أفلام ستجعلك تشكّك في الحياة والواقع من حولك!
قد نتفق جميعا أن كل فيلم سينمائي نُشاهده يفعل فينا فعله، يُداعب جزءً من شخصياتنا وأرواحنا، نحب متابعة الأفلام لأننا قد نجد فيها ربما هروباً لحظياً من الواقع الذي نعيش أو حالة نفسية تتملكنا، بعضها يُدغدغ أحاسيسنا فندخل في دوامة زخمة من المشاعر الإنسانية، وذلك نمط سينمائي تكاد لا تخلو منه الأفلام عموماً.. لكن هناك نوع آخر نادر، أو لنقل لن يجذب لمشاهدته سوى من رأى أبعد مما تُقّدمه للمشاهد أو قصة الفيلم بحد ذاتها.
إني أتحدث عن تلك الأفلام التي تُخاطب عقولنا مُباشرة وتجرف المُتابع عبر موضوع مشاهدها، طبيعة أبطالها، الحوارات المُنتقاة بدقة وحتى الموسيقى التصويرية إلى عالم من الرموز المشفرة ورسائل غامضة تجعلنا نعيد مشاهدتها أكثر من مرة دون ملل وفي كل مرة سوف نكتشف شيئاً مختلفاً. إنها تدفعنا إلى طرح تساؤلات جدّية حول مدى صحة كل ما نعرفه عن عالمنا وما تربينا على تصديقه على أساس أنه حقائق مُسلم بها، هذه خمسة أفلام هوليودية ستوسع آفاقك وتوقظ لديك ملكات التخيل والتشكيك بكل ما يدور حولك:
They Live – 1988
رغم أنه يعود إلى فترة الثمانينات، فهذا الفيلم من تمثيل المصارع الكندي السابق رودي بايبر وإخراج جون كاربنتر لم يأخذ حقه من الشهرة نظراً لضعف ميزانية الإنتاج وغباء مشاهد الأكشن إضافة إلى عنصر المخلوقات الفضائية، كلها عوامل أدت إلى تدني قيمته السينمائية واتسامه بشيء من البله والغرابة، ولكنه يستحق فعلاً المُشاهدة بتمعن لهذا السبب؛
يحكي الفيلم عن عامل البناء الذي وجد نظارات من نوع خاص تجعل من يرتديها يرى كل شيء من حوله على حقيقته، ليكتشف رسائل لا شعورية تبثها وسائل الإعلام والشركات التجارية الكبرى للعامة أي الجماهير المُستهلِكة مثل:
- ابق نائماً
- ابق خاضعاً للسلطة
- شاهد التلفاز
والأوراق المالية التي تُصبح بيضاء وتحمل رمزاً ورسالة خفية واحدة؛ «هذا هو إلهك»، حيث تعمل كل الأجهزة الحكومية في هذه الحملة لصالح الكائنات الفضائية بهدف إبقاء الجنس البشري مكبوتاً وتحت السيطرة.
The Matrix – 1999
طبعاً حين يجتمع عباقرة التمثيل، الإخراج، فنانو أحدث ابتكارات المؤثرات الخاصة ومُبدعو كتابة الخيال العلمي سنحظى بفرصة الاستمتاع بتحفة سينمائية خالدة، يعج الفيلم بالرمزية حتى في أسماء الشخصيات وطبيعتها، ويحق لكل مُشاهد ترجمة ما يشاهد كما يشاء ولكن تبقى الرسالة الأساسية هي حث الجماهير على طرح الأسئلة والتشكيك في الواقع الذي نفترض أننا نعيشه ويُرمّز لذلك من خلال مفهوم المصفوفة والاختيار الذي قام به نيو ليذهب لبلاد العجائب ويرى الحقيقة كما هي عوض البقاء في واقع أشبه بالحلم تتم برمجته من طرف الآلات.
وفي هذا إشارة قوية إلى العوامل المختلفة التي تتحكم في أسلوب حياتنا مثل الأنظمة الحكومية، الاقتصاد العالمي، وطبعاً الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي الذي أصبح ككون موازي لكوننا وهواء نكاد لا نتنفس غيره، ومع ذلك نستمر بالاعتقاد بأننا أحرار ونعلم كل شيء، ولكن لن يتحقق ذلك إلا إذا استيقظنا من الحلم وبدأنا بطرح بعض الأسئلة.
Avatar – 2009
كلنا نعرف أنماط جيمس كاميرون في الإخراج، من بينها أنه يحب دائماً تقديم الأدوار النسائية القوية وإضفاء استعارة ورمزية خفية في أعماله، ولكن هذا الفيلم بالضبط يُعدّ ملحمة سينمائية فيها إشارات تاريخية أسطورية روحية تتعدد قراءاتها، ولكن تبقى الرسالة العامة للفيلم تتمحور حول فكرة واحدة وهي أن الحضارة البشرية المعاصرة رغم وسائلها التكنولوجية أو أي قوة عسكرية كيف ما كانت عدتها وعددها، لن تستطيع أبداً أن تَمحو من الوجود كل ماله صلة بالطبيعة الأم والسكان الأصليين، ونظم ثقافتهم.
ولا ننسى الإشارات القوية لفكرة أن جميع المخلوقات متصلة ببعضها في نوع من الوعي الكوني من خلال الطبيعة لذا يجب احترامها والعودة إليها في فلسفة حياتنا.
Inception – 2010
من أجمل الأفلام التي تقود عقل المشاهد إلى متاهة غامضة ومُمتعة، يشاع أن 10 سنوات هي المدة التي استغرقها المخرج كريستوفر نولان لكتابة السيناريو، يجعلنا الفيلم نتساءل عن العلاقة بين الواقع كما نراه والأحلام، لأننا كما يُخبرنا البطل لا نستطيع تذكر بداية أحلامنا ونظن أنها تغطي مدة زمنية طويلة في حين أنها لا تستغرق سوى حيّز وجيز من الوقت يكاد لا يتجاوز بضع دقائق أو ثواني!
فماذا لو كانت أحداث حياتنا بأكملها مُجرد حلم داخل حلم شخص آخر أو مخلوق عملاق!! بما أن الأحلام هي الموضوع العام للفيلم، فقد كان هناك تطرق إلى تحليل سيكولوجيتها وتفكيك الميكانيزمات التي تبنيها وتربطها بالواقع المادي من خلال شخصية المهندسة المعمارية التي استعان البطل بمهاراتها للقيام بعمليات زرع الأفكار لأن لا وعيه كان يُخرّب كل عملية يريد القيام بها بسبب إحساسه بعقدة الذنب تجاه حادث موت زوجته.
هنا أيضاً نرى أن اللاوعي والأفكار التي نؤمن بها على مُستوى عميق أو تلك التي زُرعت في أعماقنا قد تُساهم في تشكيل واقعنا الحالي وهو ما يؤكده علماء النفس.
Lucy – 2014
تُقدّم الجميلة سكارليت جوهانسن شخصية لوسي، امرأة تعرضت لحادث رهيب خارج إرادتها جعلها تحت رحمة عصابة آسيوية لأنهم وضعوا في بطنها كيس مخدر اصطناعي قوي، ولكنها سوف تتحول إلى امرأة خارقة بعد أن تسربت المادة الغريبة إلى جسمها.
مخرج La Femme Nikita الفرنسي، لوك بيسون، استعمل قالب الخيال العلمي لتقديم صورة علمية فلسفية عن قدرات الدماغ البشري اللا محدودة، فإذا كنا نستعمل 10% من قدراتنا العقلية فكيف بلوسي التي تمكنت للوصول إلى نسبة 100%.
في حضرة المخضرم مورغان فريمان في شخصية بروفيسور نورمان، يأخذ الفيلم لمسة وثائقية في بعض المشاهد ولكنه يستحق حتماً المشاهدة. الدعوة صريحة للإيمان بالعقل البشري وتعزيز كفائاته غير المحدودة لتحقيق أكبر استفادة منه عوض تدميره بالتفكير السلبي، المخدرات، وشتى أنواع التدمير الذاتي.
لقد كان مبدأ التشكيك في الحقائق المُسلّم بها هو الخطوة الأولى نحو أكبر وأعظم الاستكشافات الإنسانية، فمن كان يظن أن هناك نوع آخر من الجاذبية؟ أو أن هناك ثروات تفوق الخيال مهربة في الظل وأصحابها يدعون الإصلاح في الأرض؟! هذه أمثلة فقط لملايين الحقائق الغامضة التي تنتظر الاستكشاف!! إذا فاتتك فرصة متابعة هذه الأفلام فلا تبخل على نفسك بمتعة الإبحار في عوالم الرموز، وحتى إن سبق وشاهدتها فقد تريد أن تعطي نفسك فرصة إعادتها وتحليلها من زوايا جديدة مُختلفة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الافلام دي كلها ممتازة فعلا وبتتكلم عن أفكار فلسفية بشكل واضح او مبطن .. لكن محتاج مقال آخر بيتكلم عن مجموعة تانية من نفس الفكرة.
تحياتي
افاتار فيلم خيال علمي كويس بس فيه شوية اشياء مش منطقية حسب فكرة الفيلم زي انه لو مات الافاتار تموت الشخصية الحقيقية وما علاقتها بالشخصية الحقيقية هي مجرد جسد يتم التحكم فيه من خلال الشخص الاصح اذا مات الشخص الافاتاردا ما يشتغلش بس ليه العكس بقا مش مقتنع
بس ايه علاقة موت الافاتار بموت الشخص وفي النهاية الشخص يتحكم فيه بعقله وليس بجسده
من اسوء الافلام التي شاهدتها افاتار مقزز….
Lucy. WTF.
Are you serious? Dude.
لا يشكك في الحياة من حوله إلا الإنسان الغبي