هل سوف يكتشف الذكاء الاصطناعي الكائنات الفضائية قبل البشر؟ 

طبقًا لموقع space.com، يظهر الذكاء الاصطناعي كحليف أساسي في سعينا للبحث عن الحياة الفضائية، ويحول منهجيات البحث عن الذكاء الفضائي(SETI)، ودمج خوارزميات التعلم الآلي في منهجيات البحث عن الذكاء الفضائي يعزز من كفاءة تحديد الإشارات المحتملة، ويدفع الاستكشاف نحو أبعاد جديدة، وقد يتعرف على إشارات وأنماط تتجاوز الفهم البشري.

 يوجد في الكون عدد لا يُحصى من النجوم، وهذا يُمثل تحديًا صعبًا في البحث عن الحياة الفضائية خاصةً عند النظر للجهود المستمرة منذ 60 عامًا ولم نصل لنتيجة حاسمة بعد، ويساعد الذكاء الاصطناعي في البحث ليس فقط في تبسيط عملية البحث بل في كشف الإشارات التي لم تُلاحظ من قبل وسط البيانات الكبيرة كذلك، وفي منهجيات البحث عن الذكاء الفضائي فإن عالم الفلك إيمون كيرينز يُشبه البيانات بكومة القش، إذ يُكلف الذكاء الاصطناعي بالبحث عن أي عنصر غير القش فيها، ويتدرب الذكاء الاصطناعي للتعرف على أنواع التداخل في الترددات الراديوية، وبالتالي تصفية الإشارات المألوفة والتركيز على غير المألوفة التي قد تُشير إلى التواصل مع كائنات فضائية.

في مشروع حديث حللت خوارزمية صُممت بواسطة الطالب الجامعي بيتر ما وعالم الفلك ستيف كروفت بيانات 820 نجمًا روقبوا بواسطة مرصد جرين بانك، وكشفت الخوارزمية عن 8 إشارات تجاهلها العلماء في التحليلات السابقة، على الرغم من أن هذه الإشارات تأتي من 5 أنظمة نجمية مختلفة، لم تٌكتشف منذ ذلك الحين،  لذلك فإن هذه البيانات قيمة لتعزيز تدريب الذكاء الاصطناعي وتحسين قدراته على البحث.

كما يتدرب الذكاء الاصطناعي على البيانات المعروفة، وتمتد تطبيقاته إلى التعلم غير المشرف عليه إذ تُحدد الخوارزميات الأنماط دون تدريب مسبق، وتتخلص من التحيزات البشرية، وطُبق هذا النهج بنجاح في تحديد الأشياء الصناعية على القمر، والتطبيقات المحتملة له في تحديد الآثار الفضائية الغريبة داخل نظامنا الشمسي.

يعد الذكاء الاصطناعي بمستقبل مشرق في البحث الفضائي، ومع تطويره الذي قد يتعلم وينمو بمفرده وربما يُصمم استراتيجيات بحث مبتكرة تتجاوز قدرات البشر، فإننا نقف أمام تساؤلات محيرة مثل قدرتنا على فهم والتواصل مع الذكاء الاصطناعي إذا تخطى قدرتنا على التفكير، لكن الوعود التي يقدمها للبحث عن الكائنات الفضائية مغرية للغاية للعلماء.