تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الكثير منها بغرض التوسع وليس قتل المنافسة.. أشهر وأكبر عمليات الإستحواذ في عام 2019

مدثر النور احمد
مدثر النور احمد

10 د

لقد شاهدنا العديد من عمليات الإستحواذ لشركات التقنية العملاقة كُلٍ بحسب أهدافه، ليس بغرض قتل المنافسة بل لأن الإستحواذ تأخذ بأعمالها للمستوى التالي وخير مثال على ذلك إستحواذ جوجل على شركة Fitbit، ومع قرب إنتهاء العام 2019، التي كانت مُفعمة بالفعل ببعض الاستحواذات الساخنة في مجال التقنية. نستعرض معكم أشهر وأقوى عمليات الإستحواذ في هذا التقرير.


PayPal وأكبر عملية إستحواذ في تاريخها

مع بدايات شهر نوفمبر الفائت أعلنت شركة PayPal إنها أكملت عملية الإستحواذ على شركة Honey Science Corporation المالكة لتطبيق Honey وإضافة متصفح يمكن أن يوفر لك المال من خلال البحث تلقائيًا عن القسائم في معظم مواقع التسوق المفضلة لديك، وهو أسهل بكثير من غربلة مواقع الكوبونات يدويًا للحصول على القسائم والتخفيضات وكان الإستحواذ مقابل 4 مليارات دولار، مما يجعلها أكبر عملية استحواذ لشركة PayPal في تاريخها حتى الآن.


لماذا إستحوذت باي بال على الشركة؟

لمعرفة سبب هذا الإستحواذ علينا معرفة نموذج عمل تطبيق وإضافة Honey وهو بكل بساطة تعمل على تنظيف الرموز الترويجيّة وإيجاد صفقات أفضل في أماكن أخرى لنفس المنتجات، مما يضمن للمستخدمين دائمًا العثور على أفضل الأسعار، وبحسب الدراسات فإنه في المتوسط ​​ يوفر مستخدمي تطبيق Honey أكثر من 126 دولارًا في السنة بسبب نظامه الأساسي أو حوالي 17.9٪ لكل عملية شراء.

الشركة لديها حوالي 17 مليون عميل نشط شهريًا و 70% منهم من جيل الألفية وتعمل عبر 30،000 موقع على الإنترنت بشراكة مع أصحاب هذه المواقع ومنذ تأسيسها في عام 2012، وفر التطبيق على المستخدمين أكثر من مليار دولار وبالتالي نجد أن عملية الاستحواذ، وهي الأكبر في تاريخ PayPal حتى الآن، ستمنح عملاق المدفوعات موطئ قدم في وقت مبكر في رحلة التسوق الخاصة بالعميل، وبدلاً من التنافس فقط على صفحة الخروج مقابل بطاقات الائتمان أو Apple Pay ستقفز PayPal لتصبح جزءًا من عملية اكتشاف الصفقة.

وستحاول PayPal الإستفادة من نموذج عمل التطبيق المجاني والتي تستمد أرباحها من حصولها على نسبة من كل عملية شراء يتم إجراؤها باستخدام قسائم التوفير التي تعرضها للمستخدمين، ويمكن لـ PayPal أن تستخدم التطبيق بعدة طُرق في أعمالها، و أولها هو إمكانية عمل شراكة مع منصات التجارة التي تستخدم التطبيق وحصولها على نسبة من كل عملية شراء بإستخدام التطبيق.


أوبر تدخل للشرق الأوسط من أوسع الأبواب

مع قرب نهاية العام 2018 وبالتحديد في شهر سبتمبر، انتشرت الشائعات بقوة حول نية شركة أوبر Uber العملاقة العاملة في مجال وسائل النقل لشراء والاستحواذ على العلامة العربية التي تعمل في نفس المجال شركة كريم Careem، واستمرت الشائعات بالنمو حتى أتى الخبر اليقين في شهر مارس من هذا العام بشراء أوبر بشكل رسمي لشركة كريم بمبلغ وقدره 3.1 مليار ، منها 1.4 مليار نقدي و1.7 مليار على شكل سندات وأسهم في الشركة.


لماذا إستحوذت أوبر على كريم؟

التوسع في أسواق جديد هو نهج الشركات الكبرى التي تميل للاستحواذ وشراء المشاريع في نفس مجالها في الأسواق المختلفة بدلًا من إنشاء علامة لها في هذه الأسواق من البداية، منذ إنطلاقها في العام 2012 وهي تسير بسرعة البرق وبمعدل نمو كبير في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأصبحت منافسًا رئيسيًا لشركة أوبر في هذه المنطقة خاصة في منطقة دول الخليج ومصر ذات الكثافة السكانية العالية خاصة بعد أن وفرت لمستخدمي سياراتها ميزة الدفع النقدي بدلًا من بطاقة الإئتمان.

لذلك وبما أن أوبر تتفوق على كريم في القيمة المالية والبنية الاستراتيجية وانتشارها في أكثر من 70 مدينة حول العالم، كان لزامًا على الشركة العملاقة صاحبة فكرة إنتشار وسائل النقل عبر تطبيق الهاتف الذكي أن تحتضن شركة كريم تحت جناحها حتى لا تخرج من السوق بشكل رسمي، وفرصة للشركة العملاقة للتوسع في أسواق أخرى بعد أن وجدت الكثير من الصعوبات في العديد من الدول ومحاربتها بشكل رسمي بالإضافة إلى تعرضها لخسائر مالية كبيرة في العديد من الأسواق الناشئة، كما أن التشريعات المحلية أصبحت تحد من أعمالها بشكل كبير وأخرها طردها من العمل في بريطانيا وكولومبيا.

اقرأ أيضًا: لن نراها بعد الآن… أبرز الخدمات والتطبيقات والمنتجات التي أُُغلقت في 2019


جوجل تستحوذ على شركة – ربما – لم تسمع عنها من قبل

في السادس من شهر يونيو 2019 أعلنت جوجل رسميًا عن عملية إستحواذ على منصة Looker، وهي عبارة عن منصة موحدة لذكاء الأعمال وتطبيقات البيانات والتحليلات المدمجة بمبلغ 2.6 مليار دولار تُدفع نقدًا ومن المقرر أن تنضم منصة Looker إلى Google Cloud.


لماذا إستحوذت جوجل على هذه المنصة؟

لنفهم عملية الإستحواذ لشركة غير معروفة بشكل كبير، علينا فهم نموذج عملها والتي تتمحور بشكل أساسي حول مساعدة  الشركات في فهم البيانات التي تقوم بإنشائها لذلك من الجيد بشكل خاص إدارة البيانات القادمة من قواعد بيانات مختلفة على سبيل المثال من موقع الويب الخاص بك وأدوات إدارة علاقات العملاء ومتجر التجارة الإلكترونية ومركز الاتصال ومنشأة التصنيع بطريقة تجعل من السهل مقارنتها مما يساعد على عمليات إتخاذ القرارات.

ولا يخفى علينا التنافس الكبير في سوق الحوسبة السحابية خاصة بين قسم Google Cloud في جوجل، والذي يتنافس مباشرة مع Amazon Web Services لذلك لم تتردد جوجل  في إنفاق هذا المبلغ الكبير في هذه الصفقة والتي تعتبر  أكبر عملية شراء في قطاع الحوسبة السحابية منذ أن اشترت شركة Nest مقابل 3.2 مليار دولار في عام 2014.

تنظر جوجل لسوق تحليلات البيانات بأنه سوقها الرئيسية، وبالتالي استحواذ جوجل على هذه المنصة لم يكن غريبًا خاصة وأنها تشهد حركة نمو سريعة جدًا لأنها توفر لأقسام تكنولوجيا المعلومات حلاً أفضل لمشاكل تحليل البيانات الخاصة بهم، مع عملائها الذين يبلغون أكثر من 1600 عميل، ومعدل إيرادات يتجاوز 100 مليون دولار، ونسبة نمو تبلغ 70% وفي طريقها للزيادة، وبالتالي إذا تمكنت جوجل من الحفاظ على موهبة Looker في هذا المجال والحفاظ على نسبة نموها، فقد تساعد هذه الصفقة جوجل في الحصول على حصتها في سوق الحوسبة السحابية.


شركة Salesforce وكالعادة إستحواذ جديد

أغلقت شركة Salesforce في شهر يونيو الفائت  صفقة إستحواذ هي الأكبر من نوعها، وذلك باستحواذها على شركة Tableau Software بقيمة 15.7 مليار دولار، وشركة Tableau هي شركة أمريكية تختص في نمذجة البيانات بشكل تفاعلي، حيث تقوم ادواتها بمساعدة أي شخص في الاطلاع على بياناته وفهمها بشكل أعمق من خلال الإتصال بأي قاعدة بيانات وسحبها وإفلاتها لإنشاء رسوم بيانية ومخططات سهلة الفهم.


لماذا إستحوذت Salesforce على هذه الشركة؟

بدايةً تشتهر شركة Salesforce بعمليات الاستحواذ الضخمة مثل هذه، وعادةً تستحوذ على الشركات التي تضيف قيمة إلى مجموعة منتجاتها الواسعة، ومع Tableau ستقوم Salesforce بإحياء مشروع السحابة الخاصة بها مرة أخرى، من خلال توفير منصة لتحليل البيانات ونمذجتها في مكان واحد دون الحاجة للانتقال إلى خدمات السحابة الأخرى.

وهناك سبب آخر يجعل Salesforce يبحث عن السوق السحابية هو أن منصة Tableau لديها مقر رئيسي في مدينة سياتل الأمريكية، وهو مقر عمالقة الحوسبة السحابية Microsoft و Amazon، وبالتالي إذا نجحت Salseforce في تقديم خدمات متكاملة على منصة سحابية واحدة، سيمكنها من منافسة اللاعبين الكبار AWS و Azure في عقر دارهم.

اقرأ أيضًا: هل كنت ترغب بشراء حاسب جديد؟ إليك أفضل الحواسيب لعام 2019


سبوتيفاي تدخل سوق البودكاست

أعلنت Spotify في شهر فبراير الفائت  استحواذها على شركتي Gimlet Media العاملة في إنتاج ملفات البودكاست، بالإضافة إلى منصة Anchor وهي شركة ناشئة تساعد المستخدمين في  تسجيل ملفات podcast الخاصة بهم وتوزيعها. مقابل حوالي 230 مليون دولار.


لماذا إستحوذت سبوتيفاي على المنصتين؟

من اجل هدف واحد وهو الدخول في سوق إنتاج الملفات الصوتية البودكاست التي تشهد نمو كبير وإقبال كبير من المستخدمين خاصة مستخدمي الهواتف الذكية المحمولة لفاعليتها وإمكانية الاستماع للملفات الصوتية في اي مكان وزمان.

جولة في عالم بودكاست Podcast… مايجب أن تعرفه عن عالم التدوين الصوتي!

وبعد ضم المنصتين إلى Spotify فإنها تتحول من منصة لبث الموسيقي إلى منصة شاملة لإنتاج وإنشاء المحتوى، وتعد قاعدة مستخدمي Spotify أكبر بثلاث مرات من قاعدة منافسيها الرئيسيين Apple و Amazon و Google، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأرباح فإنها تتخلف عنهم بخطوات كبيرة جدًا، فهذه الشركات الثلاثة يمكنها التنافس فيما بينها لجذب المستخدمين مع شعورهم بضغوط أقل لتحقيق الربح على الفور. لكن Spotify تفتقر إلى هذه الحرية المالية.

لكن سوق المدونات الصوتية Podcasts هي سوق صغيرة ولكن متوقع لها نموًا كبير في المستقبل، وهي صناعة لم يسيطر عليها أحد حتى الآن إلا من عدد قليل من اللاعبين مثلما ما نجده في سوق بث الموسيقي لذلك نجد أن هذين الاستحواذين ضربة استباقية وفرصة كبرى لقيادة هذا المجال مستقبلًا.


جوجل تدخل لسوق الساعات الذكية

أغلقت جوجل صفقة الاستحواذ على الشركة الرائدة في مجال تصنيع وتطوير الساعات الذكية والأجهزة القابلة للإرتداء بمبلغ وقدره 2.1 مليار دولار في توجه واضح من عملاقة البحث للدخول لهذا السوق ومنافسة لاعبها الرئيسي أبل والشركات الصينية الأخرى.


ما هي خطط جوجل من هذا الإستحواذ؟

جوجل لديها بالفعل نظام تشغيل خاص بها في مجال الأجهزة القابلة للإرتداء Wear OS ولكن ليست لديها منتج يحمل إسمها يعمل بهذا النظام، ومع تقدم الأخرين يومًا بعد يومًا في تطوير وإنتاج الأجهزة القابلة للإرتداء وجدت جوجل نفسها مضطرة للدخول لهذا السوق خاصة وأنها لن تعاني كثيرًا لان نظام التشغيل موجود بالفعل وبالتالي يتبقى فقط المنتج، كما أن شركة Fitbit وجدت نفسها في سوق تنافسي للغاية ودخول لاعبين جُدد كل يوم ووحدها لن تستطيع الصمود وبالتالي شراكتها أو دخولها تحت مظلة شركة عملاقة كجوجل سيكون له إثر بالغ في بقائها في المنافسة وتطوير منتجات جديدة منافسة.

اقرأ أيضًا: عام الهواتف الذكية بجدارة… تعرّفوا على أهم وأفضل الهواتف الذكية التي صدرت عام 2019


أبل تبحث عن تطوير شرائح الجيل الخامس بنفسها

أعلنت شركة أبل في منتصف عام 2019 أنها استحوذت على قطاع مودم الجيل الخامس للهواتف الذكية من شركة إنتل مقابل مليار دولار، ومن ضمن الصفقة هنالك الكثير من براءات الاختراع بالإضافة إلى انضمام حوالي 2،200 موظف من شركة إنتل إلى أبل.


ما هي خطط أبل من هذا الاستحواذ؟

بدايةً لن يكون لهذه الصفقة تأثير مباشر على العملاء، حيث وقعت Apple و Qualcomm اتفاقية ترخيص مدتها ست سنوات لتزويدها بشرائح الجيل الخامس، لكنها بهذه الصفقة تكون قد اكتسبت الكثير من الخبرة والملكية الفكرية، وبما أن أبل معروف عنها التحكم بكل مراحل إنتاج خدماتها ومنتجاتها فإنها بهذا الإستحواذ أيضًا تريد ان تتحكم بشكل كامل في إنتاج وتطوير شرائح الجيل الخامس التي ستتواجد في هواتفها المستقبلية ، وبعد ان إستحوذت على قطاع مودمات الجيل الخامس في شركة إنتل فإنها بهذا تخطو خطوة كبيرة في تطبيق رؤيتها بالتحكم الكامل في كل ما يخص هاتف الجيل الخامس الخاص بها.

الهدف الأكثر أهمية من عملية الإستحواذ هذه هي قدرتها على اللحاق بمنافسيها في هذا السوق الذين سبقوها بمراحل خاصة الشركات الصينية وعلى رأسها شركة هواوي المنافس الأبرز لها حاليًا، وسيكون مستخدمي أبل أكثر ترحيبًا وسعادة بأن أبل أخيرًا ستدخل سوق هواتف الجيل الخامس من أوسع أبوابه بعد كانت تحوم الكثير من الشكوك حول قدرتها على الدخول في الوقت المناسب.


WeWork والسقوط السريع نحو الهاوية

أعلنت WeWork و SoftBank عن صفقة ستمتلك من خلالها عملاق التكنولوجيا الياباني 80% من أسهم شركة تأجير مساحات العمل من خلال ضخ 5 مليارات دولار كتمويل إضافي، و1.5 مليار دولار في المستقبل.


إنقاذ أم استحواذ؟

صعدت شركة WeWork التي توفر مساحات “العمل المشترك”، وبيئة مكتبية يمكن استئجارها مع خدمات أخرى مثل المشروبات والإنترنت المجاني والأرائك المريحة إلى النجومية بسرعة البرق، وتم إستخدام مساحاتها من قِبل شركات عملاقة مثل IBM و Facebook و Microsoft و UBS مما جعل إسمها ينتشر أكثر في وادي السيلكون، وبلغت قيمة الشركة 47 مليار دولار بحلول عام 2019، بناءً على جولات تمويل حصلت عليها بما في ذلك أكثر من 10 مليارات دولار من شركة SoftBank. ولكن بدأت الكارثة تتكشف عندما كشفت WeWork عن اكتتاب علني على الأسهم، وكشفت عن شبكة معقدة من الشركات التي تتعامل معها، وغيرها من الممارسات التجارية المشبوهة. علاوة على ذلك، فقد تبين أن الرئيس التنفيذي للشركة قام بأشياء مشكوك فيها مثل شراء المباني بأموال الشركة وتأجيرها للشركة مرة أخرى.

ونتيجة لهذا الأمر تدخلت شركة SoftBank لإنقاذ استثمارها من خلال الحصول على أغلبية الأسهم في الشركة وسحب خطط الاكتتاب العام، وطرد المدير التنفيذي من منصبه بعد دفع تعويض له بلغ 1.7 مليار دولار بعد أن دخلت الشركة في حالة من الفوضى.

ذو صلة

وأخيرًا، نجد ان هنالك الكثير من عمليات الإستحواذ التي حدثت في عام 2019 وما استعرضناه في الأعلى يعتبر أهمها والتي تخبرنا بأن شركات التقنية تؤمن بشيئين: البقاء، والنمو، ولكي تنمو عليك أن تبتكر، وهناك طريقتان للابتكار إما العمل الجاد والاستثمار في قطاعات البحث والتطوير أو الشراء والاستثمار في الشركات لذلك نجد أن عمليات الدمج والاستحواذ أصبحت طريقة شائعة لدى الشركات خاصة الكبرى منها.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة