تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل يرتبط التغير المناخي بالأوبئة؟..دراسة جديدة تكشف أن فترات البرد الشديد كانت سببًا في الأوبئة المدمرة في العصر الروماني!

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

كشفت دراسة عن وجود تزامن بين فترات البرد الشديد وظهور الأوبئة المدمرة في العصر الروماني، حيث ارتبطت الثلاث أوبئة الرئيسية بانخفاض درجات الحرارة.

استخدمت الدراسة تحليل نواتج الترسبات في خليج تارانتو لاستعادة معلومات حول المناخ، بتتبع بصمات كيميائية وكائنات "الدينوفلاجيلات"  الحساسة للحرارة والأمطار.

تشير الدراسة إلى أن تغيرات المناخ قد تلعب دورًا في تفشي الأمراض، مع تأثيرها على البيئة والمجتمعات البشرية، مما يبرز أهمية فهم هذه العلاقة.

توصلت دراسة جديدة نُشر يوم الجمعة 26 يناير، في مجلة "Science Advances"، إلى أن فترات البرد الشديد قد أحضرت الأوبئة المدمرة للرومان قديمًا، مما أسفر عن مقتل عدد لا يحصى من الأشخاص. حيث تربط الدراسة بين فترات التغير المناخي والأوبئة الكبرى، وقد اكتشفت أن أكبر 3 أوبئة في عصر الرومان حدثت خلال بعض أشد نوبات البرد المفاجئة والأعمق المسجلة.

وقال الباحث المشارك كايل هاربر، مؤرخ روماني في جامعة أوكلاهوما ومعهد سانتا، وأحد المشاركين في الدراسة: إنه قد يكون هناك العديد من الأسباب لتفسير هذا التداخل. وأضاف: "عندما يهتز النظام المناخي، يؤثر ذلك حقًا على ميببات الأمراض والنظم البيئية، وقبل كل شيء، على المجتمعات البشرية."

ويركز البحث على الترسبات المستخرجة من خليج تارانتو، وهو الخليج الواسع الموجود أسفل إيطاليا. وقال هاربر إن هذه المنطقة تلتقط الرواسب التي جرفتها مياه نهر بو والأنهار الأخرى التي تصب في جبال الأبنين، وهي قلب الإمبراطورية الرومانية.

واستخدمت كارين زونفيلد، الباحثة المشاركة وعالمة المحيطات القديمة في جامعة بريمن في ألمانيا، أدلة متعددة داخل الرواسب لتطابق طبقات الرواسب مع سنوات محددة. جاءت البيانات الرئيسية من الزجاج البركاني الموجود في الرواسب، والذي يمكن إرجاعه كيميائيًا إلى ثورات بركانية معروفة.

وقال زونيفيلد: "العديد من هذه الانفجارات مشهورة عالميًا، مثل ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلاديًا والذي دمر بومبي".

وقد كشفت الأدلة أن الترسبات تمتد من العام 200 ق.م إلى العام 600 م، بدءاً من أواخر الجمهورية الرومانية وحتى الأيام الأخيرة للإمبراطورية الرومانية.

ولإعادة بناء درجات الحرارة والأمطار، استعان الفريق بكائنات صغيرة تسمى "الدينوفلاجيلات" المحفوظة في الترسبات. حياة هذه الكائنات حساسة لدرجة الحرارة وكميات الأمطار. في نهاية الخريف وبداية الخريف، تتحول الدينوفلاجيلات إلى حالة تعرف باسم "كيس" يمكن الاحتفاظ بها في سجل الأحافير.

نظرًا لأن الأنواع المختلفة لها تفضيلات مختلفة، يمكن للعلماء إحصاء أنواع الدينوفلاجيلات التي كانت مزدهرة في أي سنة معينة. في السنوات الباردة، على سبيل المثال، ستكون الأنواع المحبة للبرد أكثر وفرة. وفي أوقات هطول الأمطار المرتفعة، عندما تتسرب مياه النهر إلى البحر حاملة مواد مغذية إضافية، فإن الأنواع التي تفضل الظروف ذات العناصر الغذائية العالية ستكون أكثر شيوعًا.

وأظهرت النتائج فترة مناخية مستقرة بين 200 و100 قبل الميلاد، تلتها سلسلة من الفترات الباردة القصيرة. بين عامي 160 و180م، كانت هناك فترة شديدة البرودة. تزامن ذلك مع الطاعون الأنطوني، وهو وباء وصل إلى الإمبراطورية عندما عادت الجيوش الرومانية من غرب آسيا. وكان سبب المرض هو مسبب مرض غير معروف أدى إلى ظهور أعراض مثل الحمى والإسهال والبثور الجلدية. (يعتقد الخبراء أنه ربما كان الجدري أو الحصبة).

حدثت فترة باردة أخرى بين عامي 245 و275 بعد الميلاد، والتي تزامنت مرة أخرى مع جائحة تُعرف باسم الطاعون القبرصي. وتكشف السجلات التاريخية أن هذا المرض يسبب القيء والإسهال وأحيانا تعفن الأطراف. مرة أخرى، لا يعرف المؤرخون سبب المرض، لكنهم يتوقعون أنه قد يكون الحصبة أو الجدري أو نوع من الحمى النزفية.

أخيرًا، يشير السجل البيئي إلى موجة برد أخرى بعد عام 500 بعد الميلاد، بالتزامن مع العصر الجليدي الصغير المتأخر، وهي فترة تبريد معروفة من السجلات المناخية الأخرى. في عام 541 بعد الميلاد، ضرب أول انتشار للطاعون الدبلي غرب أوراسيا. كان طاعون جستنيان، كما هو معروف، مقدمة للموت الأسود الذي دمر أوروبا في القرن الرابع عشر.

وقال زونفيلد: "إن العلاقة بين الأوقات التي كانت أوروبا تعاني فيها من تفشي الأمراض المعدية على نطاق واسع تتوافق مع فترات المناخ البارد بطريقة مذهلة".

بينما قال هاربر إن هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل تفشي الأمراض والمناخ مرتبطين، بدءا من التغيرات البيئية التي قد تجعل انتشار الأمراض الحيوانية إلى البشر أكثر احتمالا، إلى التغيرات في مرونة الإنسان. وأضاف أنه في مجتمع زراعي مثل روما القديمة، ربما كان المزارعون يكافحون لإنتاج ما يكفي من المحاصيل في فترات البرد، مما أدى إلى سوء التغذية الذي ترك الناس عرضة للأمراض.

ذو صلة

ومن جهة أخرى، قال أولف بونتجن، أستاذ تحليل النظم البيئية بجامعة كامبريدج، والذي لم يشارك في الدراسة: "إن الموضوع مثير للاهتمام . ومع ذلك، هناك تساؤلات حول مدى يقين إعادة بناء المناخ".

ومن الجدير بالذكر أن الخطوة التالية للباحثين هي إجراء مقارنة أعمق للبيانات الموجودة في قلب الرواسب مع السجلات المناخية الأخرى والدراسات الأثرية للعصر الروماني. وقال زونيفيلد: "إن التحقيق في مرونة المجتمعات القديمة في مواجهة تغير المناخ الماضي قد يمنحنا رؤية أفضل لهذه العلاقات والتحديات الناجمة عن تغير المناخ التي نواجهها اليوم".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة