تريند 🔥

🤖 AI

الفيلم القصير Doodlebug 1997 عالمُنا برؤية المبدع كريستوفر نولان

مجد سكر
مجد سكر

4 د

جميعنا نعرف المخرج المشهور كريستوفر نولان من خلال أفلامه الشهيرة: Inception، Memento، Interstellar، عداك عن ثلاثية باتمان، ولا يخفى أسلوبه العميق عن أيّ شخصٍ شاهد ولو فلماً واحداً له.

كريستوفر نولان أثناء التصوير مع كاميرا IMAX

ومن خلال ما نشاهده في أفلامه هذه، فإنّ صورةً واضحةً تتراءى أمام أعيننا، وغالباً ما نقول جملةً واحدةً بعد الانتهاء من مشاهدة فلمٍ ما أخرجه العظيم نولان: ” كم أنت عبقري!”. فغالباً ما نجد أنفسنا عاجزين أمام كمّ الأفكار الهائل الذي يتدفق أمامنا، مربوطي اللسان لا ننطق ببنتِ شفة، غارقين في أفكارنا وأفكاره، عالقين تحت ثقل سؤالٍ: هل نحن نحاول فهم الفلم أم نحاول فهم أنفسنا؟


بوستر فيلم doodle bug

ولم تكن تجاربه الأولى إلاّ أساساً ارتكز عليه في صناعة أفلامه اللاحقة، فبعدَ تَخرُّجه من الجامعة، قام نولان بصنع فيلمه القصير الثالث Doodlebug 1997 في عام 1997 ذو الثلاث دقائق. يصّور لنا نولان في هذا الفيلم القصير رجلاً بشقته القذرة، يجلس على قدميه ويديه، مرعوباً، قلقاً؛ يحاول اللحاق بشيءٍ يشبه الجرذ أو الحشرة يهرب منه في شقته، يسعى خلال هذه الدقائق للإمساك به وقتله، وعندما يستطيع الإمساك به وحصره في إحدى الأماكن، تسنح لنا كاميرة العبقري نولان أن نرى “الشيء” الذي كان هذا الشخص يحاول الإيقاع به.

ليتبادر فوراً السؤال التالي في ذهننا: في أي عالمٍ نحن موجودون؟ هل نرى “الوجود” بأكمله؟ أم أننا نرى ذلك الجزء الخارجي الظاهر من الجبل الجليدي الذي يغوص عميقاً في المحيط؟


إن ما نسميهِ بالواقع الخارجيِّ، أو الماديِّ أو الطبيعي ليسَ إلَّا جانباً من الوجود، وإنه الجانبُ الأكثر ضيقاً، فموقف الناس ينتمي إلى نزعةٍ طبيعيةٍ لا ترى من الشجرة حركتها الداخلية في جذرها ونسغها ونمائها، وإنما ترى الغصن والورقَ والثمر، غيرَ أنَّ ما وراء الطبيعة ليست إلا جزءاً آخر من الطبيعة.

الشاعر أدونيس

فيديو يوتيوب

تحذير *Spoilers Alert* : كشف لأحداث الفيلم Doodlebug 1997

تجربةٌ فلميةٌ مثيرة تجعلنا نغوص في أعماقنا، ونبحر في غمار محيط النفس البشرية، تسحبنا من وعينا وعالمنا هذا، لتجبرنا على أن نكون في الغرفة مع هذا الشخص، ربما لنساعده في القضاء على هذه الحشرة التي وكما اتضح لنا تؤرّق مضجعه، فهي تنبه إحساسنا، تزعجنا كما تزعجه ولربما أكثر؛ تحرّك جانب الإنسانية فينا، فنندفع بكل قوتنا لنجدته، لكن الدقائق الثلاث تسير بسرعةٍ، وعندما ينتهي الفيلم، نكتشف أنه كان يركض وراء نسخةٍ مصغرةٍ من ذاته.


هل نحن حقاً ألد الأعداء لأنفسنا؟

لربما تختلط تلك الفكرة مع فكرة الأكوان المتعددة والأبعاد اللامتناهية، لتطرح السؤال الأهم: ما هو الواقع؟ وهل يمكن أن يكون هناك أكثر من واقع، ثم يبزغ التساؤل المطروح من قبل فيلم Inception هل نحن حقاً على قيد الحياة أم نحن حلم أحدٍ آخر؟ إذا كان عالمنا هو الحقيقي هل يمكننا إيقاف أحلام العوالم الأخرى، أم أننا محكومون بسقوط “الحذاء” في كل مرةٍ؟

أم هل هي فكرة الوقت هي التي يحاول إيصالها؟ فنحن، وباستمرار، نقتل ماضينا، لنعيش الحاضر الذي هو اللحظة التي نحن فيها الآن، لندرك فقط بأنّ النسخة المستقبلية منّا أقرب إلينا من أيّ شيءٍ آخر، وتشاهد ما نفعله؛ فإذا ما قتلنا ماضينا نجد مستقبلنا يأتي ليسحقنا “كحذاء الممثل في الفلم”.

يقول تيلر دردن من فلم Fight Club


“هذه هي حياتك، وهي تنتهي في كل دقيقةٍ تمرّ عليك”

فالرجل في الغرفة يحاول اللحاق بماضيه الذي يؤرّق مضجعه ويمنعه من النوم، ليقضي عليه، وما التركيز المتكرر على السّاعة إلّا للدلالة على الوقت الذي ينفذ أصلاً.

لكن تلك “البلاغة” السنيمائية، التي تعدّ، وبرأيّ الكثيرين، ملخصاً لأفلامه اللاحقة لم تحقق له النجاح في تلك الفترة في اجتذاب الأنظار إليه؛ ومع ذلك نجد أنفسنا متجمدين كالمسمار لا نستطيع حراكاً من هول الإضاءات المكثّفة على ذلك الجانب المظلم الموجود في كلّ واحدٍ منا حتى لو نكرناه.

ذو صلة

ويبقى التساؤل: هل نحن موجودون؟ ما هو الوجود أصلاً؟ هل الجواب على هذا السؤال فردي؟ وكما قال عالم النفس فيكتور فرانكل فهو تابعٌ لكلّ شخصٍ منّا، وكل عصر:


معنى الحياة يختلف من رجلٍ لرجل، من يومٍ إلى يوم، ومن ساعةٍ إلى ساعة. ما يهم، في ذلك، ليس معنى الحياة بصفةٍ عامةٍ، بل المعنى المحدد من حياة الشخص في لحظةٍ معينةٍ.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة