عام تسريح العمال من جميع القطاعات.. و2023 يؤكد أن الأمن السيبراني ليس محصّن!

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وعلى الرغم من زيادة الهجمات والانتهاكات السيبرانية، لا تزال صناعة الأمن السيبراني متأثرة بالتقلبات الاقتصادية. إذ يُنظر إلى عام 2023 على أنه "عام التسريح من العمل"، مع تفاقم التخفيضات في القوى العاملة عن العام الماضي. وفقًا لتتبع TechCrunch، فقدت الصناعة أكثر من 240 ألف وظيفة في الاثني عشر شهرًا الماضية، مما يمثل زيادة كبيرة عن عام 2022.

على الرغم من أن قطاع الأمن السيبراني كان بمنأى نسبيًا عن هذه التخفيضات الكبيرة، إلا أن عام 2023 أظهر أنه لا يوجد قطاع محصن، بما في ذلك الأمن السيبراني. وفقًا لموقع Layoffs.fyi، قامت أكثر من 110 شركات للأمن السيبراني بإجراء تخفيضات في الوظائف منذ بداية عام 2023.

حسبما أفادت TechCrunch في يناير، قامت شركة الأمن السيبراني Sophos، والتي يقع مقرها في المملكة المتحدة، ببدء العام الجديد بتسريح عمالي أثر على 10% من موظفيها العالميين، تقريبًا 450 موظفًا. كانت هذه الأخبار معروفة لأول مرة من خلال تقارير من موظفين في الهند تم تسريحهم. أرجعت شركة Sophos السبب وراء هذه التخفيضات إلى "البيئة الاقتصادية المليئة بالتحديات وغير المستقرة"، موضحة في بيانها أن الخطوة تأتي جزئيًا لتحقيق "التوازن الأمثل بين النمو والربحية لضمان النجاح طويل الأمد لسوفوس"، مع تعديل حجم موظفيها "لدعم طموحها الإستراتيجي في أن تكون شركة رائدة في سوق خدمات الأمن السيبراني".

بعد إقامة حفل في مؤتمر" شركة الأمن السيبراني Bishop Fox قامت بتسريح حوالي 50 موظفًا، أو ما يعادل 13% من قوتها العاملة، في شهر مايو، وذلك بعد أيام قليلة من تنظيم الشركة حفلاً في مؤتمر RSA للأمن تضمن مشروبات بعلامات تجارية خاصة. صرحت الشركة، التي كانت تضم حوالي 400 موظف قبل التخفيضات، في ذلك الوقت أنها "أجرت هذه التغييرات استباقيًا استجابةً للوضع الاقتصادي العالمي والفرص المحددة لتحسين كفاءة عملياتها". وأشارت إلى أن الطلب على منتجاتها في مجال الأمن السيبراني لا يزال قويًا، ولكن "لا يمكن تجاهل عدم اليقين السائد في السوق واتجاهات الاستثمار في هذا الاقتصاد العالمي المتغير".

في أغسطس، أكدت مجموعة NCC، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال الأمن السيبراني في المملكة المتحدة، عزمها على إجراء مزيد من تخفيضات القوى العاملة. وذلك بعد أشهر قليلة من تسريح 7% من موظفيها، أي حوالي 125 موظفًا في المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية. علمت TechCrunch بالجولة الثانية من تسريح العمال من مصدر مطلع، وصرحت مجموعة NCC لاحقًا بأنها ستتخلى عن "عدد صغير" من الموظفين كاستجابة "للتغيرات في ديناميكيات السوق ومتطلبات العملاء".

أعلنت شركة Rapid7، الأمريكية المتخصصة في الأمن السيبراني، في أغسطس عن خططها لتقليص القوى العاملة. قررت الشركة تسريح 18% من موظفيها، مما سيؤثر على أكثر من 400 موظف على مستوى العالم، مبررة ذلك بأنه إجراء "ضروري لتحسين الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، ومواءمة موظفي الشركة بشكل أفضل مع الاحتياجات الحالية للعمل". في نفس السياق، أشارت Rapid7 - التي تصف نفسها كمنظمة "هجينة أولاً" - إلى خططها لإغلاق بعض مواقع المكاتب بشكل دائم كجزء من إعادة هيكلة الشركة.

في شهر أغسطس، قامت HackerOne، المنصة المشهورة لمكافآت اكتشاف الأخطاء البرمجية واختبار الاختراق، بتسريح واسع النطاق لموظفيها. أعلنت الشركة، التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو، عن خططها لتقليص قوتها العاملة بنسبة تصل إلى 12%، أو حوالي 50 موظفًا، مؤثرة على الموظفين في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وهولندا وغيرها. بالرغم من جمعها لحوالي 160 مليون دولار منذ تأسيسها في عام 2012، أرجعت HackerOne التخفيضات إلى الظروف الاقتصادية الحالية. أكد مارتن ميكوس، الرئيس التنفيذي للشركة، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين المتأثرين أن هذه الخطوة ضرورية للنجاح طويل الأمد.

في ختام شهر مليء بعمليات تسريح العمال، قامت شركة Malwarebytes بتسريح 100 موظف حول العالم استعدادًا لإعادة هيكلة الشركة وتقسيمها إلى قسمين. جاءت هذه التخفيضات بعد عام تقريبًا من إقدام Malwarebytes على تسريح 14% من قوتها العاملة عالميًا. اكتشفت TechCrunch هذه التخفيضات من خلال موظف سابق، الذي ذكر أن التسريحات تمت بعد أسابيع فقط من تسريح عدة أعضاء من الإدارة التنفيذية بالشركة.

قامت شركة IronNet، الشركة الناشئة في مجال الأمن السيبراني التي أسسها الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي كيث ألكسندر، بتسريح جميع موظفيها المتبقين في أكتوبر تمهيدًا لإغلاق الشركة المتعثرة. في تقرير تنظيمي، صرح كاميرون بفور، الرئيس والمدير المالي لشركة IronNet، بأن الشركة أوقفت جميع أنشطتها التجارية استعدادًا لإعلان الإفلاس بموجب الفصل السابع، ما يعني تصفية أصول الشركة المتبقية لسداد الديون.