تريند 🔥

🤖 AI

فيلم Ant-Man and the Wasp… هدوءٌ في قلب عاصفة مارفل

فيلم Ant-Man and the Wasp
محمود حسين
محمود حسين

8 د

تقييم الفيلم:

فيلم Ant-Man and the Wasp هو الفيلم العشرين ضمن عالم مارفل السينمائي الممتد الذي انطلق قبل عشرة أعوام كاملة في 2008م، وهو يُمثل الظهور الثالث لشخصية (الرجل النملة) ضمن هذا العالم والظهور الثاني من خلال فيلم مستقل، كما أنَّه الفيلمُ الثالث والأخير من أفلام مارفل المقرر عرضها خلال العام الجاري 2018. الفيلم من إخراج بيتون ريد وكتب له السيناريو بول رود، كريس ماكينا، إريك سومرز، أندرو بارير، جابرييل فيراري، ويضمُّ فريق البطولة بور رود، إيفانجلين ليلي، مايكل دوجلاس، مايكل بينا، والتون جوجينز، ولورانس فيشبورن.

اختار صُنّاع فيلم Ant-Man and the Wasp – أو بالأحرى اختارت شركةُ مارفل – تقديم فيلم بسيط وسلس، ممتع للبصر وغير مرهق للذهن، لعلَّ السر في ذلك يرجع إلى ترتيبه ضمن تسلسل أفلام عالم مارفل السينمائي MCU، والذي وضعه بين فيلمين مُعقدين سابقين هما: فيلم Black Panther، وفيلم Avengers: Infinity War، وبين فيلمين مُرتقبين هما فيلم Captain Marvel وفيلم Avengers 4، لم يكن مطلوبًا من هذا الفيلم سوى أن يكون هدنةً أو وقفةً لالتقاط الأنفاس، وهي مهمةٌ تبدو سهلةً وبسيطةً، لكن هل نجح الفيلم في إنجازها؟!


قصة الفيلم

بول رود و إيفانجلين ليلي في مشهد من فيلم Ant-Man and the Wasp

تدور أحداث فيلم Ant-Man and the Wasp حول (سكوت لانج الرجل النملة) الذي وَدع حياته القصيرة كبطل خارق لوضعه تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد إدانته لتحالفه مع المتمردين على اتفاقية سكوفيا بقيادة كابتن أمريكا. قبل يومين فقط من انقضاء مدّة العقوبة وحصوله على حريته يضطر (سكوت) للتواصل مع رفاقه القدامى (هانك بايم) و(هوب فان دايم)، اللّذين يطلبان عونه للتمكن من إنقاذ (جانيت) – والدة هوب – العالقة في عالم الكم Quantum Realm، تبدو المهمة في بادئ الأمر بسيطةً وسريعةً، إلَّا أنَّ بعض الأطراف الأُخرى تتدخل بالأمر مما يؤدي إلى خروجه عن السيطرة على نحو مباغت…


فيلم Ant-Man and the Wasp… حبكة مائعة لفيلم مضطرب

صورة مشهد من فيلم Ant-Man and the Wasp

أراد كُتّاب سيناريو Ant-Man and the Wasp خلق فيلم ممتع ومسلي، يميل في تكوينه الفني إلى الطابع العام الذي غلب على معظم أفلام المرحلة الأولى من عالم مارفل السينمائي قبل أن تصل الأمور لهذا الحد من التشعُب والتعقيد، ولكن في ذات الوقت يجب على الفيلم أن يُمهد الطريق أمام أحداث الأفلام التالية، والتي تُمثل خاتمة المرحلة الثالثة، وكان سبيلهم إلى تحقيق تلك الغايات – المتضاربة في الأصل – هو تكثيف جرعة الإثارة والكوميديا، وفي المقابل تبسيط الحبكة إلى أقصى حد ممكن.

تعتبر حبكة فيلم Ant-Man and the Wasp – نظريًا على الأقل – مُنغلقةً على ذاتها، تدور بالكامل في نطاق عالم شخصية (الرجل النملة) الضيق، والذي يقتصر – حتى الآن – على عدد محدود من الشخصيات، حتى يمكن القول أنَّه أول فيلم بطل خارق يكون محور أحداثه إنقاذ إحدى الشخصيات العالقة في بُعد آخر من الكون، بينما خط الصراع المباشر بين البطل والخصم فقد جاء باهتًا تمامًا، ورغم أنَّ الفيلمَ يضمُّ خصمين إلَّا أنَّ كلاهما كانا مُنعدمي التأثير، لم يُساهما في جذب انتباه أو رفع مستويات الترقب، ولم يُثيرا أدنى درجات التوتر لدى المُشاهد، والسبب في ذلك هو أنَّ شخصيات الخصوم كانت هلاميةً عديمة التفاصيل، لم يبذل السيناريو، دوافعهم بدت ساذجة يصعب تقبلها – خاصةً بالنسبة لشخصية زعيم العصابة سوني بيرش (والتون جوجينز) – ولم يُبذل السيناريو لإيجاد ما يبررها أو يضعها في إطار أكثر منطقيةً وإقناعًا، يمكن القول أنَّ الهدفَ الوحيد من وجود تلك الشخصيات هو تمديد المدّة الزمنية للفيلم، وخلق فرص لإضافة أكبر قدر ممكن من مشاهد الحركة المُبهرة.

