مع طرح Blue Beetle.. مخاوف من إخفاق جديد وما أسباب تراجع شعبية Marvel و DC Comics؟

مع طرح Blue Beetle بالسينمات العالمية في 18 أغسطس 2023 لا يزال الاهتمام كبيرًا في وسائل الإعلام بأخبار الفيلم الذي سبقه جدل كبير والسبب هو ضعف الإقبال على مشاهدة العرض الدعائي الخاص بالفيلم خاصة على "يوتيوب"، وهو ما أثار موجة من القلق داخل أوساط شركة "دي سي" كوميكس حول الإيرادات المتوقعة للفيلم.

والأزمة الحقيقية لا تكمن في التوقعات السلبية الخاصة بالفيلم، ولكن الأخبار السلبية التي تحيط بعالم دي سي كوميكس بشكل عام،  بسبب عدم تحقيق فيلم Shazam! Fury of the Gods الخاص بالشركة النجاح المنتظر، بل وأكثر فقد حقق الفيلم 133 مليون دولار فقط في شباك التذاكر العالمي، ولم تتجاوز أرباحه في الولايات المتحدة وكندا حاجز 58 مليون دولار!

مع العلم أن الفيلم قد كلف خزينة دي سي كوميكس قرابة 125 مليون دولار، وحصل الفيلم على تقييم 47 من 100 في تقدير النقاد، وقد شاهدت الفيلم بشكل شخصي وأرى أن تقييم النقاد يشجع الفيلم بقدر أكبر مِن إمكانياته الحقيقية، وقد ازداد الأمر سوءًا بسبب الهجوم على الشركة المنتجة من بطل الفيلم نفسه زكاري ليفي الذي انتقد الترويج للفيلم، والتحضيرات للفيلم بشكل عام.

الحقيقة إن تراجع إيرادات أفلام القصص المصورة لم يقتصر فقط على شركة دي سي كوميكس بل قد شمل أيضًا شركة "مارفل"، ففيلم  Ant-Man and the Wasp: Quantumania الذي عرض في فبراير من هذا العام قد حصل أيضًا على تقييم 48 من 100 درجة في تقدير النقاد على موقع IMDB العالمي.

وعلى الرغم من ذلك فقد حقق أرباح تقدر بقرابة 214 مليون دولار داخل الولايات المتحدة وكندا، وميزانية الفيلم قد تجاوزت 200 مليون دولار أمريكي، لكن ما جعل الفيلم يحقق نجاحًا تجاريًا هو قدرته على تجاوز 476 مليون دولار أمريكي بحساب أرباحه خارج الولايات المتحدة وكندا.

نرشح لك: صراع مارفل ودي سي.. ماذا تعني كل منهما؟ ولماذا تتشاجران على الدوام؟

الحقيقة أن هناك العديد من الأسباب لتراجع أفلام القصص المصورة على المستوى التجاري والفني، ولعل أبرزها يتلخص في 4 نقاط رئيسية نناقشها معكم اليوم في "أراحيك فن".

أولها هو انسحاب نجوم الصف الأول وهروبهم من بطولة أفلام القصص المصورة، ولهذا لجأت شركة دي سي كوميكس ومارفل لنجوم من الصف الثاني من النجوم الشباب الذين لا يمتلكون الأداء الفني الذي يضمن للمشاهد الحد الأدنى من المتعة التمثيلية.

لقد أصبح المعيار الأبرز الآن في هوليوود لتحصل على دور في أفلام مارفل أو دي سي كوميكس هو شهرة الممثل على منصات التواصل الاجتماعي وليس الأداء الفني الخاص بهم، لم تعد الشركات تهتم بالأداء الخاص بالممثل، ولم ينتبهوا لخسارتهم لنجوم الصف الأول الذين في وجهة نظرهم غير مناسبين وجذابين للجيل الجديد من المراهقين الذين تستهدفهم الشركة بأفلامها.

نرشح لك:  بعد استخدامها للذكاء الاصطناعي في مسلسل Secret Invasion.. هل نالت “مارفل” مرادها وسط الجمهور؟

فبالنسبة لمارفل خسرت الشركة النجم روبرت داوني جونير في شخصية آيرون مان، وخسرت أيضًا كريس إيفنز في شخصية كابتن أمريكا، وهيو جاكمان في شخصية وولفرين، وغيرهم من نجوم الصف الأول الذين اتجهوا لأعمال سينمائية أخرى، لتلجأ الشركة لأبطال شباب من أمثال صوفي تيرنير بطلة مسلسل صراع العروش، والنجمة جينيفر لورانس في سلسلتي مارفل وX-Men لتتراجع أفلام الشركة فنيًا بشكل ملحوظ.

وبالنسبة لشركة دي سي كوميكس فقد خسرت جهود النجم الكبير بين أفليك الذي قدم شخصية باتمان بمنتهى الإتقان وقد حقق نجاحًا تجاريًا معهم وأيضًا أشاد النقاد بما قدمه النجم في دور شخصية باتمان ولم يتوقف الأمر عنده بل أيضًا خسروا النجم هنري كافيل الذي قدم شخصية سوبر مان في فيلم Man of Steel المنتج عام 2013.

وقد شارك في كتابة المعالجة الدرامية لهذا الفيلم واحد من أبرز صناع السينما في وقتنا الحالي وهو المخرج والكاتب الكبير Christopher Nolan وقد تخلت الشركة عن خدماته بسبب عدم اقتناعها بالرؤية التي قدمها لسلسلة أفلام سوبر مان! نحن نتحدث هنا عن واحد من أبرز صناع السينما في العالم.

وأيضًا خسارة المخرج العالمي Zack Snyder والذي قد عاني من النقد عن طريق شركة إنتاج أفلام دي سي كوميكس بسبب أن أفلامه سوداوية وليست "مضحكة ومسلية" بما فيه الكفاية لجذب الجمهور مثل أفلام مارفل! لينسحب الرجل ومعه أفكاره المتميزة وتسقط دي سي كوميكس بعده في فخ الأفلام المضحكة فعلاً والتي بدلاً من اضحاك الجمهور أصبحت تضحك النقاد على خيبتهم!

والدليل الأبرز على خسارتهم الفادحة للمخرج زاك سنايدر هو ما حدث لفيلم Blue Beetle والذي تم عرضه مؤخرًا، فالفيلم لم يحصل على حملة الدعاية المناسبة وحتى إعلانه عَبر منصة يوتيوب لم يحصل على نسبة مشاهدات عالية مما جعل  Zack Snyder يساند الشركة التي تخلت عنه ويروج بنفسه إعلان الفيلم داعيًا الجمهور لمشاهدته.

ولعل السبب الثاني لتراجع أفلام القصص المصورة تجاريًا وفنيًا هو إضراب الكتاب في هوليوود بسبب المعاملة المجحفة التي يتعرضون لها من شركات الإنتاج الكبرى والتي تصرف ببذخ على الممثلين في الصف الأول وتحقيقهم أرباح بملايين الملايين بينما الكتاب والمؤلفون يتقاضون "ملاليم" حرفيًا مقابل قيامهم بالدور الأبرز وهو معالجة الفيلم فنيًا.

ولعل هذا الإضراب قد تسبب في تأجيل العديد من الأعمال في هوليوود وتراجع مستوى الأعمال الأخرى التي التزمت بمواعيد العرض الخاصة بها ولجأت لمؤلفين خارج رابطة الكتاب والمؤلفين تتسبب في تدني المستوى الكتابي والحواري لكافة أعمال هوليوود في الفترة الحالية سواء في السينما أو الدراما.

نرشح لك: “أنتم لستم وحدكم”.. مشاهير يدعمون إضراب كتّاب هوليوود وعالم مارفل أكثر مَن يعاني!

ولعل السبب الثالث الذي نتكلم عنه هنا هو الاعتماد على المؤثرات البصرية كعامل الجذب الأبرز.

فمعظم أفلام مارفل أو دي سي كوميكس حاليًا تعتمد في المقام الأول على المؤثرات البصرية كعامل الجذب الوحيد للمشاهد الذي لم يعد يجد في أفلامهم أي فن حقيقي.

ولم يعد هذا العامل مقتصرًا فقط على أفلام القصص المصورة كالسابق، بل أصبح هناك العديد من الأفلام التي تنافس في جودة المؤثرات البصرية لتسحب الستار عن أفلام مارفل مثل استخدام تكنولوجيا تصغير العمر في فيلم أندايانا جونز الأخير من بطولة النجم هاريسون فورد.

ولطالما ظنت شركات الإنتاج الخاصة بأفلام القصص المصورة أن قاعدة محبي القصص المصورة الكبيرة هي التي ستدعم أفلامهم في السينما.

نرشح لك: مشوار مارفل من قمة البوكس أوفيس إلى وسط الجدول.. الأكوان المتعددة لن تنقذ عالمه!

والحقيقة أن الرهان على شعبية القصص المصورة فقط ليس كافيًا أيضًا وأن جودة الفيلم نفسه تعتبر هي مركز الثقل الأولى بالالتفات إليه في الأعمال المقبلة التي تبدو الرؤية الخاصة بها سواء في دي سي كوميكس أو مارفل ضبابية للغاية!