لمنشئي المحتوى : منصة تلفزيون انستغرام IGTV ليست بديلًا للعملاق يوتيوب !

قبل أسابيع أعلنت انستغرام عن منصة فيديو هي الأول من نوعها والتي أطلقتها لمنافسة يوتيوب لكنها تركز بالذات على الفيدوهات التي تتراوح مدتها بين دقائق إلى ساعة على الأقل.

اقرأ أيضًا: كل ما تودون معرفته عن ميزة تطبيق انستغرام الجديدة IGTV

سريعًا ما تمكنت منصة تلفزيون انستغرام IGTV من حصد الكثير من الناشرين الذين أقدموا على إنشاء قنوات لهم على الخدمة والبدء في نشر مقاطع الفيديو.

لكن أيضًا سارع البعض وخصوصًا المنزعجون من سياسات يوتيوب إلى القول بأن IGTV هي البديل الأفضل ويجب الإنضمام إليها والتوقف عن النشر في منصة جوجل.

لدى انستغرام IGTV الكثير من المميزات التي تجعلها منصة جيدة لنشر مقاطع الفيديو عليها، وتتحدث فيسبوك على أنها تخطط لتمكين الناشرين من تحقيق العائدات والأرباح من أعمالهم، وهي الإمكانية المفقودة في المنصة والتي تجعل يوتيوب إلى حد الآن أساسيا لمنشئي الفيديو.

القول إذن بأن انستغرام IGTV هي بديل حقيقي ورسمي ليوتيوب ما هي إلا مبالغة وليس صحيحًا، يمكن أن تكون المنصة الجديدة البيت الثاني للناشرين ولكن ليس بيتًا مقنعًا للتخلي عن الأول.

هل هذا يعني أنه عليك أن تتجاهل IGTV وتبقي تركيزك على يوتيوب؟ الحقيقة أن تحركات بعض أشهر المدونين على يوتيوب تؤكد أنهم يستعدون لتنويع التواجد وكذلك مصدر العائدات والأرباح.

بالنسبة إلى منشئي المحتوى مثل Marques Brownlee يمثل يوتيوب النظام الأساسي لنشر مقاطع الفيديو والربح منها، لا يمثل انستغرام حاليًا مصدرًا رئيسيًا للدخل، بل إنه منصة لبناء جمهوره ومشاركة محتوى إضافي من وراء الكواليس.

هذا يعني أن أصحاب قنوات يوتيوب لن يعملوا على اعادة نشر مقاطع الفيديو التي يوفرونها ليوتيوب على انستغرام، بل سيستخدمون قنواتهم على IGTV للترويج لما يقدمونه على المنصة التي يربحون منها فعلًا.

لا يزال الوقت مبكرًا لبناء جمهور على المنصة الجديدة ومن المعلوم أن أي شخص يتابع حسابًا معينًا على انستغرام يعتبر مشتركا في قناة IGTV الخاصة بها.

لذا فإن امتلاك حساب يتابعه جمهور كبير يضمن امتلاك قناة على IGTV ذات مشتركين كثر سيتوصلون بالتنبيهات عند نشر كل مقطع جديد.

هناك الملايين من المستخدمين حول العالم الذين يشاهدون مقاطع الفيديو من الحواسيب والأجهزة غير الهواتف الذكية والجوال، هؤلاء ليسوا هدفًا لمنصة IGTV.

هذه المنصة فقط للفيديوهات العمودية التي تناسب تصميم شاشات الهواتف الذكية في وضعها العادي، لهذا فإن التواجد عليها بالنسبة للناشرين وتجاهل يوتيوب يعني تجاهل فئة كبيرة من المتابعين والمهتمين والمشاهدين.

وهنا يتأكد مرة أخرى الفكرة التي ندافع عنها من بداية المقال، وهي أن المنصتين مكملتين لبعضهما البعض بالنسبة لمنشئي المحتوى.

وقال Brownlee:

قد يكون IGTV هو الأنسب لمحتوى أكثر خصوصية، ونقصد المحتوى الشخصي حيث يعتبره Marques Brownlee مكانًا جيدًا لنشر مقاطع الفيديو للكواليس وبعض الحوارات الشخصية وليس العمل الإبداعي الرئيسي الذي يخصصه ليوتيوب.

لهذا من المنطقي أن تعمل على نشر مقاطع فيديو تسجلها بواسطة هاتفك الذكي على قناة IGTV وتستخدمها للترويج للمحتوى الذي تسجله بواسطة الكاميرا الاحترافية وتنشره على يوتيوب.

الخطأ الشائع الذي يرتكبه الناشرون هو التركيز على منصة واحدة، بالتالي نشر كل المحتوى عليها والإعتماد على مصدر واحد في عملية كسب المال وتحقيق الأرباح.

رأينا منذ فترة ماذا حدث للناشرين مع فيسبوك، أقدم هذا الأخير على تحديث خوارزمية خلاصة الأخبار وغير الأولويات لصالح منشورات الأصدقاء والعائلة والمجموعات ما أدى إلى التقليل من الوصول المجاني لمنشورات الصفحات العامة، والنتيجة هي كارثة على مستوى الزيارات التي تجلبها المواقع والمدونات من الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم إذ تراجعت بنسبة تجاوزت النصف، وهو ما أثر بنفس النسبة على العائدات والأرباح التي يحققونها.

ما الذي يضمن أن يستمر يوتيوب بشكل جيد مع الناشرين دائما؟ التغييرات تحدث دائما والخطأ الفادح هو أن تعتمد على مصدر واحد، إذ بمجرد أن تكون هناك مشكلة تخص المصدر الأساسي للأرباح يصبح مواجهة الإنهيار حثميا.

منصة IGTV فرصة جيدة لمن يرغب في تنويع المصادر والمنصات التي يعمل عليها، وبما أن انستغرام قد وصل إلى مليار مستخدم على الأقل فإن تحقيق النتائج الجيدة ممكنة بمجرد أن تبدأ فيسبوك نظام عرض الإعلانات ومشاركة الأرباح مع منشئي المحتوى أو إحداث طريقة أخرى للربح من الفيديو.

الخلاصة واضحة، من الأفضل أن تبقى على يوتيوب وتعمل على تنمية جمهورك على انستغرام، هذه هي السياسة التي تتسم بالحكمة والمهنية، غيرها سياسة تنطوي على مخاطر كبيرة.

كيف حولت شركة جوجل المستخدم العادي إلى منجم للذهب