ماذا لو كانت الأرض لا كروية ولا مسطحة لكن على شكل قطعة دونات؟
5 د
ماذا لو كانت الأرض على شكل قطعة دونات؟ في حال شعرت بغرابة هذا السؤال فعليك أن تعلم أن الكثيرين مؤمنون بأن شكل الأرض كذلك، وأن كوكبنا يحتوي على ثقب في الوسط تمرّ عبره الكواكب. نظرية مثلها مثل العديد من النظريات كالأرض المسطحة والأرض الموزية والأرض التي تشبه قطعة التاكو، لكن ماذا سيحصل لو كان ذلك حقيقيًا؟ هل يمكننا العيش على أرض تشبه شكل قطعة الدونات؟ وما هو الاختلاف في ظروف العيش في هذه الحالة؟ تابع معنا القراءة
كيف بدأت نظرية الأرض الدوناتية؟
لطالما اعتُبر موضوع شكل الأرض أمرًا جدليًّا، فهناك العديد من النظريات الغريبة المتعلقة بشكل الأرض، ولكل نظرية متبنّوها ومحامو الدفاع عنها، لكن النظرية الأخيرة التي فاجأت الحميع هي "نظرية الأرض الدوناتية" أو "Donut Earth Theory" ولعل راسيل ليفينجستون هو أول من تبنّى هذه النظرية مثيرًا سخرية الجميع.
أطلق نظرية الأرض الدوناتية عالم مغمور يدعى روزبينيس سنة 2008، ثم تبلورت معالمها سنة 2012 على يد "فاروج" واحد من المؤمنين بنظرية الأرض المسطّحة، وحسب فاروج فإن الأرض تمتلك تجويفًا ضخمًا غير مرئي "فالضوء ينكسر في الوسط لذا لا نستطيع رؤية التجويف" كما قال.
ماذا لو كانت الأرض على شكل قطعة دونات فعليًّا؟
إن تشكل الأرض على صورة قطعة دونات سيودي بنا إلى ظروف غير مستقرة وقد تكون كارثية، فحسب نظريتنا ستكون الأرض على شكل قطعة دائرية، وستكون في موقع مماثل عن الشمس وبنفس الميل المحوري، بالإضافة إلى سرعة دوران مماثلة 11.4 كم/ث، لكن عند خط الاستواء الخاص بقطعة الدونات ستقل السرعة إلى 6.5 كم/ث، فعلى سبيل المثال: إن إرسال الصواريخ إلى الفضاء أسهل بفضل ضعف الحاذبية بالقرب من خط الاستواء خارجيًّا وداخليًّا.
بالنسبة للجاذبية على الأرض الدوناتية، سيكون وزن الشخص العادي أقل بثلاث مرات من الجاذبية على الأرض الكروية، فإذا كانت جاذبية الأرض الكروية 1 gm، فإن جاذبية الأرض الدوناتية على طول القطبين هي 0.65 gm، وعند خط الاستواء 0.3 gm، والأمر هنا أشبه بالمشي على كوكب المريخ، لكن على الرغم من ضعف الجاذبية على الأرض الدوناتية، إلا أنها ستؤدي إلى انهيار الكوكب، فلكي تقاوم الأخيرة التحول إلى أرض كروية، عليها الدوران بسرعة أكبر من الأرض الكروية، وبذلك ستبدأ قوى الطرد المركزي في الحفاظ على التجويف الوسطي سليمًا.
لكن لن يكون هذا الدوران السريع عاديًّا، فطول اليوم الواحد على الأرض الدوناتية سيصبح ساعتين وخمسين دقيقة، أو قد يبقى 24 ساعة، لكن مع شروق الشمس وغروبها ثماني مرات على الأقل في كل يوم، وبذلك كن على استعداد للعمل خلال الليل والنهار، والنوم في ساعات الليل، ولن يكون الأمر جيّدًا بالنسبة للحيوانات، فبعضها يعتمد على الشمس والقمر في الهجرة والتكاثر.
ماذا سيحدث للقمر إذا كانت الأرض على شكل قطعة دونات؟
ما يزال القمر موجودًا بالقرب من الأرض الدوناتية، حيث تقول النظرية إنه غالبًا سيتجه نحو التجويف المتوسط ويتحرك صعودًا ونزولًا عبره، وهناك فرضية أخرى تقول إنه يمكن أن يتأثر بالجاذبية ويدور حول حواف مدار الأرض الدوناتية.
كل ذلك سيؤثر على المد والجذر الخاصين بالبحر وستبدأ الأعاصير والعواصف، فمستوى مياه المحيطات والبحار لن يكون مستقرًّا، والمدن الساحلية ستصبح في طيّ النسيان، والمناطق القطبية ستكون أكثر برودة، ومدن خط الاستواء أشدّ حرارة، ما يجعل بعض مناطق الأرض غير قابلة للعيش بسبب المناخ القاسي.
بالنسبة للبلدان، يصعب توقّع مكان وجودها على الأرض الدوناتية، لكن فيما يتعلق بالتضاريس، غالبًا سيكون تجويف الأرض هذه محاطًا بالجبال، لذا إذا أردت العيش في مناطق الطبيعة الساحرة اتجه نحو التجويف الداخلي للأرض الدوناتية.
لن تنتهي الحياة في هذا السيناريو، فقد يصبح العبور في مياه المحيطات أمرًا مستحيلًا، وسيتطور الأفراد بشكل منفصل في القارات المختلفة، وقد لا يمتلك سكان الأرض الدوناتية ما نملكه اليوم من تكنولوجيا، أو ربما سيقومون بكتابة مقالات عنوانها "ماذا لو كانت الأرض كروية"، لكن الأمر الإيجابي أنه لن يكون هناك انقراض جماعي، وربما بفضل شكل الأرض بصورة قطعة دونات فالعديد من الأحداث التاريخية لم تكن لتحدث، مثل انقراض الديناصورات على سبيل المثال.
ما هي الاختلافات بين الأرض الكروية والأرض الدوناتية؟
كل من يعيش بالقرب من التجويف الدوناتي سيواجه فصولًا غير مستقرة، مثل ازدواجية الفصول كحدوث فصلَي شتاء، وقد قدمت عالمة الفيزياء الدكتورة "بوياجيان" مع مساعدتها مثالين واضحين عن ظاهرة فيزيائية لا يمكن للنظرية الدوناتية تفسيرها:
- المثال الأول: تجربة بندل فوكو التي تظهر كافة التأثيرات الفيزيائية الخاصة بدوران الأرض، والمعدلات الدورانية المتزامنة مع كوكب الأرض الكروي الذي يدور دائريًّا.
- المثال الثاني: شكل الظل عند حدوث كسوف للشمس، فالكوكب الدوناتي سيخلق ظلًا على شكل قطعة دونات، أما الأرض الكروية فستخلق ظلالًا مستديرة.
وهناك ثغرة أخرى واضحة في الأرض الدوناتية، فأي شخص متواجد ضمن الفجوة سيتمكّن من النظر إلى الجانب المقابل ورؤيته بطريقة ما.
وحسب دراسات فاروج فإن التجويف المتوسط غير مرئي لأن الضوء يتبع اتجاهات النتوءات المستديرة، لكن حسب الدكتورة بوياجيان فإن "الحفرة التي في الوسط غير مرئية لأن الضوء يتبع انحناء النتوءات المستديرة، لكن بوياجيان تؤكد أننا نرى انحناءات الضوء بالطريقة السابقة فقط بجوار الأجسام الضخمة، والتي تعدّ الأكبر حجمًا في الكون مثل الثقب الأسود الكبير.
"الأرض الدوناتية" هي نظرية مجرّدة مثل غيرها من النظريات التي صدرت للتشكيك بالحقائق العلمية الراسخة، نظرية مؤامرة مثل الأرض المسطحة والكائنات الفضائية التي بنت الأهرامات وغيرهما، ففي عالم قائم على الشك، تعددت النظريات والحقيقة واحدة.
المصادر:
اقرأ أيضًا: شكل الأرض بالدليل القاطع: الأرض كروية ليست مسطحة ولا مكعبة
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.