تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف كسب أحد المطورين أكثر من 250 ألف جنيه إسترليني من الألعاب التي تم إنشاؤها في 30 دقيقة؟

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

قام مبرمج متعلم ذاتيًا، بتحقيق نجاحًا ملحوظًا بتطوير سلسلة ألعاب "Stroke" البسيطة، التي تم تنزيلها أكثر من 120 ألف مرة، محققة أكثر من 275 ألف جنيه إسترليني من المبيعات.

تتميز ألعاب "Stroke" ببساطتها الشديدة وتفتقر إلى التعقيد المعتاد في الألعاب الشائعة، حيث تقتصر على مداعبة حيوانات مختلفة دون أي تأثيرات صوتية أو رسوم متحركة، مما يثير تساؤلات حول تعريف "لعبة الفيديو".

واجهت ألعاب "Stroke" انتقادات في المنتديات على الإنترنت، لكن جاردنر مطور اللعبة، استطاع أن يجد مدافعين بين النقاد، مشيرين إلى أنه وجد فجوة في السوق واستغلها بنجاح.

تُعدّ تطوير الألعاب عملاً مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلاً. في الوقت الحالي، إذ يعمل حوالي 2000 شخص على الجزء التالي في سلسلة Assassin's Creed  الشهيرة التي تنتجها شركة يوبي سوفت (Ubisoft)، وذلك عبر 18 استوديو حول العالم، وهو مشروع يستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات لإكماله. تخيل مشاعر أي من هؤلاء الأشخاص عندما يعلمون أن برمجيًا متعلمًا ذاتيًا جمع ما يقارب 280 ألف جنيه إسترليني من سلسلة ألعاب قام بتطويرها بينما كان جالسًا في شقته المكونة من غرفتي نوم في هارلسدن بلندن، وقد استغرقت كل لعبة منها حوالي 30 دقيقة فقط لتطويرها.

قال تي جي جاردنر، مبتكر سلسلة ألعاب "Stroke": "في الحقيقة، ربما استغرقت اللعبة الأولى سبع أو ثماني ساعات. لكن بالنسبة للألعاب التالية - مثل Stroke the Beaver على سبيل المثال - ربما استغرقت حوالي نصف ساعة".

وتتوفر ألعاب "Stroke" للتنزيل من متجر PlayStation مقابل 3.29 جنيه إسترليني لكل منها. كل لعبة تتميز بحيوان مختلف - كالقطط، والكلاب، والهامستر، بالإضافة إلى مخلوقات أقل جاذبية مثل الثعابين والأسماك - وجميعها تتبع نفس النمط.

عند بدء اللعبة، تظهر صورة الحيوان على خلفية زرقاء سادة. في الزاوية العليا اليسرى من الشاشة توجد عبارة "Strokes 0". تضغط على زر X لمداعبة الحيوان. فيومض الحيوان لفترة وجيزة. ويزداد الرقم في الزاوية بمقدار 1. ثم بعد 25 لمسة، تُكافأ بكأس برونزي. ومن ثم استمر حتى تصل إلى 2000 لمسة، وستتلقى جائزة بلاتينية. هذا هو كل شيء.

لا توجد في ألعاب Stroke  رسوم متحركة؛ لا توجد تأثيرات صوتية. مجرد صورة لحيوان تحت ترخيص المشاع الإبداعي "Creative Commons" من ويكيبيديا، وبعض الأنغام الصوتية المنخفضة الجودة تتكرر بلا نهاية في الخلفية. لا يوجد ركض، لا قفز، لا أسلحة، لا أشرار، لا حركات خاصة أو تعزيزات أو ألغاز. وهنا يأتي السؤال: هل تُعتبر ألعاب Stroke ألعاب فيديو على الإطلاق؟

أوضح جاردنر: "ذلك يعتمد على كيفية تعريفك لـ'لعبة'. هناك تفاعل - محدود، صحيح، لكنه موجود، وهناك هدف... سأعترف بكل سرور أنها ليست صعبة، وليست معقدة، لكنها لا تزال لعبة فيديو".

ونظرًا للأرقام التي قدمها جاردنر، ربما لا يهم - على الأقل بالنسبة لمدير بنكه. فمنذ إطلاق ألعابStroke  في سبتمبر 2022، تم تنزيلها أكثر من 120 ألف مرة، محققة أكثر من 275 ألف جنيه إسترليني من المبيعات. تأخذ سوني نسبة 30% مقابل استضافة اللعبة في متجر PlayStation، ويربح جاردنر قبل الضرائب ما يزيد عن 190 ألف جنيه إسترليني.

لم يقم أحد بشراء هذه الألعاب من أجل طريقة اللعب المسببة للإدمان، أو القصة المثيرة، أو الرسومات البارعة. فما الذي يجذب الناس إليها؟

بدأ كل شيء في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، عندما بدأت شركات تصنيع أجهزة الألعاب بمكافأة اللاعبين بتقديرات افتراضية لإكمال أهداف إضافية داخل الألعاب. تُسمى هذه بـ"Achievements" على  Xbox، و"Trophies" على  PlayStation. ثم  ظهرت ثقافة فرعية جديدة، أسسها مجتمع من اللاعبين الذين يلعبون من أجل الجوائز بدلاً من المتعة. يُعرفون بصائدي الكؤوس. قد يذهب بعضهم إلى أبعد الحدود في سبيل الشهرة، ربما حتى بلعب  لعبة فيلم هانا مونتانا.

وقد أصبح متجر PlayStation مليئًا بالعشرات من الألعاب الموجهة لهؤلاء اللاعبين: ألعاب بتكلفة منخفضة، وبساطة مثيرة للسخرية، تقدم كؤوسًا سهلة مقابل بضعة جنيهات.

رأى جاردنر، الذي كان لديه شريكة وطفل صغير يعيلهما، وقد تعلم البرمجة مؤخرًا (معظمها من مقاطع فيديو على YouTube ودروس عبر الإنترنت)، في ذلك فرصة.  قائلًا: "كانت الأمور صعبة قليلاً، مع عائلة صغيرة، والانتقال من راتب إلى آخر".

ذو صلة

وتابع جاردنر: "في ذلك الوقت، كان بإمكان أي شخص التقدم لبيع لعبة في متجر PlayStation، وتقديم وثيقة تصميم توضح كيف ستعمل. نظرت في نظامSony ، ورأيت أن الأمر كان سهلاً جدًا لاجتياز ضمان الجودة الخاص بهم. وفي عام 2022، وضعت أول لعبة، Stroke the Dog، إلى المتجر دون أي مشاكل. ثم جربت بعض الألعاب الأخرى مع حيوانات مختلفة بعض الشيء بالطبع".

ومن الجدير بالذكر أنه لم يجد الجميع الألعاب مضحكة. حيث تمتلئ المنتديات على الإنترنت بالمشاركات التي تدين ألعاب صائدي الكؤوس، والأشخاص الذين يصنعونها، وسوني للسماح بدخولها إلى متجر PlayStation على الإطلاق. وقد حاول جاردنر التعامل مع الانتقادات، معترفًا بأن ألعاب Stroke هي ألعاب سطحية  "shovelware"، وفاز بالفعل ببعض المدافعين بين النقاد. حيث كتب أحد المستخدمين في المنتدى: "لقد وجد فجوة واستغلها. أتمنى المزيد من القوة له ... أي شركة لا تفعل ذلك؟ كل ألعاب Call of Duties و FIFAs و Assassin’s Creeds  ليست مختلفة كثيرًا في الجوهر".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة