كيف انبثق الضوء من ضباب الكون المبكر؟..تلسكوب ويب يكشف أسرار الفضاء

تأتي أهمية تلسكوب ويب الفضائي بفضل الكشف عن أكثر من 20,000 مجرة بين برجي الحوت والأندروميدا. وقد توصّل العلماء إلى اكتشاف جديد بفضل ملاحظاته عن الحقبة الأيونة، وهي فترة تحولية في تاريخ الكون عندما أصبح شفافًا للضوء. وتشير نتائجه إلى الدور الذي لعبته المجرات المبكرة في هذه الفترة الحاسمة.

سمحت القدرة الاستثنائية لتلسكوب ويب في النظر إلى الحقبات الأولى للكون بكشف هذه البيانات الهامة. إذ أظهرت الصور الكوارك J0100+2802، وهو نواة مجرية براقة تُضيء الغاز المتواجد بينها وبين التلسكوب. استخدم العلماء ضوء الكوارك لدراسة أكثر من 100 مجرة من البليون سنة الأولى للكون، مع التركيز على 59 مجرة تقع بين الكوارك وويب.

"تجاوز ويب توقعاتنا. فقد كنا نأمل في تحديد بعض المجرات التي كانت موجودة خلال عصر الأيونة فقط، ولكننا استطعنا بسهولة تحديد 117 مجرة"، قال دايتشي كاشينو، عالم الفلك في جامعة ناغويا، والمؤلف الرئيسي لواحدة من الأوراق البحثية.

قارن فريق البحث بيانات ويب مع الملاحظات السابقة التي تم التقاطها بواسطة مرصدات أخرى مشهورة. ونُشرت نتائجهم في ثلاثة أوراق بحثية منفصلة في مجلة Astrophysical Journal.

"عندما ننظر إلى أعماق الأيونة نرى تغييرًا متميزًا جدًا. فالمجرات التي تتكون من مليارات النجوم، تؤين الغاز حولها وتحوله إلى غاز شفاف" كما أوضح المؤلف المشارك في الدراسة سايمون ليلي، عالم الفلك في ETH زيوريخ في سويسرا.

تعد النظرة الثابتة لتلسكوب ويب وتصويره المتعمق في أعماق المجرات القديمة مصدرًا للباحثين من أجل الحصول على نظرة أكثر وضوحًا عن تطور الكون في مراحله الأولى. وعلى الرغم من ذلك لا يمكن لويب بمفرده أن يكشف عن جميع ألغاز الكون. فالأسئلة الرئيسية مثل: كيف أصبح الكوارك J0100+2802 ضخمًا جدًا في بداية تطور الكون؟ لا تزال قائمة. ولا يزال البحث مستمرًا من أجل فهم أصل الثقوب السوداء الضخمة، مع وعد بالمزيد من الاكتشافات المثيرة في عالم الفيزياء الفلكية.