كيف غير فيلم Akira عالم الرسوم المتحركة إلى الأبد؟

عندما شاهد كاتسوهيرو أوتومو (Katsuhiro Otomo) فيلمه الكلاسيكي Akira لأول مرة عاد إلى المنزل وأخبر زوجته أن الفيلم كان فاشلاً. حيث لم يستطع المخرج المشهور، مثل العديد من المبدعين، توقع التأثير الذي سيكون لفيلمه على الرسوم المتحركة والأفلام خارج حدود اليابان.

ولكن بعد ما يقرب من 30 عامًا، لا يزال تأثير فيلم Akira ممتدًا حتى اليوم.

عندما ظهر Akira في دور العرض، لاحظ المشاهدون أن هذا الأنمي لا يشبه أي أنمي آخر ظهر من قبل في اليابان. ولم يكن هذا بدون سبب. حيث تحمل أوتومو العديد من المخاطر التي لم يفعلها مخرجو الأنمي الآخرون في ذلك الوقت. ومن المحتمل أن تكون هذه الخيارات قد أدت إلى ميزانية الفيلم الضخمة بالنسبة لذلك الوقت حيث بلغت 1.1 مليار ين (حوالي 8 ملايين دولار).

استخدم Akira أكثر من 160 ألف شريط سينمائي لإنشاء مشاهد مفصلة وحركة سلسة في الفيلم. يعني استخدام هذا العدد من الأشرطة السينمائية أن رسامي الرسوم المتحركة يجب عليهم توضيح كل مشهد بدقة عالية. إنها عملية مفصلة وتستغرق وقتًا طويلًا وقد خرجت إلى حد كبير عن الممارسة منذ ذلك الحين.

وذلك، قد سمح بمناظر مفصلة. حتى الأضواء في النوافذ كانت ملونة بشكل فردي لإضفاء الدفء على المدينة. في الواقع، إن استخدام الفيلم لضوء المدينة يجعلها تبدو وكأن لها شخصيتها الخاصة (انظر الفيديو أعلاه).

اختار أوتومو أيضًا استخدام الحوار المسجل مسبقًا وهو سابقة في إنتاج الأنمي. حيث تم تسجيل الحوار قبل بدء الإنتاج. وقد أعطى ذلك الفرصة لرسامي الرسوم المتحركة لمطابقة حركة شفاه الشخصيات مع الحوارات. لقد كانت العملية شاقة ومكلفة. ومع ذلك، فقد جعلت الشخصيات تبدو وكأنها تتحدث كأشخاص حقيقيين بدلًا من دمى بلا روح.

لكن أوتومو لم يتوقف عند هذا الحد. بل كان مصممًا على بناء عالم واقعي ومستقبلي، واستخدم رسومات الكمبيوتر والموسيقا لإضافة تفاصيل صغيرة ولكنها مهمة إلى الفيلم. مؤشر النمط الذي يدرسه الدكتور أونيشي بعناية طوال الفيلم يتم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر ويمنح الفيلم أجواء مستقبلية رائعة. وأنتجت الموسيقا الأصوات الغريبة التي نسمعها طوال الفيلم. إن كل هذه العناصر قد اجتمعت لإنشاء بيئة حضرية حقيقية بالكامل.

وقبل رسم سطر واحد، قام أوتومو بتعيين فرقة الموسيقى Geinoh Yamashirogumi لتسجيل الموسيقى التصويرية. على غرار Cowboy Bebop، فقد استلهمت الصور المرئية الإلهام من الموسيقى التي أنشأتها الفرقة، المكونة من مئات الأعضاء المتناوبين.

وأنتجت الفرقة الموسيقية، تحفة تمزج أصوات بين الكورال وآلات الإيقاع. ونتج عن ذلك تجربة غامرة تفوق تلك الخاصة بمشاريع الرسوم المتحركة الأخرى.

Akira لم يبرز فقط من إنتاجات الأنمي الأخرى. ولكن عندما وصل الفيلم إلى الغرب، غير صناعة الرسوم المتحركة هناك أيضًا. حتى إصدار الفلم كانت أفلام الرسوم المتحركة في الغرب تسوق للأطفال. ولم تحلم ديزني وورنر بروز، بمغامراتهم الطفولية ورسومهم المتحركة البسيطة، باستهداف قاعدة جماهيرية أكثر نضجًا.

لكن فيلم Akira كان مختلفًا. كان مليئًا بالفساد والعنف والتجارب السرية والمراهقين المتمردين وبعض الأطفال الغريبين ذوي القدرات الغريبة. على عكس Astro Boy وأي أنمي آخر في ذلك الوقت. حيث أجبر Akira المشاهدين على مواجهة الواقع من خلال تصوير الواقع المرير الواقع بعد الحرب الأمر الذي أثر تقريبًا بكل المشاهدين.

أقرأ أيضًا: روبوت سلسلة كرتون أجنحة كاندام Gundam الشهير قد أصبح حقيقة

Akira لا يمسك بيد الجمهور. كل شخصية نلتقي بها، من كاندا إلى كاي إلى تيتسو، قد تضررت بطريقة ما. لكن ليس لديهم الوقت للتعامل مع صدماتهم. في الواقع في معظم الفيلم نشاهدهم يكافحون للتكيف مع المواقف الخارجة عن إرادتهم.

تتخذ الشخصيات خيارات غير أخلاقية ولا يحصل الجميع على نهاية سعيدة. لكن المشاهدين والنقاد أحبوه. وهو إنجاز مهد الطريق لمحتوى أكثر نضجًا مثل Cowboy Bebop و Neon Genesis Evangelion و Elfen Lied و Ghost in the Shell.

لقد كسب أكيرا 49 مليون دولار في جميع أنحاء العالم. حيث فاجأ نجاح الفيلم الدولي الكثيرين، بما في ذلك أوتومو. في مقابلة مع Otaku Mode، اعترف المخرج أنه لم يصنع الفيلم مع وجود جمهور أجنبي في الاعتبار. ويجب أن يكون ستيفن سبيلبرغ وجورج لوكاس قد استوعبوا هذا الأمر. حيث رفض الثنائي الشهير الفيلم عندما عُرض عليهما فرصة إحضار Akira إلى الولايات المتحدة في عام 1987. لأنهم لم يعتقدوا أن الفيلم سوف يجذب الجماهير الغربية.

لكنه فعل ذلك، والأهم من ذلك، لم يكن عليه تغيير نفسه للقيام بذلك. حتى اليوم، لا تزال الشركات تعدل الرسوم المتحركة لتناسب الجماهير خارج اليابان. لذلك، ليس إنجازًا عاديًا أن فيلم ِAkira كان قادرًا على النجاح دون تقليص العنف (كما رأينا في Robotech) أو تخفيف الحوار. وكان هذا مهمًا بشكل خاص لأن المراجع والأسماء اليابانية غالبًا ما تمت إزالتها أثناء عملية الترجمة.

الفيلم الذي وقع في حبه الجماهير كان يابانيًا حقًا. حيث حُفرت شوارع طوكيو الجديدة المفعمة بالحيوية والمضطربة في قلوب رواد السينما الأجانب. ومع ذلك، على الرغم من تصريحات أوتومو حول جمهوره المستهدف، إلا أن Akira ناضج بمراجع الثقافة الشعبية الغربية. تشبه طريقة تصوير طوكيو الجديدة طريقة تصوير لوس أنجلوس في Blade Runner. ناهيك عن أنهما يقعان في نفس العام، 2019.

على هذا النحو، تشعر أن Akira غريب بشكل فريد ولكنه مألوف أيضًا. لم يكن بعيدًا عن أفلام الخيال العلمي التي هيمنت على شباك التذاكر الغربي في ذلك الوقت. بعد كل شيء، لا تحصل أفلام الرسوم المتحركة على نفس الميزانية أو القيود التكنولوجية مثل أفلام الحركة الحية. ودفع نجاح الفيلم الأنمي إلى صدارة عقول الناس، وأرادوا المزيد منه. وكان الغرب منفتحًا لمشاهدة الرسوم المتحركة من المناطق الأخرى.

أقرأ أيضًا: فيلم Planes, Trains & Automobiles يحصل على نسخة جديدة من بطولة ويل سميث

فيلم Akira لم يأخذ فقط من الثقافة الشعبية، بل أضاف إليها. حيث أشارت العديد من الأفلام المسلسلات وحتى الموسيقيين إلى فيلم Akira. ظهرت دراجة كاندا في فيلم Ready Player One للمخرج سبيلبرغ، ويشيد الفيديو الموسيقي لأغنية Kanye West “Stronger” بالفيلم. وأثر الفلم أيضًا على جيل كامل من صانعي أفلام هوليوود.

ذكر ريان جونسون في Reddit أن فيلم Akira كان أحد أسباب الإلهام وراء فيلم الخيال العلمي Looper. وبالمثل، أثر الفيلم الخالد على مسلسل Stranger Things على منصة Netflix للمخرجين Duffer. وليس من المستغرب أن يركز كلا العرضين على الأطفال ذوي القدرات الخارقة.

يمتلك كيد من فيلم Loober قوى من المفترض أن تحوله إلى تهديد وحشي في المستقبل. ويشير هذا إلى تحول تيتسو الوحشي في نهاية فيلم Akira. ومن ناحية أخرى، يبدو أن الأخوين Duffer، مع إيليفن، يركزان أكثر على موضوع الأنمي للتجربة على الأطفال. في إحدى الحلقات الأخيرة، كانت إيليفن تتزامن مع أطفال آخرين يتمتعون بقوى غامضة، تمامًا مثل إيسبيرز في عمل أوتومو المتميز.

كما فتحت مواضيع Akira الناضجة ورسائلها الفلسفية الباب أمام الرسوم المتحركة الغربية الموجهة للبالغين. بدون Akira لما حصلنا على عروض مثل The Simpsons وArche وBatman: The Animated Series.

يمكن الشعور بتأثير فيلم Akira في جميع أنحاء العالم. حيث يعتبر المعيار الذهبي لأفلام الرسوم المتحركة، حتى بعد 30 عامًا، الأنمي هو الهدية التي تستمر في العطاء. أثبت المشروع الطموح ونجاحه أن أفلام الأنمي، على وجه الخصوص، لم يكن عليها أن توجه للأطفال حتى تكون مربحة.

دفعت المخاطر التي تحملها أوتومو شركات الرسوم المتحركة إلى استهداف النجوم. الإعدادات التفصيلية وأنماط الرسوم المتحركة المتطورة التي أدت إلى بث حياة جديدة في عوالمنا الخيالية الحالية. لا شك أن العديد من أفلام وعروض الرسوم المتحركة والخيال العلمي العظيمة لجيلنا تدين كثيرًا لفيلم Akira.