مع قرب إطلاق لعبة Marvel’s Spider-Man 2.. هل اتجهت هوليوود لاقتباس قصص الألعاب من الأفلام؟
مع اقتراب إطلاق لعبة Marvel's Spider-Man 2 على منصة الألعاب الشهيرة PS5 بتاريخ 20 أكتوبر 2023، تردد سؤال مهم في الأذهان ونطرحه اليوم في "أراجيك فن"؛ هل أصبحت قصص الألعاب أكثر نجاحًا من قصص الأفلام نفسها؟ خاصة تلك الألعاب التي تتحدث عن الأبطال الخارقين، أم أن نجاح الأفلام يدفع بتحويلها لألعاب؟
والإجابة على هذا السؤال أمر شديد التعقيد، خاصة في الألفية الجديدة، بعد أن أصبحت العلاقة شديدة ما بين الألعاب والأفلام أو حتى الأعمال التلفزيونية وخاصة في السينما العالمية، وقد بدأت هذه العلاقة قديمًا وكان التأثير الأكبر فيها للأفلام والأعمال التلفزيونية في هوليوود على الألعاب، فبسبب نجاح العديد من الأفلام أصبح طلب تحويلها إلى ألعاب أمر مطلوب وملح.
خاصة ألعاب مثل الفيلم الشهير The Mummy والمنتج في عام 1999 والذي حقق نجاحًا مبهرًا في السينما العالمية، وقد نال على تقييم 7.1/10 في موقع الأفلام الشهير IMDB، وقد تجاوزت مبيعات تذاكر الفيلم حول العالم أكثر من 400 مليون دولار أمريكي، وقد جاء من بطولة النجم الشهير براندون فريزر، والنجمة الجميلة راشيل وايز.
وسرعان ما دفع هذا النجاح المبهر إلى إنتاج لعبة حملت نفس الاسم The Mummy في العام 2000، وقد حققت اللعبة نجاحًا كبيرًا مدفوعة بذلك النجاح الكبير لقصة الفيلم، وقد لفت هذا الأمر قوة التأثير ما بين ألعاب الفيديو والسينما، مما أدى لظهور علاقة أخرى بين الألعاب والسينما بشكل خاص وهي الإنتاج المتزامن.
ولعل أبرز الأفلام التي عبرت عن هذه الفكرة هي لعبة Tomb Raider والتي ظهرت في العام 2001 وقد حققت نجاحًا كبيرًا، وفي نفس العام أيضًا تم إنتاج فيلم Lara Croft: Tomb Raider وقد حقق الفيلم أيضًا نجاحًا تجاريًا كبيرًا تجاوزت ربع مليار دولار، وقد جاء من بطولة النجمة العالمية أنجلينا جولي.
وقد تبادلت اللعبة مع الفيلم التأثير فيما بينهما، فقد ساهم نجاح اللعبة في الدعاية للفيلم، وأيضًا ساهمت اللعبة في زيادة شعبية الفيلم، ليصبح التأثير هنا أقرب إلى تبادل المنفعة، فلم تعد الأفلام هي التي تمد الألعاب بقصتها ونجاحها، بل أصبح التأثير متبادلاً، وهذا قد شكل نقلة نوعية في العلاقة ما بين الأفلام والألعاب.
واعتمدت هذه الفكرة على إعداد قصة تصلح لأن تصبح لعبة فيديو شهيرة وناجحة وأيضًا يسهل تقديمها على شاشات السينما، وقد كان هذا هو التفكير منذ البداية، مما ساهم في رفع دور ألعاب الفيديو كعوامل جذب لجمهور السينما، وكشكل من أشكال الدعاية وأيضًا الربح التجاري بشكل كبير.
أفلام باتمان.. نقلة في ألعاب الفيديو!
ولعل أبرز العوامل التي جعلت تأثير ألعاب الفيديو على الأفلام محدودًا في بدايته هو عدم قدرة ألعاب الفيديو على تقديم تجربة متكاملة من ناحية الجرافيك وتجربة اللعبة تماثل أفلام السينما في حيويتها وسرعتها، ولعل هذا الحاجز الكبير ما بين ألعاب الفيديو والأفلام قد قامت شخصية "باتمان" في هدمه من جذوره.
لكن أيضًا كان عامل السبق فيه يعود إلى أفلام السينما، ففي الفترة التي شهدت عودة أفلام شخصية دي سي كوميكس الشهيرة "باتمان" الرجل الوطواط إلى شاشات السينما من خلال فيلم batman begins في عام 2005، والذي جاء من بطولة النجم العالمي كرستيان بيل، ومن إخراج العبقري كريستوفر نولان، وقد حقق الفيلم نجاحًا مبهرًا وقد حصل على تقييم 8.2/10 وقد حقق أرباح تقدر بأكثر من 375 مليون دولار أمريكي.
مما دفع صناع العمل إلى إنتاج ثلاثية أفلام باتمان الأشهر عَبر التاريخ، وذلك بتقديم الجزء الثاني The Dark Knight عام 2008 والذي حصد تقييم 9/10 في موقع IMDB، وحقق أرباح عالمية تجاوزت المليار دولار أمريكي، خاصة بعد القصة العبقرية التي قدمها المخرج كريستوفر نولان كواحد من أبرز صناع السينما في العالم، وقد نجح هذا الفيلم وهو الفيلم الثاني في ثلاثية باتمان لنولان في إعادة شعبية شخصية باتمان الشهيرة.
نرشح لك: بعد Oppenheimer.. كريستوفر نولان يصدم جمهور “باتمان” تجاه مشروعه السينمائي المقبل!
ولهذا فقد أرادت شركات الألعاب استغلال هذا النجاح، فقامت الشركة المنتجة للفيلم بإنتاج لعبة الفيديو الشهيرة Batman: Arkham City في عام 2011، والتي تعتبر حتى يومنا هذا واحدة من أفضل ألعاب الفيديو في التاريخ، لكن هذه اللعبة قد قدمت أيضًا خطوة جديدة في تطور ألعاب الفيديو المعتمدة على شخصية تم تقديمها في الأفلام.
فالجديد الذي قدمته اللعبة هو القصة المختلفة، فقد قدمت اللعبة قصة مختلفة تمامًا عن شخصية باتمان في أفلام كريستوفر نولان، ومن هنا بدأت الألعاب تستقل في قصتها عن الأفلام، فبدلاً من نقل قصة الفيلم إلى اللعبة مع تغييرات بسيطة، قامت اللعبة هنا باعتماد قصة مختلفة عن الأفلام، واعتمدت اللعبة على إنتاج ضخم وإعداد قوي للقصة والجرافيك، لتصبح اللعبة هنا من ناحية القصة عملاً مستقلاً عن الفيلم.
بالتأكيد استفادت اللعبة من نجاح الفيلم، ولكنها أيضًا اعتمدت على عوامل ذاتية ومختلفة قدمتها لجمهور الألعاب، وقد تغير بعدها مستقبل ألعاب الفيديو تمامًا، فهذه كانت الخطوة التي دفعت ألعاب الفيديو نحو تقدمها الأكبر بل وبدأ مرحلة تفوقها في القصة على أفلام السينما، حيث أصبحت ألعاب الفيديو تدرك أهمية القصة في نجاح اللعبة.
ألعاب الفيديو VS أفلام السينما العالمية
بعد خطوة افلام باتمان، جاءت العديد من الخطوات التي قامت باستغلال نجاح قصص الأفلام في إنتاج ألعاب فيديو، وقد اعتمدت معظم ألعاب هذا النوع على قصص أفلام مارفل ودي سي كوميكس، خاصة لعبة سبايدر مان التي أصبحت واحدة من أبرز ألعاب الفيديو عَبر التاريخ.
والتي وعلى الرغم من اعتمادها على نجاح أفلام Spider Man التي قدمها النجم توبي ماجواير في العام 2002، ومن بعدها سلسلة أفلام The Amazing Spider-Man والتي بدأت في عام 2012 من بطولة النجم أندرو جارفيلد والنجمة إيما ستون، ثم مؤخرًا سلسلة أفلام Spider-man والتي قدمها النجم توم هولاند، والتي بدأت بفيلم Spider-Man: Homecoming في عام 2017.
وقد حققت كل سلاسل أفلام سبايدر مان نجاحًا مبهرًا، ساهم في إنتاج ألعاب عديدة تحمل اسم سبايدر مان، لعل أبرزها The Amazing Spider-Man في عام 2012، ولعبة The Amazing Spider-Man 2 عام 2014، والتي واكبت سلسلة أفلام سبايدر مان في هذه الفترة.
ثم من بعدها اللعبتين الأشهر لشخصية سبايدر مان وهما Marvel's Spider-Man عام 2018 والتي انطلقت على منصات بلايستيشن 4 ومايكروسوفت، ثم لعبة Marvel's Spider-Man: Miles Morales في عام 2020 والتي بدأت في تقديم شخصية سبايدر مان بشكل مغاير تمامًا للفيلم لتتخذ بعدها ألعاب سبايدر مان مسارًا مستقلاً بها في القصة والإبداع.
لتأتي حاليًا لعبة Marvel's Spider-Man 2 والتي تقدم تجربة قصة مختلفة لتعيد إلى الأذهان شخصيات ومحاور في قصة سبايدر مان لم تحقق نجاحًا كبيرًا على شاشة السينما، مما يجعل ألعاب الفيديو حاليًا تسبق ربما في إبداعها ما يتم تقديمه في السينما، فشخصية مثل lizard والتي لم تنجح أفلام سبايدر مان في السينما بتقديمها بشكل أفضل، قد جعلتها الآن لعبة Marvel's Spider-Man 2 محط أنظار العالم كله، كواحدة من أكثر الألعاب المرتقبة.
أسباب تفوق قصص الألعاب على حبكة السينما
ولعل مؤخرًا وخاصة في الـ 10 سنوات الأخيرة، قد أصبحت قصص الألعاب أكثر تعقيدًا وتفوقًا على الأفلام السينمائية، خاصة وأنها قدمت شخصيات أصلية تم كتابتها خصيصًا للألعاب، مثل لعبة The Witcher 3: Wild Hunt في عام 2015 والتي اقتبست من قصة أدبية، لدفع نجاحها الساحق نحو تقديمها في شاشات التلفزيون عَبر مسلسل نتفليكس The Witcher في عام 2019.
وأيضًا سلسلة الألعاب الشهيرة Uncharted والتي بدأت في عام 2007، وهي شخصية أصلية لألعاب الفيديو، كتبت خصيصًا للألعاب، وقد دفع نجاحها الكبير لتقديمها عَبر شاشات السينما في فيلم Uncharted في عام 2022، والذي جاء من بطولة النجم الشهير توم هولاند، والنجم الكبير مارك وولبرج، وقد حقق الفيلم تقييم 6.2 في موقع IMDB، وقد حقق مبيعات تجاوزت 400 مليون دولار أمريكي.
شخصيات ألعاب أصلية منتظرة
ولعل هناك المزيد من الشخصيات الأصلية لألعاب الفيديو التي حقتت ألعابها نجاحًا كبيرًا عَبر منصات الألعاب المختلفة، والتي ينتظر الجمهور بفارغ الصبر تقديمها عَبر شاشات السينما والتلفزيون، ولعل أبرزها شخصية كريتوس، من سلسلة الألعاب الشهيرة GOD OF WAR، وشخصية جين ساكاي، من اللعبة الشهيرة Ghost of Tsushima، وأيضًا شخصية أرثر مورجان من لعبة Red Dead Redemption 2.. الاَن عزيزي القارئ؛ مَن شخصياتك المفضلة المنتظرة؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.