هي ودافنشي في حضرة العلم.. ما هو الجزء المسؤول عن الإبداع في الدماغ؟
11 د
والموناليزا الحقيقية أو المرأة المرسومة في اللوحة مجهولة حتى اليوم، هناك العديد من التخمينات حول هويتها الحقيقية. منها أنّ هذه المرأة هي “ليزا ديل جوكوندو” زوجة تاجرٍ فلورنسيِ يُدعى “فرانشيسكو دي بارتولوميو ديل جوكوندو” وهناك احتمال آخر بأنها السيدة “كاترينا”، والدة دافنشي، ويشير تخمين ثالث إلى أنها دافنشي نفسه، ولكنه صور نفسه في شكل امرأة، نظرًا للتشابه الكبير بينه وبين الموناليزا، وما زال هذا الأمر لغزًا. فكر بعض العلماء في البحث عن بقايا “ليزا ديل جوكوندو” وإجراء بعض اختبارات الحمض النووي ومعرفة شكلها الحقيقي.
لكن بغض الطرف عن هويتها المجهولة، لقد قدمها دافنشي في أبهى صورة وخلد ملامحها لأكثر من خمسة قرون حتى الآن. (أعتقد أنّ الموناليزا الحقيقية امرأة محظوظة)، عندما تنظر إلى اللوحة، ترى سيدة شابة تنظر إليك وعلى ثغرها ابتسامة رقيقة غامضة.
استخدم دافنشي التظليل الدقيق، مما يعكس فهمه لتركيب العضلات والجمجمة وما تحت الجلد. كما تُلاحظ الدقة المتناهية في تفاصيل اللوحة، إشارةً إلى صبر دافنشي الذي ليس له حدود، وكيف ينضب هذا الصبر الجميل وقد استغرق حوالي 16 عامًا في رسم هذه اللوحة. إضافة إلى هذا، لقد استطاع فناننا العبقري دمج صورة المرأة مع الطبيعة من خلفها، فأصبحت هذه اللوحة معيارًا مهمًا لجميع الصور في المستقبل. لقد كشفت الأشعة السينية أنّ دافنشي استخدم خليطًا من المنجنيز والحديد لتكوين صبغة محترقة كشفت عن دقته في استخدام الألوان التي قُدرت بالميكرومتر.
ليس فقط لوحة الموناليزا، لكن هناك أيضًا لوحة العشاء الأخير المُصورة على جدران كنيسة “سانتا ماريا ديلي غراسي” في مدينة ميلانو الإيطالية والتي تؤكد عبقرية دافنشي الإبداعية، لقد خرج عن المألوف وصور التلاميذ في حضرة المسيح بشكلٍ ديناميكي. في المعتاد كانت اللوحات تصور الاثني عشر تلميذًا والمسيح في حالة جمود. لكن دافنشي أضاف للوحة لمساته الخاصة، مما بعث فيها الحيوية وأصبحت مختلفة ومميزة، انعكاسًا لإبداعه وعبقريته.
تتميز لوحات دافنشي بالواقعية والرسائل الخفية التي ما زالت موضع جدل حتى يومنا هذا. ومن المهم الإشارة إلى أنّ دافنشي كان واسع المعرفة، ولكنه عُرف أكثر كرسام. لقد كان أديبًا ومهندسًا وفلكيًا ونباتيًا وجيولوجيًا ومعماريًا وموسيقيًا ورياضياتيًا وخرائطيًا. استخدم دافنشي معرفته الواسعة هذه في الرسم، بالإضافة إلى إبداعه، وكانت النتيجة مجموعة من الأعمال هي آية في الجمال لم يشهد التاريخ مِثلها قط رغم قلة أعدادها. لكن هل تساءلت من قبل عن سر إبداع دافنشي هذا؟ هل لديه قدرات فردية لم يملكها الكثير من الناس؟ حسنًا، لنسأل العلم.
اقرأ أيضًا: المهارات التي يجب تعلمها للبدء في العمل الحر
ما هو الإبداع؟
هو القدرة على توليد أفكار جديدة أصيلة وغير تقليدية ومُرضية. ويعتقد العلماء الذين يدرسون عملية الإبداع أنها تحدث على مرحلتين: الأولى، وهي مرحلة تدفق الأفكار والتجريب والوصول إلى مفهوم جديد. المرحلة الثانية، وهي فحص المفهوم أو الفكرة الجديدة جيدًا وإتقانها.
الإبداع في النصف الأيمن للدماغ.. خطأ شائع
إذا كنت من الناس الذين يعتقدون أنّ النصف الأيمن من الدماغ هو المسؤول عن الإبداع، فأنا آسفة لإخبارك أنّ هذه المعلومة من المغالطات الشائعة، لكن لا بأس، ربما يساعدنا ذلك في فهم كيف يمكننا أن نصبح أكثر إبداعًا أو لماذا قد لا نكون مبدعين من الأساس. وهنا سؤال يطرح نفسه، من أين أتت هذه المغالطة؟ حسنًا، لقد انتشرت هذه المعلومة من الدراسات التاريخية لتشريح الدماغ والتي توضح كيفية تحكم أجزاء الدماغ المختلفة في ردود الفعل الصادرة عن الجسد.
يُعتقد أنّ استخدام اليد اليمنى في الكتابة يرتبط بنشاط النصف الأيسر من الدماغ، بينما الفنون مثل الموسيقى أو الرسم مرتبطة بالجانب الأيمن من الدماغ. وهذا يعني أنه إذا أُصيبت الأجزاء المهمة من الجانب الأيسر بضررٍ، لن تستطيع التحكم في يدك اليمنى. وكذلك بالنسبة للأجزاء اليسرى من الدماغ، إذ لن يستطيع المرء فهم الألحان المختلفة.
اقرأ أيضًا: التعليم في فنلندا كتجربة شاملة: لماذا هي واحدة من الأفضل في العالم؟
إذًا، من أين يأتي الإبداع؟
هذا السؤال يشبه سؤالًا مثل: لماذا لا تصدر السماء صوتًا؟ أو هل اللون الأصفر قصير؟ أي، أسئلة غير منطقية. لقد اعتقد الناس أنّ الخيال والإبداع يرتبطان بشكلٍ أساسي بالنصف الأيمن من الدماغ. لكن الحقيقة أنه لا يرتبط بجزءٍ من الدماغ دون الآخر. أو بعبارة أخرى، إنّ الإبداع لا يرتبط بأي جزءٍ من الدماغ بشكلٍ تامٍ، لا الأيمن فقط ولا الأيسر فقط، وإنما ينشأ نتيجة تفاعل أقسام الدماغ المختلفة مع بعضها، فتَتكون أنماط جديدة من خلال استخدام الأفكار والمفاهيم المتاحة أمام الشخص.
في هذا الصدد، يقول دكتور برادلي فويتك، عالم في جامعة كاليفورنيا: “تخيل أن تطرح سؤالًا، أين الفيديو على جهاز الحاسوب الخاص بي؟ الشاشة مطلوبة لمشاهدة الفيديو. بطاقة الرسومات مطلوبة لتشغيل الفيديو، هناك أيضًا برامج مطلوبة لتشغيل الفيديو”. أي أنّ، الفيديو ليس موجودًا في مكانٍ محددٍ، وإنما يحتاج لتضافر الكثير من الأجزاء لتستطيع عرضه.
نفس المنطق ينطبق على الإبداع. فهو يمثل نتيجة لعمل مجموعة عديدة من أجزاء الدماغ المختلفة لتكوين أفكار ومفاهيم جديدة. بذلك، يمكننا القول إنّ الإبداع لا يرتبط بأي جزءٍ من الدماغ بشكلٍ مستقلٍ ولا نستطيع إدراكه بسهولة. أجل، هناك ما يُسمى بعلم الإبداع في الدماغ، ولكنه علم معقد جدًّا.
في عام 2018، أُجريت دراسة لفهم آليات الإبداع، وفيها دمج الباحثون اختبار الاستخدامات البديلة مع التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي بهدف مراقبة نشاط الدماغ للأشخاص المبدعين أثناء إجراء الاختبار. شارك في الدراسة 160 شخصًا وبالفعل صُورت أدمغتهم أثناء قيامهم بالاختبارات الإبداعية المختلفة. أظهرت الصور أنَّ أدمغة المبدعين تُشكل نمطًا مميزًا من النشاط خلال ثلاث شبكات دماغية وهي:
- الشبكة الافتراضية: وهي عبارة عن مجموعة من المناطق الموجودة بالدماغ التي تنشط عندما ينخرط البشر في التفكير العفوي مثل التخيلات أو أحلام اليقظة أو شرود الذهن. تلعب هذه الشبكة دورًا فريدًا في عملية توليد الأفكار أو العصف الذهني أو التفكير في الحلول الممكنة لنفس المشكلة.
- شبكة التحكم التنفيذي: وهي مجموعة من الأجزاء في الدماغ، تنشط هذه الأجزاء عندما يحتاج البشر إلى التركيز أو التحكم في التفكير. وتساهم هذه الشبكة في تنقيح الأفكار التي تتولد من العصف الذهني وتعديلها بما يُلائم المشكلات.
- الشبكة البارزة: وهي مناطق من الدماغ تعمل بين الشبكة الافتراضية والتنفيذية أي توليد الأفكار وتقييمها، ويعتقد أنها تؤثر على اتخاذ القرارات.
عادةً لا يحدث تفاعل بين هذه الشبكات الثلاث إلا في الأدمغة الإبداعية. بعد هذه الدراسة، استقر العلماء على أنه يمكن التنبؤ بالقدرة الإبداعية للشخص بناءً على تفاعل هذه الشبكات وقوة اتصالها. وهذه الدراسة تمحي الأسطورة الشائعة بأنّ الإبداع يتولد من النصف الأيمن أو الأيسر من الدماغ. وتؤكد أنه يتولد نتيجة تفاعل مجموعة من الشبكات.
صدق أو لا تصدق.. يحتاج الإبداع لتفاعل الجسم بأكمله
الإبداع لا ينتج فقط نتيجة تفاعل أجزاء الدماغ، وإنما يحتاج إلى تفاعلات داخل الجسم بأكمله. إذ أنّ هناك مجموعة من الشبكات العصبية تتكون على طول الجسم من بداية الجزء العلوي للدماغ إلى أصابع اليد والقدم. تستطيع هذه الشبكة تشكيل تجاربنا ومعتقداتنا ومعرفتنا، حيث أنّ الحواس المختلفة مثل اللمس أو الشم أو البصر أو السمع أو التذوق، يمكنها إثارتنا للتفكير بشيء ما. مثلًا، إذا رأيت فراشة زرقاء اللون ببصرك، قد يدفعك هذا لطرح بعض التساؤلات.
اقرأ أيضًا: رواية ملائكة وشياطين للكاتب دان براون: عن الصراع الشائك بين رجال الدين والعلم
أجل.. التعليم يسلب الإبداع
بدأت حياة الإنسان على الأرض منذ 200 إلى 300 ألف عام. بمرور الوقت، استطاع الحفاظ على بقائه وتَأقلم على العيش في الصحراء والمناطق القطبية والجبال والغابات المطيرة. وفي العصر الحديث، أطلق العنان لإبداعه وكانت النتيجة مجموعة كبيرة من الاختراعات والأدوية المُذهلة. هذا الارتقاء الهائل في حياة الإنسان دفع العلماء للبحث عن كيفية توّصل البشر إلى هذه الحياة وتلك المفاهيم.
عادةً ما تؤثر النشأة على مستوى إبداع الفرد. لذا، يهتم العلماء والباحثون القائمون على دراسة الإبداع بالدراسات طويلة المدى، وفي أغلب الأحيان، يستخدمون اختبار الاستخدامات البديلة أو المتعددة، إذ يُمنح المشاركون يوميًا شيئًا مثل ورقة، ويُطلب منهم طيّها بأكبر عدد من الأشكال خلال فترة زمنية محددة. كلما قدم المُشارك عددًا أكبر من الأشكال التي يتخيلها، دلَّ ذلك على إبداعه. إذ يستطيع الشخص العادي تكوين 10 إلى 20 شكلًا جديدًا مُبتكرًا، بينما يُمكن للعبقري المبدع أن يأتي بما يزيد عن 200 شكل.
أُجريت دراسة مطولة في أواخر ستينات القرن الماضي حول هذا الأمر. شارك فيها نحو 1500 طفل على مدار 10 سنوات، إذ كانوا يختبرونهم كل خمسة أعوام بدءًا من سن الخامسة حتى بلغوا 15 عامًا. واعتمدت الدراسة على اختبار الاستخدامات البديلة. وكانت النتائج مذهلة حقًا، إذ سجل 98% من الأطفال في سن الحضانة درجات العبقرية. بينما سجل 32% منهم هذه الدرجات عند سن العاشرة. والأدهى من ذلك أنّ 2% فقط سجل نفس الدرجات عند سن الخامسة عشر.
تشير هذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي دارت حول الإبداع إلى أنّ المنظومات التعليمية تسلب الشباب إبداعهم، ويفقدون القدرة على حل المشكلات بطرق إبداعية في المستقبل. وهذا سيؤثر على مصالح الدول والبشرية بشكلٍ عامٍ على المدى البعيد، فالعصر الحالي يحتاج إلى عقول مبدعة.
ما يؤكد إخفاق أغلب المنظومات التعليمة هو أنه عندما سُئل المعلمون في استطلاع عام 2018 عن رؤيتهم لمستقبل الطلاب، أفاد أغلبهم بأنّ هؤلاء الطلاب لديهم المهارات المناسبة ليصبحوا مبدعين، كما لديهم القدرة على حل المشاكل التي تحتاج إلى التفكير الإبداعي. وهذا يؤكد عدم معرفة المعلمين أنفسهم بتأثير التعليم السلبي على مستوى إبداع الطلاب.
من خلال ذلك، يمكننا أيضًا تفسير حالات التفرد التي نراها حولنا، لماذا نصف شخصًا مثل دافنشي أو ستيفن هوكينغ أو آينشتاين بالإبداع؟ إنهم متفردون ولديهم قدرات إبداعية هائلة. ربما لأن تعليمهم كان أفضل أو حالفهم الحظ ليصبحوا من ضمن نسبة 2% الذين فرّوا بذكائهم.
اقرأ أيضًا: رسائل مدمرة أخفاها دافنشي في عذراء الصخور
كيف يمكن تعزيز الإبداع لدينا؟
مَن مِنا لا يرغب في تعزيز إبداعه، وهذا ما دفع بعض العلماء للبحث في هذا الصدد. في إحدى الدراسات، استخدم الباحثون التحفيز المغناطيسي عبر مناطق محددة في الدماغ وهي قشرة فص الجبهة، وبالفعل نجحت التجربة في تعزيز قدرة المشاركين الإبداعية. لكن من ناحية أخرى، صرح الباحثون بأنّ هذه الآلية غير متوفرة في السوق للاستهلاك ولا مجال لذلك، وأعطوا مجموعة من النصائح التي تساعد على تعزيز الإبداع، منها:
- احرص على تمرينات العقل: يحتاج العقل التمرينات مثل بقية أعضاء الجسم، ليبقى في صحة جيدة. يساعد التفكير النشط أو العصف الذهني أو حل الألغاز التي تحتاج لتفكير على تقوية اتصالات شبكة الدماغ المرتبطة بالإبداع.
- تغيير بيئة العمل مهم: تُساعد الأنشطة البسيطة مثل إعادة ترتيب المكتب أو تلوينه أو إضافة بعض العناصر المختلفة أو القيام بالعمل خارج المكتب على تنمية مهارة الإبداع لديك.
- تعلّم أشياء جديدة: تأتي الأفكار الحديثة من ترابط الأفكار القديمة. ويساعد تعلم الأشياء الجديدة على توليد روابط عصبية جديدة، وهذا بدوره يعزز التفكير الإبداعي للفرد.
- اكتب الأفكار الجديدة: إذا راودتك فكرة ما، أيًا كانت، اكتبها فورًا، حتى وإن لم تهمّ على تنفيذها. سيُساعدك ذلك على توليد العديد من الأفكار الإبداعية.
- تحدّ نفسك: ضع ذاتك في مواقف تتطلب التفكير، أو بعبارة أخرى، أخرج من منطقة راحتك. واستخدم يدك غير المُهيمنة.
قتل أسطورة “الإبداع حِكر للأعسر”
-هل أنت أعسر؟
=لا.
