وادي السيليكون الجانب المظلم الذي لا يتحدث عنه أحد
6 د
وادي السيليكون، عاصمة التكنولوجيا على كوكب الأرض، حيث تقوم كبرى الشركات التقنية هناك بتغيير هذا العالم في كل لحظة وكل ثانية. لا يمكن لأحد أن ينفي الدور الهام الذي يلعبه هذه الوادي في هذا العصر، بل ويبدو للمتتبع للأمور أنّه المتحكم في كل شيء.
شهرة هذا المكان وسمعته التقنية العطرة يجعله حلماً يتمناه أيّ شخصٍ من محبي التقنية وعشاق البرمجة إذ يبدأ كلّ منهم بتمني الحصول على عمل في وادي التقنية أملاً في أن يكون أحد المشاهير والأثرياء بعد عدة سنوات، لكن إن كنت من هؤلاء، فعليك إعادة النظر على ما يبدو، اليوم سنعرفك على مجموعة من مساوئ العمل والعيش في وادي السيليكون، سواءً كنت من عاملي الشركات التقنية الكثيرة أم كنت مجرد مواطن عادي من سكان هذه المنطقة من العالم.
لا حياة أسرية
البدء بحياة أسرية من أصعب الأمور وخاصةً إذا كنت تعمل في وظيفة عادية براتب عادي بمقاييس الرواتب هناك “أي 100 ألف دولار أو أقل في السنة” الكمية الهائلة من الثراء في المنطقة، رفعت أسعار المنازل بشكل كبير جدًا، كما جعلت كل شيء غالي الثمن بشكل فاحش، فأنت تسكن في منطقة وادي السيليكون ولابد من أن تكون أحد هؤلاء الأثرياء الذين حصلوا على أموالهم بكل سهولة من خلال الجلوس خلف الحاسوب ولابد من سرقتك بأي شكل ممكن. فعلى سبيل المثال، إذا طلبت مربية منزلية لطفلك ستطلب منك مبلغًا مضاعفًا عما تطلبه مدبرات المنازل في الولايات الأخرى، فابنك هو ابن الثري الذي يسكن وادي التقنية.
شركات تقليدية
على الرغم من أنّنا نسمع الكثير عن روعة العمل في وادي السيليكون، والشركات التي تمنح الكثير من الميزات لطاقم عملها من مثل: غوغل وفيس بوك وغيرها الكثير من الشركات، إلّا أنّ الحقيقة تختلف عن هذا المشهد بشكل كبير. أغلبية شركات وادي التقنية هي شركات بطيئة بالنمو وتقاد من قبل شخص واحد يظن أنّه محور العالم مثل معظم الشركات في معظم أنحاء العالم، لكن الفرق الوحيد بينها وبين الشركات التي نعمل بها، هي أنّها تعمل في مجال تقديم خدمات إلكترونية بجودة عالية تقريبًا، ومطلوبة بشكل كبير سواءً بجودتها العالية أو المنخفضة على حدٍ سواء.
الاجتماعات عديمة الفائدة، المدير الذي لا يستمع لأحد من موظفيه ويقرر بنفسه قرارات لا طائلة منها، كلها أمور موجودة في شركات وادي التقنية كما هي في مختلف الشركات. لذا، توقف عن إلقاء اللوم على الشركة التي تعمل بها وتطلق عليها ألعن الصفات، فهي كغيرها من الشركات.
الكثير من الفقر
دعني أخبرك الفقر لن ينتهي من هذا العالم ما دام هناك إنسان يتنفس ويعيش، فالطبيعة البشرية سترفض بشكل قاطع أن يتبرع ذاك الثري بأمواله من أجل حفنة من الأغبياء على حد ظنه.
وادي التقنية لا يختلف بأي شكل من الأشكال عن هذه القاعدة، فعلى الرغم من كمية الثراء المتوحشة في المنطقة، فهذا لم يمنع من نشوء بعض المناطق المعدمة والتي ينتشر فيها الفقر بشكل رهيب، حيث ستجد بجانب الطرق الرئيسية والمليئة بسيارات الفيراري والبورش وغيرها من أغلى أنواع السيارات، الكثير من الفقراء الذين يجرّون أكياس القمامة للبحث عمّا يقيّهم من هذا الجوع الرهيب.
الناصحين الكاذبين
حسنًا، على ما يبدو أنّ هذه ظاهرة عالمية، الجميع يريد أن ينصحك، الجميع لديهم خبرة أكثر منك، الجميع يفهم أكثر منك، أنت الغبي الوحيد في العالم الذي لا يفقه شيء عن هذا العالم المتوحش، أنت الطفل الوحيد ضمن مجموعة من الديناصورات، وقد تكرّم هذا الديناصور العظيم بفضله وقرر أن يعلمك بعضًا من المهارات.
الناصحون في وادي التقنية كثر، حتى أنّهم يطرقون الأبواب، فما أن يسمعوا بأنّ شركة جديدة فتحت أبوابها، حتى يسارعوا بتقديم سيرتهم المهنية والتي ستكون بالتأكيد تحتوي على أنّ أحدهم له الفضل الكبير في جعل غوغل ومايكروسوفت على ما هم الآن، وعلى ما يبدو يقومون بنصيحة ملايين الشركات في نفس الوقت؛ وذلك على أمل أن تكون واحدةً منهم الانستغرام القادم لهذا العالم.
بالطبع لا تأخذ هذا الكلام على محمل الجد، فما أنا إلّا غبي مثلك صديقي، وأنتظر أن يقوم بعض العباقرة بنصيحتي حول هذ المقال.
الكثير من شركات احتضان المشاريع الناشئة
لا يوجد في وادي التقنية أكثر من الشركات الحاضنة Accelerators، والتي على حد زعمهم ستقوم بدعم شركتك الناشئة وتطويرها وتولي إدارتها والإعلان عنها حتى يشتد عودها وتصبح من أقوى الشركات في وادي التقنية، ولا يوجد أكثر من كذب هذه الشركات، فمعظم هذه الشركات همها الوحيد هو المال، وتسعى لكسب المال من شركتك سواءً استفدت أنت أو اشتهرت الشركة أم لا.
القليل منها فقط تهتم بمنتجك فعلًا وتسعى لتطوير الشركات الناشئة، ولكنهم قلة قليلة ضمن الغالبية العظمى من هذه الشركات التي لن تستفيد منها الشركة الناشئة بأي شكل ممكن سوى بالكذب.
ذكور، ذكور، الكثير من الذكور
دعيني أخبرك سيدتي إن كنت تبحثين عن زوج مناسب وثري وعبقري بالكمبيوتر وبالتقنية بشكل عام، فالحل الأنسب لك هو أن تسافري إلى وادي السيليكون، فعدد الإناث في تلك المنطقة في انخفاض مستمر وعدد الذكور في ارتفاع مذهل.
لا تسألي عن السبب، فالسبب واضح، لماذا تسكن شابة في مقتبل عمرها في مجتمع ذكوري مهووس بالتقنية والمال والكمبيوتر، وهي لا تكاد تفقه من ذاك الحاسوب شيئًا سوى تفقد حسابها على فيسبوك؟
وأنت صديقي المهووس بالتقنية إذا كنت تنوي الزواج فوادي التقنية ليس المكان الملائم للبحث عن صاحبة الحظ، اِذهب إلى أي مكان في العالم إلّا لتلك البقعة الخالية من اللمسة الأنثوية.
ملاحظة: الكلام هنا عن الغالبية العظمى وليس للتعميم بأي شكل من الأشكال، فنحن لم ننس ماريسا ماير بعد!!
الخوف من الفشل
كيف لك أن تفشل وأنت تعيش في وادي السيليكون حيث النجاح حليفك حتى لو كنت أغبى شخص على وجه المعمورة؟
على الرغم من ملايين النصائح التي يذكرها رواد الأعمال العظماء من أهمية الفشل ودوره في وصولهم إلى هذه المرحلة، لكن هذه النصائح تذهب هباءً على ما يبدو في وادي التقنية والقوانين تنعكس أيضًا، فعليك أن تتعلم النجاح قبل أن تتعلم الفشل، وعليك أن تنهض قبل أن تقع.
المنافسة المتوحشة
لا أعلم إن كان بإمكاننا اعتبار المنافسة الكبيرة الموجودة في وادي السيليكون إحدى سلبيات الوادي، فعلى الرغم من أنّها تفتح المجال للأفضل فقط للصعود والاستمرار، إلّا أنّها تمنع الكثير من أصحاب الأفكار الجريئة والتي تطلب بعض الوقت لتنجح إلى السكوت والاحتفاظ بأفكارهم لنفسهم.
وادي السيليكون لا يملك الكثير من الوقت لك، عليك أن تتصرف فقط و إلّا سيتم نهشك وتقطيعك إربًا إربًا قبل أن تفكر بالذي ستفعله لاحقًا.
التمييز العمري في وادي السيليكون
الأمر هنا كما يلي: لماذا سيقوم رائد الأعمال الذي أنشَأ شركته الناشئة منذ فترة قليلة في توظيف مبرمج خبير ومتزوج لديه عدد من الأولاد عمره أربعون أو خمسون عامًا، بينما يمكنه الحصول على ذاك الشاب السريع التعلم العازب ذو العشرين عامًا؟
بالإضافة إلى ذلك، إن وافق رائد الأعمال على توظيف ذاك “الشيخ”، فإنّ معظم العاملين يرفضون العمل معه بكل بساطة، فهو بمثابة الأب بالنسبة لهم، لا يفهم نكتهم، ولا يملك مرونتهم في العمل.
المشكلة ذات أبعاد اجتماعية وأخلاقية كبيرة، لا يمكننا أن نناقشها في فقرة صغيرة، لكن الكثير يعاني منها حاليًا في وادي السيليكون.
وبالرغم من جميع هذه النقاط التي ذكرناها في الأعلى، يبقى وادي السيليكون من بين أفضل الأماكن لمهووسي التكنولوجيا ومقدمي النصائح، وجميع من يحب هذا الجهاز الذي تقرأ منه هذا المقال في هذه اللحظة. أخبرنا ما الذي وجدته من وجهة نظرك الأسوَأ من بين هذه النقاط الآنف ذكرها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
عمل ممتاز