“معركة الروبوتات والبشر”.. أيهما الأكثر قوة في سابع أجزاء Transformers: Rise of the Beasts؟

في يوم معتاد عام ١٩٩٤، يبدأ "نواه" يوم آخر من الحرب ضد الحياة لإيجاد وظيفة مناسبة تمكنه من إعالة عائلته التي تمر بعدد لا بأس به من المحن.. لينتهي به اليوم وهو في منتصف حرب أخرى لا يعلم من أين جاء كلا من أطرافها، ولا يعلم كيف سيخرج منها.

 جاء الجزء السابع من سلسلة أفلام "المتحولون" في السابع من يونيو لهذا العام لتستقبله قاعدة جماهيرية عريضة تنتظره منذ الإعلان الأول عنه.. تلك القاعدة التي لم تتوانِ عن المتابعة بشغف لجميع أجزاء السلسلة منذ أن صدرت عام ٢٠٠٧ وعلى مدار الستة أجزاء السابقة والتي حقق كل منها أرقامًا قياسية في شباك التذاكر سواء كان في الولايات المتحدة الأمريكية أو حول العالم. 

وهو الأمر الذي لم يختلف مع الجزء الجديد.. ففيلم Transformers: Rise of the Beasts "المتحولون: صعود الوحوش" للمخرج "ستيفن كابل جونيور" ومن تأليف كلا من "جوبي هارولد" دارنيل ميتاير" حقق أكثر من ٤٠٠ مليون دولار في شباك التذاكر العالمي متفوقًا على كلا من الجزء الخامس والسادس من السلسلة.. لكن اليوم في "أراجيك فن" نطرح تساؤلاً: هل تلك الأرقام تعني بالضرورة وجود جودة فنية عالية كذلك؟

 الفيلم من بطولة "أنتوني راموس" و"دومينيك فيشباك" و"دين سكوت فاسكيز"، وفي أدوار المتحولين قدم الأداء الصوتي كل من "بيت ديفيدسون" و"بيتر دينكلاج" و"رون بيرلمان" و"بيتر كولين" الذي أبهر المشاهدين بأدائه لصوت الشخصية الأشهر وبطل الفيلم "أوبتيموس برايم". 

ويبدأ بحبكة من السهل الاندماج والتعاطف معها، حيث الشاب الذي ينتمي لعائلة فقيرة ويسعى من أجل تسديد ديون عائلته وعلاج أخيه الصغير الذي يعاني من مرض عصيب مما يدفعه إلى محاولته الأولى لسرقة سيارة، والتي يدرك فيما بعد أنها أحد المتحولين.. وببداية كتلك من الصعب ألا يريد المشاهد معرفة المزيد ومشاهدة ما سيحدث لاحقًا. 

ثم يشرع الفيلم في تقديم كل ما ينتظره معجبي السلسلة.. الأحداث السريعة ذات دفعات الأدرينالين العالية، والحرب التي تبدأ ويشارك فيها كل من المتحولين و"الماكسيمالس" ويبحث فيها "الاوتوبوتس" عن عنصر مهم يمكنه من العودة إلى منزله.. ويساعده كل من "نواه" والحيوانات الآلية في إنقاذ الأرض والعودة إلى المنزل.

نرشح لك: أفلام الذكاء الاصطناعي: تأثير الذكاء الاصطناعي في السينما ومخاطره على البشر!

الفيلم هنا لا يحاول أن يكون أي شيء أكثر مما هو عليه، فهو يلتزم بتقديم المطلوب منه.. مشاهد الأكشن التي تم تنفيذها بإتقان، المؤثرات البصرية والصور المنشأة باستخدام الكومبيوتر التي ورغم وجود بعض المشاكل البسيطة التي لاحظها عدد من الجماهير إلا أنها ذات مستوى جيد.

ولا يكتفي الفيلم بذلك فقط، بل إنه يستغل بعض من عناصره بشكل فعال لزيادة التواصل بين عالمه وبين الُمشاهد. فشخصيات الماكسيمالس تظهر لأول مرة بشكل "حي"، فترى تلك المخلوقات في هيئتها التي تمزج بين الحيوان والآلة بشكل متقن وغير الكارتوني على الإطلاق. 

العنصر الآخر الذي يستغله الفيلم لصالحه هو الشخصيات البشرية. فعلى عكس بعض الأجزاء السابقة، فإن العنصر البشري هنا لا يقل أهمية عن باقي الشخصيات في مجريات الأحداث، فيقوم كل من "نواه" و"إلينيا"، التي تعمل في متحف، بمساعدة "الأوتوبوتس" ويعملان سويًا بشكل جيد. 

وهو الأمر الذي يعزز صلة المشاهد بتلك الحرب التي لا تدور فقط بين مجموعة من الآلات وإنما أيضًا الجنس البشري طرفًا فيها ويسعى إلى خلاصه هو أيضًا سواء كان على مقياس صغير، وهنا هو حياة كل من نواه وإيلينا، أو على مقياس أكبر وهو إنقاذ الأرض من أي خطر يهددها، بالإضافة بالطبع إلى لمحات من علاقة رومانسية محتملة ولكن لا نعلم إذا كان قد يتم استخدامها فيما بعد أم أنها كانت فقط من أجل جرعة أكبر من التسلية. 

نرشح لك:  فيلم Transformers: The Last Knight … عمل فقير فنيًا و”هزلي”

طال الفيلم عدة انتقادات تخص ضعف الحبكة عن أي جزء سابق، الأمر الذي جعله في نظر عدد كبير من الجمهور يتذيل السلسلة بأكملها. لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن الفيلم لم يَعِد بأكثر من ساعتين من الترفيه والتسلية أمام عدد من الروبوتات تتبادل تسديد الضربات واحدة تلو الأخرى في محاولة للفوز بالمعركة الكبرى.. وهذا ما قد نجح الفيلم بتقديمه، بل وأجاده، والنجاح التجاري الذي حققه هو خير دليل.