منظمة Kiva وفوائد القروض الصغيرة بدعم رواد الاعمال الناشئين – تقرير
8 د
خصص أحمد الشقيري الحلقة الثامنة عشر من الموسم الـ11 والأخير من برنامجه خواطر عن منظمة (Kiva) غير الربحية، والتي تعمل في مجال القروض الصغيرة من دون فوائد لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة في تطوير مشاريعهم، ولدعم رواد الأعمال الناشئين ليخطو نحو أهدافهم.
أُسست (Kiva) في أكتوبر عام 2005 لتكون أول منصة الكترونية عالمية معنية بالـ (Micro-lending)، أسسها رائدي الأعمال الأمريكيان (مات فلانري) و(جيسيكا جاكلي) بعد إلهامهم من قبل الدكتور في علم الاقتصاد (محمد يونس) الحائز على جائزة نوبل للسلام ومؤسس بنك غراميين بعد محاضرة له في مدرسة ستانفور للتجارة أحد أهم المراكز التعليمية في هذا التخصص بالعالم عن موضوع القروض الصغيرة وتجربته فيها ببلده الأم بنغلادش.
كواليس التأسيس
مرحلة التأسيس مرت بعدة خطوات، كانت الخطوة الأولى منها هي زيارة افريقيا من قبل (فلانري) و(جاكلي) ومقابلة عدد من الأشخاص الطامحين بالبدء بمشاريعهم الخاصة لمعرفة أهدافهم ومشاكلهم، حيث تم تشخيص المشكلة الأكبر بأنها انعدام رأس المال المطلوب لتلك المشاريع، وبعد العودة من افريقيا كانت الخطوة التالية في تطوير مخطط للقروض الصغيرة وعرضه على الأصدقاء والأهل المقربين، ليتبعها بعد ذلك الخطوة الثالثة بتقديم قروض لسبعة رواد أعمال في أبريل من عام 2005 بملبغ 3500$ تم جمعه من المقربين من الثنائي (فلانري) و(جاكي)، وبعد خمسة أشهر فقط أي بسيبتمبر 2005 أتم جميع المقترضين تسديد قروضهم لتكون بذلك نجاح آلية العمل هي الخطوة الرابعة.
الخطوات السابقة كانت كفيلة بجعل الثنائي يقرر إنشاء (Kiva) خصوصاً نجاح المرحلة التجريبية، والذي نال صدى واسع في أروقة ريادة الأعمال الأمريكية، ممهداً الطريق لرواد ورجال أعمال معروفين للانضمام إلى فريق عمل المنظمة، وكان من أولهم (بريمال شاه) الذي يشغل الآن منصب المدير التنفيدي للمنظمة وفي حينها كان يعمل كموظف شركة (PayPal)، كما كان من بين أوائل الداعمين رجل الأعمال الأمريكي المعروف مدير (ريد هوفمان) ومؤسس موقع (LinkedIn).
أنشأت (Kiva) شعار خاص بها يعرف بشكل مبسط بالهدف من أعمالها، يقول الشعار (القروض التي تغير حياة أشخاص آخرين) وتعرّف المنظمة بيان مهتمها بأنه (ربط الناس عبر الإقراض من أجل تخفيف حدة الفقر)، فيما يبين فريق العمل أنهم يقومون بعملهم وهم مؤمنون بشكل كامل بإتجاه القدرة اللازمة لكل الأشخاص المحتاجين لرؤوس أموال حتى أولئك الذين يعيشون في ظروف قاسية، لخلق فرص للنهوض بمستقبل وحياة أفضل.
آليات العمل والشركاء الميدانيين
يعمل مع المنظمة الآن نحو 450 متطوع في 83 دولة مختلفة حول العالم، بالإضافة لوجود 301 شريك ميداني (منظمة محلية للقروض الصغيرة في الـ 83 بلد التي ذكرت سابقاً) يعمل مع (Kiva)، وبالنسبة لآلية عمل القرض المادي تبداً بتواصل (Kiva) مع الشريك الميداني، والذي بدوره يقوم بعرض الحالات ونشر قصص المقترضين في بلده على الموقع، وهنا يكون دور المُقرض حيث يقوم بقراءة القصص والبحث عن الحالة التي يريد أن يقرضها ومن ثم اتمام عملية التحويل، ليستلم الشريك الميداني الحوالة وبدوره يقوم بإيصالها إلى المقترض، وخلال المدة المحددة لارجاع القرض يقوم المقترض بإعادة النقود إلى الشريك الميداني والذي بدوره يقوم بإيصاله لـ(كيفا) فتضعها في حساب المُقرض على الموقع، عند انتهاء هذه العملية يمكن للمُقرض أن يسحب نقوده من الموقع أو أن يُقرض شخص آخر بذات الطريقة.
كما ذكرنا سابقاً، تعمل (كيفا) مع نحو 301 شريك ميداني في 83 دولة مختلفة، ضمن معايير محددة لضمان شفافية العمل بأكبر قدر ممكن من الثقة، ويوضح فريق عمل (كيفا) بأنها منظمة غير ربحية لا تأخذ نسبة أرباح من المُقرض أو من المُقترض بينما يحصل الشريك الميداني الموكل من قبل المنظمة لمتابعة حالات القروض على نسبة محددة من قبل المُقرض، وتسعى (Kiva) لأن تتعامل مع شركاء ميدانيين نزيهين لتحصيل نسب فائدة منخفضة للمُقترضين.
وبالرغم من جميع الاجراءات المتبعة من قبل المنظمة لضمان نزاهة الشركاء الميدانين فقد صرحت (Kiva) عن 6 حالات احتيال من قبل شركاء في عدة مناطق وبيّنت أنها ستتخذ الاجراءات القانونية اللازمة لاسترجاع الحقوق المسلوبة لأهلها.
ينتشر المتطوعون في المنظمة بعدة بلدان، وبمهام مختلفة، يتكون العدد الأكبر من المتطوعين من محررين ومترجمين يقومون بمهمة صلة الوصل بين (كيفا) والشريك الميداني عبر الترجمة بين الطرفين، بالإضافة لوجود متطوعين مختصين في تدريب ونشر ثقافة القروض الصغيرة حول العالم، وأيضاً أشخاص مختصين بالتسويق ووضع الخطط الاستراتيجية ومتابعة الأمور التقنية.
بين محاضرة تيد والحاضر
ألقت (جيسيكا جاكلي) أحد مؤسسي منظمة (كيفا) محاضرة تحت عنوان (الفقر، النقود والحب) ضمن فعاليات TED في عام 2010، تناولت فيها مسيرتها في مجال دعم المحتاجين، حتى إلهامها من قبل (محمد يونس) بقضية القروض الصغيرة وما يمكن أن تفعله تلك القروض من تحسينات في حياة وأعمال الأشخاص الذين يعيشون على بضعة دولارت في اليوم الواحد، ومدى التأثير الذي لمسته في القصص التي سردها (محمد يونس) وكيفية اتخذاها قرار بترك عملها والانتقال إلى أفريقيا لمدة ثلاثة أشهر لمقابلة رواد الأعمال الناشئين الذين تحدث عنهم (يونس) في قصصه، وبعد الانتقال بين كينيا وأوغندا وتنزانيا وسماعها لعشرات القصص عن ما يمكن فعله لتحسين الوضع المعيشي حال توفر رأس مال بسيط، استنتجت أن أفضل طريقة لكي تساعد هؤلاء الأشخاص على تغيير حياتهم هي بإعطائهم القدرة على التحكم بالظروف وتطويرها بالنحو الذي يرونه مناسب لهم، وبعد ذلك عادت إلى أمريكا وبحقيبتها الفكرة العامة لانشاء مشروع (Kiva).
وأوضحت (جاكلي) في المحاضرة السلم الهرمي الذي صعدته منظمة (كيفا) خلال الخمسة أعوام الأولى، حيث حصد الموقع في السنة الأولى من 2005 إلى 2006 نحو نصف مليون دولار لصرفها كقروض، ووصل المبلغ إلى 15 مليون دولار في السنة الثانية، ليبلغ ما يقارب الـ 40 مليون دولار في السنة الثالثة، وفي السنة الرابعة 100 مليون دولار تقريباً، وحتى اليوم الذي ألقيت به المحاضرة في عام 2010 بلغ اجمالي ما تم تحصيله في موقع (كيفا) لصرفه كقروض لرواد أعمال ناشئين 150 مليون دولار أمريكي استفاد منها نحو مليون شخص حول العالم لتحسين ظروف معيشته.
احصائات وأرقام مميزة
اليوم وفي أواخر يوليو من عام 2015 يبلغ اجمالي ما تم تحصيله على موقع (Kiva) أكثر من 736 مليون دولار، قام بإقراضها مليون وثلامئة وسبع وعشرين ألف مُقرض حول العالم. وفي أسبوع كتابة المقالة فقط تم تسجيل الاحصائيات التالية:
– تم تقديم قروض بقيمة 4,967,150 دولار أمريكي.
– سجل بالموقع 6,404 مُقرض جديد.
– أنشئت 466 بطاقة (Kiva) جديدة.
– أربعة ثواني فقط تفصل بين تقديم القرض والذي يليه.
– إتمام قروض لـ 10,493 مقترض مسجل في الموقع.
– شارك في الإقراض 60,205 مُقرض.
– بلغت نسبة استرداد القروض 98.63%.
– أكثر من 271$ قيمة القروض التي يتم صرفها عبر الموقع خلال الدقيقة الواحدة.
Kiva في الوطن العربي
استفاد من مبادرة (كيفا للشباب العربي) حتى الآن أكثر من 5000 رائد أعمال شاب دون الـ 30 من العمر، بمبلغ اجمالي من القروض زاد عن 7 مليون دولار، وشارك في اقراضه أكثر من 150 ألف مُقرض عبر الموقع.
منصة “Zoomaal” والتمويل الجماعي في الوطن العربي
مشاكل عامة
سلبيات في الـ Micro-Lending
القروض الصغيرة في هذه الحالة الهدف منها تحسين ظروف عمل شخص لا يمتلك المال الكافي لتحسين ظروفه بنفسه، ولكن كما في كل مجال من المجالات الحياتية، يخترق المستغلون الأعمال التنموية الهادفة لإشباع جشعهم ولتحصيل المزيد من المال، وفي حالة القروض الصغيرة تكون العواقب وخيمة خصوصاً عند فرض فائدة كبيرة على القرض فيصبح من المستحيل سداده، وفي الهند رأى اختصاصيون ماليون أن المؤسسات المحلية التي تروج لنفسها على أنها تسعى لدعم الفقراء حين فرضها نسب فائدة كبيرة لا تكون بذلك تساعد على دعمهم بل على إغراقهم في ديون قد لا يستطيعوا سدادها أبداً، حيث ينظر العاملون في هذه المؤسسات لعملهم كأنه كأي وظيفة عادية لا على أنه مهمة اجتماعية تنموية وبدون أي مراعاة لظروف الأشخاص الذين يتعاملون معهم، وهذا ما أدى في عام 2010 إلى تسجيل نحو 80 حالة انتحار في الهند لعدم تمكن المُقترضين الفقراء من سداد ديونهم.
في النهاية، ما سبق ذكره هو مجرد لمحة بسيطة عن عالم القروض الصغيرة و (Kiva) العاملة به، حيث لم نتطرق في هذا التقرير إلى العديد من أقسام الموقع كـ (مبادرة دعم مشاريع نسائية، مبادرة دعم مشاريع لأمريكيين وكينيين، الفرق المتناسفة على تقديم القروض، كيفية تحصيل المنظمة لتمويلها ومن هم المتبرعون، السجلات المالية لضمان عمل المؤسسة)، ولكن ما تم ذكره كافي لتوضيح آلية عمل القروض الصغيرة بشكل مبسط وحتى كيفية التعامل عبر (Kiva)، فعزيزي القارئ إن كنت أحد رواد الأعمال الناشئين الباحثين على رأس مال لتطوير مشاريعك فبادر في التسجيل على قرض في الموقع، وإن كنت من أصحاب المال الراغبين في تغيير حياة أحد رواد الأعمال الطامحين فإبدأ بتقديم القروض، وكما يقول المدير التنفيذي لـ (Kiva) بريمال شاه: “ليس عليك تغيير العالم كله، فقط غير عالم شخص واحد”، ولفهم آلية العمل أكثر يمكنك البدء بقرض صغير (25$) وعلى اساس التجربة الأولى اتخذ القرار بالاستمرار أو سحب المال الخاص بك.
مصادر : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
السلام عليكم أين الجزائ من قروض كيفا