تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

في ظل التغيرات المناخية.. علماء يحذرون من اندلاع وباء مرعب قد يتسبب فيه “فيروسات الزومبي” الموجودة في القطب الشمالي

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

علماء يحذرون من تهديد جديد للبشرية، حيث يمكن أن تؤدي فيروسات قديمة مجمدة في القطب الشمالي بسيبيريا إلى وباء جديد.

القلق يتزايد من إمكانية إطلاق فيروسات الميثوسيلا أو "فيروسات الزومبي"، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة العالمية وذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي.

يخطط العلماء لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمال للكشف المبكر عن حالات الإصابة وعزلها، مع التركيز على استعداد العالم للتعامل مع هذا التهديد المحتمل.

تواجه البشرية تهديدًا وبائيًا جديدًا حذر منه العلماء، حيث قالوا إن فيروسات قديمة مجمدة في التربة الصقيعية في القطب الشمالي قد تُطلق في يوم من الأيام بفعل ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لانتشار أمراض جديدة.

لقد تمكن الباحثون من تحديد سلالات من جراثيم الميثوسيلا الدقيقة القديمة المعروفة أيضًا بـ "فيروسات الزومبي"، وأعربوا عن مخاوفهم من أن عدوى خطيرة من الماضي البعيد يمكن أن تؤدي إلى حدوث حالة طوارئ طبية عالمية جديدة. وفقًا لما ذكرته صحيفة "الجارديان".

وفي هذا السياق، بدأ العلماء التخطيط لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمالي تكشف في وقت مبكر عن أي حالات مرضية ناجمة عن الكائنات الدقيقة القديمة. كما توفر هذه الشبكة وسائل العزل والعلاج الطبي المتخصص للأشخاص المصابين بهدف السيطرة على تفشي الوباء ومنع المصابين من مغادرة المنطقة.

قال عالم الوراثة جان ميشيل كلافيري من جامعة "إيكس مرسيليا": "في الوقت الحالي، تركز تحليلات التهديدات الوبائية على الأمراض التي قد تظهر في المناطق الجنوبية وتنتشر شمالًا. على عكس ذلك، لم يُول اهتمام كبير للتفكير في حدوث تفش في الشمال البعيد ومن ثم ينتقل جنوبًا - وهو ما يعد إهمالًا". وأضاف: "أعتقد يوجد فيروسات هناك لديها القدرة على عدوى البشر وبدء تفشي مرض جديد."

ودعم هذا الرأي عالمة الفيروسات ماريون كوبمانز، من مركز إيراسموس الطبي في روتردام بهولندا، قائلة: "لا نعرف ما هي الفيروسات الموجودة هناك في التربة الصقيعية، ولكن أعتقد أن هناك خطرًا حقيقيًا من احتمال وجود فيروس قادر على التسبب في تفشي المرض. على سبيل المثال، في شكل قديم لشلل الأطفال. يجب أن نفترض أن شيئًا كهذا قد يحدث."

وقد سبق وقاد كلافيري، في عام 2014، فريقًا من العلماء قاموا بعزل فيروسات حية في سيبيريا وأظهروا أنها لا تزال قادرة على إصابة الكائنات وحيدة الخلية - على الرغم من أنها كانت دفنت في التربة الصقيعية لآلاف السنين. وأظهرت أبحاث إضافية نُشرت العام الماضي وجود سلالات فيروسية مختلفة من سبعة مواقع مختلفة في سيبيريا. وكان عمر إحدى العينات الفيروسية 48500 سنة.

وقال كلافيري: "الفيروسات التي عزلناها كانت قادرة فقط على إصابة الأميبات ولم تشكل أي خطر على البشر" وأضاف: "ومع ذلك، هذا لا يعني أن الفيروسات الأخرى المجمدة حاليا في التربة الصقيعية قد لا تكون قادرة على التسبب في أمراض لدى البشر".

تغطي التربة الصقيعية خُمس النصف الشمالي للكرة الأرضية وتتألف من تربة تم حفظها في درجات حرارة دون الصفر لفترات طويلة. وقد اكتشف العلماء أن بعض الطبقات تظل مجمدة لمئات الآلاف من السنين. أقل كلافيري: "النقطة الحاسمة حول التربة الصقيعية هي أنها باردة ومظلمة وتفتقر إلى الأكسجين، وهو مثالي للحفاظ على المواد البيولوجية، حيث يمكنك وضع زبادي في هذه التربة وقد يظل صالحًا للأكل بعد 50 ألف عام."

لكن التربة الصقيعية في العالم تتغير، حيث إن الطبقات العليا من الاحتياطيات الجليدية للكوكب في كندا وسيبيريا وألاسكا تذوب مع تأثير تغير المناخ على القطب الشمالي بشكل مفرط.

ومع ذلك، ليس ذوبان التربة الصقيعية مباشرة هو الخطر الأكبر، أضاف كلافيري: "الخطر يأتي من تأثير آخر للتغير المناخي: اختفاء الجليد البحري في القطب الشمالي. وهذا ما يسمح بزيادة الشحن وحركة المرور والتنمية الصناعية في سيبيريا. وسيُخطط لعمليات تعدين ضخمة وسيتم حفر ثقوب ضخمة في التربة الصقيعية العميقة لاستخراج النفط والخامات.

أوضح كلافيري: "ستطلق تلك العمليات كميات ضخمة من الكائنات الدقيقة التي تزال هناك، وسيمشي المنقبون ويتنفسون الفيروسات. يمكن أن تكون التأثيرات كارثية."

ذو صلة

وشددت كوبمانز على هذه النقطة، قائلة: "إذا نظرنا إلى تاريخ اندلاع الأوبئة، فإن أحد أسبابها الرئيسية كان التغير في استخدام الأرض. فقد انتشر فيروس نيباه عن طريق خفافيش الفاكهة التي طردت من مواطنها الأصلي بسبب البشر. وهذا ما نحن على وشك أن نشهده في القطب الشمالي: تغيير كامل في استخدام الأرض، وهذا قد يكون خطيرًا، كما رأينا في أماكن أخرى."

ومن الجدير بالذكر أن العلماء يعتقدون أن التربة الصقيعية - في أعماقها - قد تحتوي على فيروسات تعود إلى مليون سنة وبالتالي ستكون أقدم من جنسنا البشري، الذي يُعتقد أنه ظهر قبل نحو 300 ألف عام. قال كلافيري: "قد لا يكون جهازنا المناعي قد تعامل مع بعض تلك الكائنات الدقيقة، وهذا أمر آخر يثير القلق. نواجه الآن تهديدًا حقيقيًا ونحتاج إلى أن نكون مستعدين للتعامل معه".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة