ستيفن كينغ

6 د
“عندما أكتب، لا أتوقف أبدًا إذا كانت الصفحة رقم 13 أو مضاعفاتها، واستمر في الكتابة حتى أصل إلى رقمٍ آمن. وعندما أقرأ لا أتوقف عند صفحات مثل: 94 أو 193 أو 382 لأنّ مجموع هذه الأرقام يعطي الرقم 13. وإذا كان السلم 13 درجًا، أقوم بأخذ آخر خطوتين معًا، فيصبح مجموع خطواتي 12 خطوة”.
هذه كلمات سيد الرعب العالمي “ستيفن كينغ”. بالرغم من أنّ كينغ كثيرًا ما أرعبنا من خلال رواياته الرائعة، إلا أنه يُعاني من رهاب الرقم 13 “triskaidekaphobia”. ليس ستيفن فقط، بل هناك الملايين من الناس حول العالم يخافون من هذا الرقم ويعتبروه نذير شؤم. كما يربطوه بالحظ السيئ أو الخطر لأسباب غير عقلانية وترتبط أكثرها بالخرافات.
ومن مظاهر ذلك أنّ هناك من يتجنبون الإقامة في غرف الفنادق الحاملة الرقم 13 أو الصعود إلى الطابق الـ 13 من أي مبنى، أو الجلوس في الصف الـ 13 في الطائرة. وليس من السهل تحديد عدد الأشخاص الذين يخافون الرقم 13، إذ يصعب تشخيصه أو معالجته. والأمر لا يقتصر فقط على الرقم 13، بل يزداد الأمر سوءًا -حسب اعتقاد البعض- عندما يُصادف يوم الجمعة، وهو يسمى “Friggatriskaidekaphobia”.
اقرأ أيضًا: المريض النفسي بين التقبل والإهمال
في الحقيقة هناك عدة مصادفات دفعت بعض الناس للاعتقاد بأنّ هذا الرقم شؤم، إليك بعضًا منها:
وبناءً على هذه المصادفات والاعتقادات نجد بعض ردود الفعل من الناس. منها، يتجنب العديد من الناس شراء تذاكر اليانصيب في ذلك اليوم، بالرغم من أنّ هناك العديد من الفائزين قد ربحوا ملايين الدولارات من خلال اليانصيب في يوم الجمعة الثالث عشر. إضافة إلى ذلك، هناك بعض الثقافات تعتقد بأنّ الأطفال الذين يولدون في يوم الجمعة الموافق الثالث عشر مباركين. كما تحتفل بعض الثقافات بذلك اليوم.
كل هذه الأسباب تدعم فكرة أنّ هذا الرهاب له جذور ثقافية. وفي هذا الصدد، قال ريد ويلسون، متخصص في علاج اضطرابات القلق وأستاذ الطب النفسي بجامعة نورث كارولينا: “لدينا جذور ثقافية تجعلنا نخاف من هذا الرقم”. وهذا صحيح، ستجد هناك فرقًا بين شخص نشأ وسط ثقافة تعطي أهمية سلبية لرقم 13 وآخر نشأ وسط ثقافة لا تعطي أي قيمة لهذا الرقم.
اقرأ أيضًا: التحليل النفسي: علم أم علم زائف؟
بعد نجاحها في تحقيق أول هبوط بشري على سطح القمر في مهمة أبولو 11، وتغيير اسم مهمة مكوك الفضاء الثالث عشر تشالنجر إلى “STS-41-G”، لم يتوقع الجمهور أنها ستُطلق مهمة أبولو 13، فالخوف من الرقم 13 شائع في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إن بعضهم لا يخرج من البيت في أيام الجمعة الموافقة ليوم 13 من الشهر، كما يفتقر عدد كبير من المباني للرقم 13 وكذلك العديد من الفنادق والأبراج وغيرها.
