تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل تتنفس السلاحف حقًا من مؤخراتها في الشتاء؟ دراسة حيّة تفسّر الحقيقة!

مريم مونس
مريم مونس

3 د

تم دحض الاعتقاد الشائع بأن السلاحف تتنفس من مؤخرتها أثناء السبات من خلال الأبحاث العلمية.

عُثر على أدلة داعمة للتنفس في أنواع معينة من السلاحف التي تتميز بوجود هياكل تشبه الخياشيم تساعد في امتصاص الأكسجين من الماء.

أظهرت الدراسات أن السلاحف تعتمد على تبادل الغازات عبر الجلد وبطانة الفم أثناء السبات تحت الماء، لكن وظيفة الكيسان الكلواكيان في هذه السلاحف لا تزال غير واضحة.

انتشر مفهوم خاطئ شائع على نطاق واسع يشير إلى أن السلاحف يمكنها التنفس من مؤخراتها أثناء السبات الشتوي تحت المياه المغطاة بالجليد. تم فحص وفضح هذه الفكرة من خلال الدراسات الحديثة، مما يكشف عن فهم أكثر تعقيدًا ودقة من الناحية العلمية لفسيولوجيا السلاحف وممارسات السبات.

في يومٍ باردٍ من شهر فبراير، قام مخرج برحلة استكشافية على بحيرة أوبينيكون الواقعة في شرق أونتاريو، لتوثيق العادات الشتوية للسلاحف. كان الطلب غير المعتاد للمخرج، وهو التقاط لقطات للجزء الخلفي من السلحفاة، متجذرًا في الاعتقاد بأن السلاحف تمارس شكلاً فريدًا من التنفس يُسمى تبادل الغازات المذرقية، أو "التنفس من الخلف"، أثناء سباتها تحت الجليد.

"المذرق" وهو تجويف شائع في نهاية الجهاز الهضمي لإطلاق كل من المنتجات الإخراجية والتناسلية في الزواحف، بما في ذلك السلاحف، وهو محور هذه الأسطورة. تمتلك بعض أنواع السلاحف أجربة مذرقية، وهي هياكل تشبه الكيس تمتد من المذرق، والتي كانت موضع فضول علمي لأكثر من قرنين من الزمان. اقترحت النظريات المبكرة، التي تفتقر إلى الأدلة التجريبية، أن هذه الجراب يمكن أن تخدم وظائف الجهاز التنفسي، مما يسمح للسلاحف بامتصاص الأكسجين من الماء الذي يمر عبر مجرورها.

وجدت هذه الفرضية بعض الدعم في الدراسات التي أجريت على سلاحف المياه العذبة الأسترالية مثل السلحفاة ذات القشرة المنشارية والسلحفاة النهاشة ذات الحلق الأبيض. تنتمي هذه الأنواع إلى مجموعة السلاحف ذات العنق الجانبي الموجودة حصريًا في نصف الكرة الجنوبي، ولها أجراب مذرقية مبطنة بحليمات غنية بالأوعية الدموية، تشبه الخياشيم وتسهل امتصاص الأكسجين من الماء.

ومع ذلك، فإن الوضع يختلف بشكل ملحوظ بالنسبة لسلاحف أمريكا الشمالية، التي تنتمي إلى المجموعة ذات العنق المخفي. على الرغم من التشابه الجسدي بينهما، فقد انحرفت السلاحف ذات العنق المخفي والسلاحف الجانبية العنق عن سلف مشترك منذ حوالي 200 مليون سنة، مما أدى إلى اختلافات تطورية كبيرة. لا يوجد أي دليل يشير إلى أن سلاحف أمريكا الشمالية، مثل السلاحف الملونة، والسلاحف المنزلقة، وسلاحف الخريطة، والسلاحف النهاشة، لديها التكيفات الفسيولوجية اللازمة لتبادل الغازات المذرقية.

ذو صلة

ربما نشأ هذا المفهوم الخاطئ من مؤلفات علمية تخمينية يعود تاريخها إلى عام 1958، لكن الدراسات اللاحقة، بما في ذلك دراسة محورية أجريت عام 2004 بقيادة عالم وظائف الأعضاء دونالد سي. جاكسون، لم تجد أي دليل على وجود تبادل كبير للغازات من خلال المذرق في السلاحف المرسومة. بدلًا من ذلك، تعتمد هذه السلاحف على تبادل الغازات من خلال جلدها وبطانات الفم أثناء فترات السبات الطويلة تحت الماء.

إن فكرة أن السلاحف "تتنفس من خلال مؤخراتها" أثناء السبات الشتوي هي أسطورة أدامها العلم الشعبي على الرغم من عدم وجود أدلة علمية قوية. تعد الآليات الحقيقية لسبات السلحفاة أكثر تعقيدًا بكثير، وتتضمن تكيفات فسيولوجية تسمح بتبادل الغازات من خلال وسائل أخرى، مثل الجلد وبطانة الفم. لا يزال لغز وظيفة الجراب المذرقي في السلاحف ذات العنق المخفي دون حل، ولكن من الواضح أنه لا يسهل التنفس تحت الماء كما كان يُعتقد من قبل. لا يصحح هذا التوضيح مفهومًا خاطئًا شائعًا فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على أهمية البحث العلمي الدقيق في فهم العالم الطبيعي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة