى فئة فريدة من نوعها في عالم التقنية، حيث تشترك في بعض الخصائص مع منتجات مماثلة مثل سماعة الرأس Meta’s Quest المتطورة من خط Oculus. تمامًا كما هو الحال مع Meta’s Quest، تغطي Vision Pro العينين والجبهة بشكل كامل وتتميز بتقنية الفيديو التمريرية المثيرة للإعجاب، مما يسمح لمستخدميها برؤية العالم الخارجي عبر النظارات.

مثل Meta Quest، تستخدم Vision Pro طريقة عرض التطبيقات كعناصر ثنائية الأبعاد ضمن بيئة ثلاثية الأبعاد، مما يعني أن التطبيقات لا تظهر بحجم ضخم، بل تُعرض في مجال الرؤية بوضوح عميق.

الاختلاف الرئيسي بين Vision Pro من Apple و Meta Quest هو تصميم حزمة البطارية الخارجية المصنوعة من الألومنيوم، التي تتصل بالسماعة عبر كابل. هذا يتطلب من المستخدمين حمل البطارية في جيبهم أو وضعها بجانبهم عند استخدامهم للجهاز داخل "Appleverse".

تبدو Apple حريصة على عدم إبراز حزمة البطارية الخارجية بشكل واضح. فهي تظهر نادرًا على صفحة المنتج الإلكترونية للشركة وغالبًا ما تكون مخفية في نهاية معرض الصور. خلال العروض التجريبية الأخيرة، أكدت Apple على قواعد صارمة تحظر على الصحفيين التقاط الصور أو تسجيل الفيديو للأجهزة، وهو أمر غير مألوف في المؤتمرات الصحفية. بدلًا من ذلك، قامت الشركة بتعيين مصور خاص لالتقاط الصور خلال عروض Vision Pro، حيث تظهر الصور التي تم نشرها هذا الأسبوع للمراسلين وهم يجربون السماعات وقد تم التقاطها بواسطة Apple نفسها.

يُظهر تصميم حزمة البطارية في سماعة الواقع المختلط Vision Pro من Apple قراراً تصميمياً مهماً. على الرغم من عدم ظهورها بوضوح في الصور الرسمية، فإن العديد من الحاضرين في العروض التجريبية، مثل Nilay Patel من The Verge، قد لاحظوا وجود الكابل المتصل بالسماعة. في بعض الحالات، تم تمرير الكابل أسفل الملابس لتقليل ظهوره، بينما في حالات أخرى، تم قطع الصور لإخفاء البطارية.

يبدو أن Apple تحاول تقليل التركيز على حزمة البطارية الخارجية، وهو ما يعكس الاختيارات التصميمية التي تواجهها في مجال الواقع الافتراضي. كما يشير جيريمي بيلينسون، الباحث المتخصص في الواقع الافتراضي من جامعة ستانفورد، فإن هناك دائماً تسويات في هذا المجال، حيث يتطلب توفير تجربة واقع افتراضي متقدمة الحاجة إلى أجهزة استشعار وتتبع متطورة التي تزيد من الحاجة إلى الطاقة.

التركيز على إخفاء حزمة البطارية يثير تساؤلات حول كيفية تصور Apple لاستخدام المستهلكين لجهاز Vision Pro وما إذا كان وجود البطارية الخارجية يمثل عائقاً أمام الراحة وسهولة الاستخدام. تشير التلميحات من Apple إلى أن Vision Pro مصممة بشكل أساسي للاستخدامات الجالسة مثل العمل، مشاهدة الأفلام، تصفح الصور، وإجراء مكالمات الفيديو، حيث وصفتها الشركة بأنها "مساحة العمل النهائية" و"مساحة لتعدد المهام والتعاون".

كل الدلائل تشير إلى أن Apple تصمم سماعة الواقع المختلط Vision Pro بشكل أساسي للاستخدام أثناء الجلوس، سواء للعمل، مشاهدة الأفلام، تصفح الصور ثلاثية الأبعاد، أو حتى لإجراء مكالمات الفيديو. Apple وصفت الجهاز بأنه "مساحة العمل النهائية" و"مساحة لتعدد المهام والتعاون"، مع الإشارة إلى أن معظم عروض Vision Pro كانت توضيحية وجالسة.

تتميز Vision Pro بتقنية التحكم بالإيماءات التي تتيح للمستخدمين التحكم بدون الحاجة إلى وحدات تحكم، مما يختلف عن منتجات مثل Meta Quest Pro وMeta Quest 3. في تجربة Meta Quest، تتضمن الكثير من الأنشطة الوقوف والحركة، مثل الألعاب متعددة اللاعبين وتمارين اللياقة البدنية.

إذا كان الغرض الأساسي من Vision Pro هو الاستخدام أثناء الجلوس، فقد لا تكون حزمة البطارية الخارجية مشكلة كبيرة. هذا النهج يعتبر غير تقليدي لشركة اعتادت على تصميم منتجات محمولة تُستخدم في كل مكان. تقسم الآراء حول تصميم البطارية الخارجية، حيث يعتقد بعض الخبراء مثل جيريمي بيلينسون أن الحاجة إلى البطارية الخارجية قد تكون غير ضرورية لتجارب قصيرة المدى.

من ناحية أخرى، يعتقد سام كول من FitXR أن حزمة البطارية قد لا تكون مشكلة كبيرة لتطبيقات اللياقة البدنية، مؤكدًا على أهمية توزيع الوزن والملحقات في حالات الاستخدام الطويلة مثل العمل أو المكالمات الطويلة.

يُشير كول أيضًا إلى أن جودة تجربة Vision Pro قد تكون ممتازة، مشابهة لـ Meta Quest 3 أو ربما أفضل. تذكر الأمثلة السابقة مثل Magic Leap AR وHoloLens من Microsoft كيف أن موضع البطارية كان موضوع نقاش.

Apple لم تستجب للاستفسارات حول سبب منع الصحفيين والمؤثرين من التقاط صور خاصة لـ Vision Pro أو إذا كانت تخطط لمشاركة المزيد من الصور للبطارية.

عند طرح جهاز Apple Vision Pro في الأسواق، سيقف هذا الجهاز عند نقطة تحول مهمة، موازناً بين إمكانياته الواسعة وبعض الشكوك المحيطة به. على الرغم من أن تميزه التكنولوجي لا جدال فيه، إلا أن مستقبله سيعتمد بشكل كبير على مدى قدرته على استيفاء توقعات المستهلكين واندماجه في حياتهم اليومية. السؤال المطروح الآن هو: هل سيكون Vision Pro عاملاً محورياً يغير مسار الحوسبة المكانية، أم أنه سيظل مجرد إضافة جديدة في هذا المجال؟ ما يبدو واضحاً هو أن أبل قد أعادت تأكيد موقعها كرائدة في عالم الابتكار التكنولوجي، مقدمة تحدياً للصناعة والمستخدمين على حد سواء لتوسيع تصوراتهم حول ما يمكن تحقيقه بالتكنولوجيا.