ربما أرادت ناسا بهذا التصرف أن تجذب انتباه الجمهور، وتتحدى الاضطراب الذي يعاني منه الكثير من مواطني الولايات المتحدة. وكان لناسا ما أرادت، فقد تصدر هذا الخبر الصفحة الأولى في الصحف الأمريكية، وانخفضت ميزانية ناسا، وصوّب الناس اهتمامهم تجاه رهاب الرقم 13 بدلًا من الاهتمام برحلات الفضاء الشيقة.
انطلقت رحلة أبولو 13 في تمام الساعة 13:13، لكن كانت النتيجة غير مُبشرة، فقد تعرض الرواد إلى عدد من المصائب التي جعلت همهم فقط هو العودة إلى الأرض على قيد الحياة، وتخلوا عن فكرة الهبوط على سطح القمر.
في عام 2010، أُجريت دراسة على مجموعة من المشاركين، وفيها يتوهم المشاركين بأنّ الحظ سيتحكم في قدرتهم على النجاح، وكانت التجربة عبارة عن اختبار للذاكرة، وكان نصف المشاركين مؤمنين بالحظ إلى جانبهم، بينما المجموعة الأخرى لا، وكانت النتيجة أنّ أداء المشاركين الذين آمنوا بالحظ أفضل من الآخرين، ومن ذلك نخلص إلى أهمية الثقة بالنفس تحت أي ظرف، إضافة إلى أهمية فهم حقيقة أن ثقافة البيئة المحيطة لها تأثير نفسي فعّال. وعلى نفس المقياس، نجد أنّ تأثير الرقم 13 له تأثير نفسي على بعض الأشخاص، نتيجة للوهم والتأثير الثقافي أيضًا. بالرغم من تفكير فئة من الناس في الأهوال المتعلقة بهذا الرقم إلا أنه يمثل رقم الحظ لفئة أخرى.
تُشير إحدى التقديرات إلى أنّه في يوم الجمعة الثالث عشر، تتعرض الأعمال التجارية لخسائر فادحة، إذ تبلغ الخسارة ما بين 800 أو 900 مليون دولار، حيث لا يغادر الكثير من الناس بيوتهم في هذا اليوم خوفًا من سوء الحظ، حتى إنهم لا يقومون بأعمالهم المهمة.
اقرأ أيضًا: بمناسبة اقتراب موعده فلنتعرف على الهالوين… أحد أغرب الأعياد في العالم
وُجد أنّ التنويم المغناطيسي وجلسات اليوجا فعّالة في هذا الأمر. إضافة إلى ذلك، للتدوين تأثير جيد للغاية، فعند تحويل الأفكار المخيفة إلى إيجابية أو سعيدة، يبدأ الدماغ في تكوين روابط عصبية جديدة تعطي إحساسًا بالإيجابية والرضا، وفيها لا يعطي العقل نفس الاستجابة السلبية عند ذكر الرقم 13. يمكن استخدام الأدوية والعقاقير أيضًا، لكن هذا ليس مستحبًا، إذ أنّ تأثيرها ليس طويل المدى، وهناك العديد من الآثار الجانبية الضارة. ويجب نشر الوعي بشأن التعامل مع صاحب هذا الاضطراب، فلا يتعرض للسخرية.
وأخيرًا..
هناك مَثلٌ مصري عامي يقول: “اللي يخاف من العفريت بيطلعله“، أي ما يخاف منه المرء سيحدث، أو بعبارة أخرى “كل متوقع آتٍ”، الأمر يقع بين يدي الإنسان، إذا تعامل بإيجابية سيجد الأمور تمشي جيدًا، وإذا استدعى السلبية، لن يرى غيرها في يومه. أنا من ضمن الأشخاص الذين لا يعتقدون بالحظ السيئ للرقم 13 أو الجمعة الموافقة ليوم 13، ولا أشعر بأي سلبية سواء تجاه اليوم أو الرقم، هذا لأنني لم أنشأ في بيئة تعطي أهمية لهذا الأمر، ومن هنا أؤكد أنّ الأمر نفسي أكثر.
اقرأ أيضًا: عندما ينطفئ النور، كل النساء جميلات.. من قوانين مورفي التي تحكمنا شئنا أم أبينا!
أحلي ماعندنا،واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.