-إذًا، أنت لست مُبدعًا. 🐧
=لاااااااا😭
من المفاهيم الشائعة أنّ الشخص الأعسر (يعتمد على يده اليسرى أكثر) هو الأكثر إبداعًا، خاصةً في الأنشطة الفنية مثل الرسم أو الموسيقى أو الأشغال اليدوية… إلخ. ودعم التاريخ هذه النظرية، إذ اشتُهر بعض عظماء التاريخ من أمثال ليوناردو دافنشي وبابلو بيكاسو ورامبرانت بأنهم يعتمدون على اليد اليُسرى. ما رأي العلم في ذلك؟ حسنًا، لنُلقِ نظرة على الدراسات المختلفة.
في سبعينات القرن الماضي، أُجريت دراسة في جامعة سينسيناتي (في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية). وُجد أنَّ أغلب الطلاب الذين اختاروا تخصصات الفنون والموسيقى عُسر.
بعد ذلك بعامين، أُجريت دراسة في جامعة فيرجينيا (بالولايات المتحدة الأمريكية) في هذا الصدد، واستخدم الباحثون اختبارات تورانس للتفكير الإبداعي، ويقيّم هذا الاختبار عدد من المهارات، منها: المرونة والأصالة والتفكير والطلاقة. وأجرى الاختبارات 96 من العُسر و96 آخرين من مُستخدمي اليد اليمنى. وأظهرت النتائج أنَّ العُسر كانوا أكثر إبداعًا. مع ذلك، كان هذا الاختبار يُقيم التفكير الإبداعي أكثر من الإبداع الفني.
في عام 2019، بحثت دراسة جديدة من جامعة جروننجن (تقع في هولندا) العلاقة بين استخدام اليد اليسرى والإبداع. أُجريت الدراسة على 20539 مشاركًا. وكان 56% منهم عُسر. طُلب من المشاركين تقييم درجة إبداعهم الفنية على مقياس من 0 إلى 100. واعتبر العُسر أنفسهم أكثر إبداعًا، تماشيًا مع الاعتقاد السائد بأنَّ العُسر مبدعين.
بعد ذلك، سُئل المشاركين جميعًا عن عدد مرات مشاركتهم في الأنشطة المختلفة كالموسيقى والكتابة والفنون التشكيلية، وكانت النتيجة أنه لم يكن هناك فرق بين مستخدمي اليد اليمنى أو اليسرى في الوقت الذي يقضونه في ممارسة الأنشطة الفنية. دعمت النتائج أنّ الإبداع متوفر في يد الأشخاص الموهوبين فنيًا بغض النظر عما إذا كانوا عُسر أو من مستخدمي اليد اليمنى.
ظل العلماء يبحثون ويبحثون عن صحة ارتباط اليد اليسرى والإبداع، وخلصت الدراسات إلى أنه لا يُهم أي يد يستخدمها المرء، وإنما درجة الهيمنة. بالرغم من وجود دراسات تفيد بأنّ هذه النظرية محض أسطورة، لكن أغلب البشر ينقادون وراء هذه الفكرة الشائعة ربما لأن التاريخ دعمها. لكن، مهلًا.
مفاجأة.. كان دافنشي يستخدم كلتا يديه بنفس الكفاءة
اشتُهر ليوناردو دافنشي بأنه أعسر، وقد ظهر ذلك جليًا أثناء دراسة عدد من لوحاته، لكن مؤخرًا، اتضح في إحدى رسومات المناظر الطبيعية التي رسمها أنه كان يستخدم كلتا يديه بنفس الكفاءة! يرجع تاريخ هذه الرسمة لعام 1473 وفيها يُصور دافنشي وادي نهر أرنو وقلعة مونتيلوبو. رُسمت هذه اللوحة عندما كان دافنشي يبلغ 21 عامًا فقط. وللتأكد من هذا الأمر، درس الباحثون العديد من الوثائق بخط يد دافنشي واتضح أنّ هناك فروقًا طفيفة بسبب استخدام يد مختلفة، لكن الكتابة في جميع الوثائق ترجع لدافنشي حقًا.
تُشير إحدى الدراسات إلى أنه عند استخدام اليد غير المُهيمنة، ينشط نصف الدماغ غير المُسيطر، وينتشر النشاط في كلا نصفي الدماغ، وبالتالي يستطيع الشخص التفكير بشكلٍ مختلفٍ ويصبح أكثر إبداعًا. ربما تكون هذه إجابة العلم لتفسير سر إبداع دافنشي.
اقرأ أيضًا: إنه زمن الأشكال المتشابهة.. هل مات الإبداع في تصميم الهواتف الذكية؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.