أمَّا الخط الدرامي الرئيسي والمُتمثل في مهمة إنقاذ (جانيت)، فقد تمَّ إثقاله بالعديد من المشاهد الخطابية الطويلة، التي تتضمن شرحًا – شبه مُفصل – للنظريات العلمية الافتراضية وأبعاد عالم الكم، هذا كله لم يكن هدفه الأول دعم حبكة الفيلم أو تبرير تحولات الأحداث، إنما كان سعيًا وراء التمهيد للأحداث المقبلة، وخاصةً فيلم Avengers 4 وهو ما اتضح تمامًا بالثلث الأخير ومشهد ما بعد النهاية.

هناك شعرةٌ رقيقةٌ تفصل ما بين التبسيط والتسطيح، وتلك الشعرة قد قُطِعت في فيلم Ant-Man and the Wasp، الذي كان السيناريو – وهو أساس العمل السينمائي – أبرز نقاط ضعفه، الأمر الذي انعكس بالعديد من الآثار السلبية على مستواه الفني، وربما يشفع له بعض الشيء ما قدمه من كوميديا ممتعة ومشاهد إثارة مميزة، ولكنها في النهاية لم تصل للدرجة الكافية لانتشاله من هوة الإخفاق.

اقرأ أيضًا: فيلم Avengers: Infinity War… فيلم استثنائي على نمط مارفل التقليدي!


الأداء التمثيلي

صورة فيلم Ant-Man and the Wasp

جاء أداء الطاقم التمثيلي في مُجمله مقبولًا بدرجة كبيرة، لم يصل إلى درجة الإبهار ولكنه في ذات الوقت لم يكن مُحبطًا تمامًا، ربما الوصف الأدق لحالة أغلب الممثلين هي أنَّ الأداء كان متذبذبًا، وجزء من المسؤولية عن ذلك تقع أيضًا على عاتق السيناريو.

قدّم (بول رود) أداءً رائعًا في الثلث الأول من الفيلم، الذي ركّز على التطورات التي شهدتها شخصية (سكوت لانج) على مدار العامين اللّذين يفصلان أحداث الفيلم عن أحداث فيلم Captain America: Civil War، وقد استطاع (بول رود) التعبير عن شخصية البطل الذي يحاول لملمة أشلاء حياته التي تمَّ تدميرها بسبب اختياراته السابقة، والتي لا يعلم يقينًا إن كانت صائبةً أم خاطئةً، إلَّا أنَّ ذلك لم يدم لفترة طويلة وتراجع مستواه بنسبة كبيرة مع الانتقال للمرحلة الثانية من الأحداث، وعودته لشخصية (الرجل النملة)، فبمجرد ارتداء البذلة تناسى كافة التطورات التي برع في التعبير عنها في أول الفيلم، وعاد لتجسيد الشخصية بنفس النمط والأسلوب الذي كانت عليه بالفيلم الأول، يمكن إرجاع ذلك إلى أنَّ السيناريو بمجرد الانخراط في المعارك تغاضي بنسبة كبيرة عن الأبعاد النفسية للشخصية، علاوةً على أنَّ تركيزه بتلك المرحلة كان مُنصبًا بدرجة أكبر على شخصية (هوب الدبور)، وهذا يأخذنا للنقطة التالية.

أتاح سيناريو فيلم Ant-Man and The Wasp مساحةً أكبر لشخصية (هوب) – التي تجسدها (إيفانجلين ليلي) – على نقيض فيلم Ant-Man الأول، حيثُ شهدت الشخصية عدّة تطورات أبرزها بالتأكيد هو تحولها إلى بطلة خارقة وشريكة ميدانية للبطل الرئيسي، بل أنَّ الشخصية كانت هي محور الأحداث والمُحرك الرئيسي لها في العديد من فصول الفيلم. يُحسب لـ (إيفانجلين ليلي) أنَّ تعبيرها عن البطلة الناشئة لم يطغَ على تعبيرها عن الإنسانة الكامنة وراء القناع، كما نجحت في التعبير عن اضطراب مشاعرها تجاه شخصية (سكوت لانج) التي مَرّت علاقتها به بعدة تحولات خلال الأحداث.

صور شخصية هانك بايم وشخصية الشبح

حافظ (مايكل دوجلاس) على المستوى الذي ظهر به بالفيلم الأول من خلال تجسيده لشخصية (هانك بايم)، على الرغم من أنَّ الشخصية هذه المرة لم يكن لها تأثير حقيقي على الأحداث، أمَّا (مايكل بينا) فقد كان أحد العناصر المميزة بالفيلم، وساهم من خلال شخصية (لويس) في دعم عنصر الكوميديا، وإن كان أقل فاعليةً مما كان عليه بالفيلم السابق.

أمَّا ممثلي شخصيات الخصوم (والتون جوجينز) في دور رجل العصابات (سوني بيرش) و(هانا جون كامين) في دور (الشبح)، فقد كانا الأسوأ حظًا بين جميع الممثلين، حيثُ جاء أداؤهم باهتًا تمامًا ونمطيًا لدرجة لا يمكن تقبلها، والمسؤولية هنا تقع على عاتق السيناريو أكثر من التجسيد، حيثُ أنَّه في الأساس لم يولي أدنى اهتمام بإبراز تلك الشخصيات، وتعامل معهم كشخصيات ثانوية عابرة تفرضها الضرورة لخلق مشاهد مثيرة ليس إلَّا.


الإخراج… ليس بالإمكان أفضل مما كان!

صورة شخصية الرجل النملة Ant-Man

يواصل المخرج (بيتون ريد) من خلال فيلم Ant-Man and the Wasp مسيرته مع شخصية البطل الخارق (الرجل النملة)، بعدما قدمه للمرة الأولى من خلال فيلم Ant-Man عام 2015م، ويمكن القول بأنَّ المخرج كان حائطَ الصد الذي منع الفيلم من الانحدار لما هو أبعد من ذلك.

كانت أبرز عيوب فيلم Ant-Man and the Wasp نابعةً من سيناريو الفيلم، وقد كانت أكثر عددًا وأشد وضوحًا مما يمكن إغفاله وإخفاؤه، إلَّا أنَّ المخرج (بيتون ريد) استطاع موازنة الأمر ولو بصورة نسبية، من خلال التركيز على أبرز العوامل التي ساهمت في إنجاح الفيلم الأول، وإعادة استغلالها وتطويرها وفي مقدمتها الكوميديا التي جاءت متنوعةً وموظفةً بصورة جيدة في أغلب الأحيان، خاصةً أنَّه قد سبق له تقديم بعض الأعمال الكوميدية الناجحة من بينها فيلم Yes Man. كذلك، قدّم (بيتون ريد) مجموعةً كبيرةً من مشاهد الإثارة المُتقنة، حرص فيها على إبراز المقومات التي تميز بطله عن غيره من الأبطال الخارقين، وفي مقدمتها القدرة على التلاعب بأحجام الأشياء وحجمه هو نفسه، كما استغل وجود بطلين معًا في هذا الفيلم في جعل هذا النوع من المشاهد مختلفًا بعض الشيء عما تمَّ تقديمه بالفيلم الأول.

ربما كلّ هذا لم يكن كافيًا ليجعل الفيلم عملًا سينمائيًا جيدًا، ولكن على أقل تقدير أنقذه من أن يكون فيلمًا مملًا، وضمن له تحقيق – رغم كلّ شيء – قدرًا لا بأس به من المتعة.

بول رود، إيفانجلين ليلي، مايكل بينا في مشهد من فيلم Ant-Man and the Wasp

في الختام يمكن القول بأنَّ فيلم Ant-Man and the Wasp من الأعمال التي تقف بالمنطقة الوسطى، لم تبلغ درجةً كبيرةً من التميّز تمنحها الأفضلية، وفي ذات الوقت لم يكن مُحبطًا بصورة كبيرة، ودرجة تقبلك له تتوقف على مدى توقعاتك المُسبقة، إن كنت تنتظر منه استكمالًا لأفلام Black Panther وAvengers: Infinity War، فهو حتمًا سيُخيب آمالك، أمَّا إذا كنت تنتظر مجرد فيلم عن بطل خارق قد تجد به بعض المتعة، لكنّه في كلّ الحالات يظل أقل فنيًا من فيلم Ant-Man الأول، الذي كان في الأصل أقل نسبيًا من معظم أفلام عالم مارفل الأُخرى!

كان فيلم Ant-Man and the Wasp مفيدًا للأفلام الأخرى أكثر من إفادته لنفسه، لكن يُحسب له إسهامه في توسعة عالم شخصية (الرجل النملة) من خلال كشف أبعاد أُخرى منه، وإدخال المزيد من الشخصيات التي يوحي تقديمها بأن سيكون لها تأثير بالمستقبل، وهو أمرٌ جيدٌ خاصةً أنَّ من المُرجح مشاهدة الشخصية مرةً أُخرى من خلال فيلم مستقل إن ظلت مارفل ملتزمةً بمبدأ الثلاثيات، آنذاك إمَّا سيكون فيلم Ant-Man الثالث أفضل نهاية له أو سيكون من الأفضل أنَّه انتهى!

ذو صلة

اقرأ أيضًا: مارفل تطلب المغفرة من القارة السمراء في Black Panther

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة