عمرها 8.7 مليون سنة.. جمجمة غريبة تغير مفهوم أصل البشرية!

لطالما اعتُبرت أفريقيا موطنًا لأصول البشر، حيث ساد الاعتقاد  أن الإنسان تطور من القرود في هذه القارة قبل أن ينتشر في أنحاء العالم بدءًا من هذه القارة ولفترة طويلة. إلا أن اكتشافًا جديدًا في تركيا قد يغير هذا الاعتقاد. إذ تم العثور على جمجمة قرد تُظهر أدلة على أنها أقدم من القرود الأفريقية Anadoluvius turkae في مدينة Cankiri بالقرب من أنقرة.

ويُظن أن تاريخ هذه الأحفورة يعود إلى حوالي 8.7 مليون سنة، بينما تظهر السجلات الحالية أن أشباه البشر لم يظهروا في أفريقيا إلا قبل حوالي سبعة ملايين سنة.

وفقًا للبروفيسور ديفيد بيجن من جامعة تورنتو، تشير هذه النتائج إلى أن أشباه البشر ربما تطوروا في أوروبا وعاشوا هناك لأكثر من خمسة ملايين سنة قبل أن يبدأوا في الهجرة نحو أفريقيا، وهذا التحول قد يكون نتيجة لتغيرات بيئية، مثل تقلص الغابات.

كما أوضح البروفيسور كريس سترينجر، المتخصص في أبحاث التطور البشري بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، أنه قد تمت مناقشات مطولة حول القردة العليا وأصول الإنسان. وأشار سترينجر إلى أنه، على الرغم من الاكتشاف الجديد، لا يرى أن هناك تغييراً جوهرياً في النقاشات السابقة، خصوصاً مع البحث الذي تم نشره في مجلة Science، الذي أكد أن الأدلة المتاحة تدل على أن أشباه البشر نشأوا في أفريقيا من أسلاف قردة الميوسين.

على الرغم من الاكتشافات المثيرة، هناك بعض الخبراء الذين يشككون في هذه النتائج ويصرّون على أن البشر قد تطوروا أساسًا في أفريقيا. لكن بصرف النظر عن الجمجمة، عُثِر على أحفورات لحيوانات متعددة، من زرافات وخنازير ووحيد القرن إلى الظباء والفيلة والضباع، مما يشير إلى تنوع الحياة في تلك الفترة. إن هذا الاكتشاف يضيف بُعدًا جديدًا إلى النقاش الدائر حول أصول البشر وتطورهم.