تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

“كريستال” و”ستيلتو” و”عروس بيروت”.. ما المتعة التي تحققها الدراما التركية المعربة؟

كريستال وستيليتو وعروس بيروت الدراما التركية المعربة
علي عمار
علي عمار

6 د

سؤالٌ يطرح بكثرة مع زيادة الإنتاج حول ما يعرف بالدراما التركية المعربة ونلقي الضوء عليه اليوم في "أراجيك فنما المتعة التي تحققها مشاهدة عملٍ دراميٍ مستنسخ عن الأصل؟ خاصة أن تلك الأعمال المستنسخة، تمت مشاهدتها سابقًا بنسختها المدبلجة إلى اللغة العربية.

إذًا القصة والشخصيات والحبكة، كلها معروفة وغير المبهمة للجمهور العربي. حتى وإن لم تحقق الأعمال التركية المدبلجة، حضورًا وانتشارًا فهي متواجدة، ويستطيع المتلقي العربي، البحث عنها مدبلجة أو بلغتها الأم، ومعرفة ما طبيعة العمل، وحدوته، وتفاصيله، لاكتشاف أحداثه والآلية التي يسير عليها المسلسل المعرب، في أثناء عرضه.

غالبًا ما تأتِ المسلسلات المعربة، شبيهة تمامًا للأصل، حكاية، ومعالجة، وأماكن تصوير، أي يتم نقل الواقع التركي حرفيًا، ولكن بوجوهٍ عربية. 

وقلة قليلة من هذه المسلسلات، حاول المشرفين عليها من كتاب عرب، الاجتهاد فيها والتذاكي باللعب في بعض الخطوط الدرامية، أو التدخل في شكل النهايات، ولكن غالبًا لا يحدث ذلك فرقًا كبيرًا، بل تخرج النسخة المعربة أقل وهجًا من التركية!


علاقة العرب بالدراما التركية 

علاقة الجمهور العربي مع الدراما التركية بدأت منذ 16 عامًا، حيث شهد عام 2007 إذاعة عملين يعتبران من كلاسيكيات المسلسلات التركية المدبلجة، والأكثر شهرة أيضًا، هما: "نور" و"سنوات الضياع". 

على الرغم من أن الساحة الدرامية العربية كانت تعج بالأعمال الفنية المهمة وقتئذٍ، والدراما السورية تعيش ازدهارًا وانتشارًا لم تختبره سابقًا، إلا أن طبيعة الأعمال التركية، جذبت المتلقي العربي إليها، وخلقت معه أُلفة سريعة.

بدايةً بسبب اللهجة السورية المحببة عربيًا والتي تم اعتمادها للدبلجة، وبساطة الحدوتة، فأغلب قصصهم تتمحور حول الحب، ورومانسية الحب نادرة في درامانا، وتحديدًا قصص حب الأثرياء.

فالأعمال التركية التي صُدرت، تتناول الطبقات المخملية، وحتى الطبقة الفقيرة لا تعاني مثلنا في تلك الدراما. بالإضافة إلى القصور الفارهة، والطبيعة الخلابة، والألوان، والأزياء، وكأنه فيديو كليب طويل جدًا. أي هم يهتمون بكل التفاصيل التي تودي إلى البهرجة واللمعان كصورة نهائية، أكثر من طرح قضايا مهمة يهتم لها الأتراك. 

هناك من اعتبرها موضة -غيمة سودة وبتعدي- خصوصًا من لديه شيء من التعصب تجاه الدراما العربية، والمحلية، أقصد هنا السوريون، كون الدبلجة كانت باللهجة السورية، والأعمال التركية أثرت على تواجد الدراما السورية في المحطات العربية، وبالتالي نوعية الأعمال المنتجة، حيث صار جل الاهتمام منصبًا باتجاه نوع معين من الإنتاجات، دون أن نغفل عن ذكر تأثير الحروب الدائرة في منطقتنا على ذلك. 

تراجع حضور الدراما التركية قليلًا، حيث مل المشاهد العربي رؤية كل ذلك الذهب الذي يلمع، أدرك زيف هذا اللمعان -حتى أنصارها- واشتاق بتوق للمسلسلات التي تحاكي همومه، وأوجاعه، وأحلامه، عبر نصوصٍ أصلية مبتكرة. بعيدًا عن الأفكار الساذجة، والقصص التي لا تقترب من عاداتنا وتقاليدنا. 

لكن المحطات العربية ونذكر هنا مجموعة قنوات MBC، كانت تريد إعادة إحياء العصر الذهبي (للريتينغ) الذي حققته لها المسلسلات المدبلجة. لذا ارتأت إعادة إنتاج المسلسلات التركية بممثلين سوريين ولبنانيين.

ولكن بنفس الشروط الفنية للمسلسلات التركية، وشروط البهرجة والامتاع، لناحية البناء الدرامي الفني. مستفيدةً من وجود منصة رقمية (شاهد)، تدعم تواجدها الإعلامي، وبهذه الحالة تجمع حولها كافة شرائح الجمهور، وتلبي رغباتهم وتغرقهم بالمواد الترفيهية. 

والنتيجة أن المسلسلات المستنسخة خرجت لنا حرفيًا كما الأصل، حتى في تعاطي الممثلين مع شخصياتهم، فبرز الأداء البارد، والمعلب، والمبالغ فيه، والذي يخلو من الإحساس، لدى أبرز النجوم. 


نجمات لمعن بالدراما المعربة 

مشاهدة مسلسل درامي مؤلف من 90 حلقة إنها عملية مضنية، وتعي تمامًا أن هذه المتابعة لن تحقق لك شيء، سوى إشباع عينيك بالمظاهر الجمالية البراقة، والألوان الزاهية، والديكورات الخيالية، دون إثارة أي مواضيع شيقة وهامة. 

ولكن يبقى هناك ممثلين وممثلات، يدفعن بالأعمال إلى الأمام، ويخلق أدائهم حالة من الترقب الدائم للمزيد من أفعال الشخصية، نتيجة الصدق والتبني التام للدور، مهما اختلفت أهمية تلك المسلسلات، أو غاب عنها المنطق.

بالطبع الدراما المعربة مغرية للممثل، لتوافر شروط إنتاجية كبيرة تفتقد لها بعض المسلسلات العربية، وللحرفية العالية في التعاطي مع الممثل، والتسويق الصحيح له ولشخصيته إعلاميًا. 

سنتحدث اليوم عن الشخصيات النسائية الأبرز والأنجح في الدراما المعربة، شخصيات تركت أثرًا واضحًا على أرشيف الممثلات الفني، سنذكر ثلاث نجمات وأدوارهن؛ يشتركن بالشخصية المسيطرة والقيادية، والجبروت. شخصيات صنعت فارقًا في المشاهدة. 


تقلا شمعون "عروس بيروت" الأصلية 

فيديو يوتيوب

لا يمكن أن ترى القديرة "تقلا شمعون" في "عروس بيروت"، وتمنع نفسك عن طرح السؤال الآتي!.. لماذا هذه السيدة لا يكتب لها سنويًا أدوارًا مفصلة على مقاس موهبتها، أسوةً بنجوم مصر؟ لا ينقصها شيء سوى كاتب بارع يعشق بريق فنها، وشركة إنتاج الفن مبتغاها. 

في "عروس بيروت" هي الست الأرستقراطية "ليلى ضاهر"، سيدة القصر، الأم القوية الصارمة والحنونة، امرأة ما زالت محافظة على موروثات الماضي، من عادات وأصول، وسلوكيات العائلات المرموقة. شاهدنا الست ليلى في جميع تقلبات حياتها ومزاجها، ومهما اختلفنا معها، تظل امرأة كلاسيكية لها حكمتها ومنطقها، ورؤيتها الخاصة للأمور. وما يميزها هو شخصيتها المتناقضة والمركبة. 

هذا العمل حقق انتشارًا لها، وزاد رصيدها من المعجبين عربيًا، كان بمثابة مكافأة حقيقية مستحقة، عن سنوات مضت، مثلت فيها عشرات الأدوار وتقمصت، وتجددت، وأبدعت.

فضعف الإنتاج الدرامي اللبناني، يقلل فرصة وصول ممثلين تلك الدراما إلى أكبر عددٍ من الناس، إلى أن وصلت الدراما المشتركة، ثم المعربة. لعل أبرز المسلسلات المشتركة التي عززت قوتها كممثلة لها ثقلها الفني، مسلسل "روبي" و"جذور". 

يمكن اختصار موهبة الفنانة تقلا شمعون بعبارة “سيدة الأداء الراقي والحرفي المتقن”. 


ديمة قندلفت عصب "ستيلتو" 

فيديو يوتيوب

"فلك معوض" شخصية لا يمكن نسيانها، ولا يمكن إغفال دور الممثلة "ديمة قندلفت" في إيصال الدور، وطريقة اشتغالها عليه، وعلى التفاصيل الدقيقة التي شكلت هوية فلك في مسلسل ستيلتو. وعصبه. 

إلى جانب براعتها كممثلة، ساهم شكلها الخارجي بنجاح الشخصية، فهي تتمتع بملامح بارزة وآثرة، وقوام ممشوق. فالشكل الخارجي من أهم أدوات الممثل. والممثل الجيد يعرف كيف يوازي بين مكنونات النفس للشخصية، ونبرة صوتها، ولغة جسدها. 

فشل ممثلات آخريات في الدراما المعربة، لم يجعلنا نرفع سقف التوقعات معها. كنا متحمسين لرؤيتها، لكن لم نراهن عليها، ولم نظن أنها ستترك بصمة مختلفة في أعمالٍ دراميةٍ موصومة بالسطحية، والأداء البلاستيكي، لكنها أدهشت. لكونها تجيد إعادة صياغة نفسها من جديد، ومحاولة اكتشاف أدواتها في أماكن لم تقترب منها سابقًا. 

فلك معوض امرأة لعوب، ذكية وقوية، ونرجسية. نجحت "قندلفت" بإظهار مكامن القوة والضعف للشخصية، الطيبة قليلًا، والأنانية إلى درجة الشر كثيرًا. 

أمثال ديمة قندلفت، دائمًا ما يؤكدون أن الموهبة لا حدود لها، ومع الفن لا يجوز إطلاق الأحكام المسبقة. 


باميلا الكيك "كريستال" لبناني 

فيديو يوتيوب

اعتدنا على الممثلة "باميلا الكيك"، أن تكون حديث الناس والمواقع العربية بسبب تصريحاتها الجريئة. أمًا اليوم، هي حديث البلاد العربية لطبيعة دورها في مسلسل "كريستال"، الذي صار أحد العلامات الفارقة في حياتها المهنية، والأصداء الإيجابية لشخصية "عليا كرم" مستمرة، لأن العمل لم ينتهِ عرضه بعد على "إم بي سي" ومنصة شاهد. 

بدأنا قائمة النجمات بإحدى أيقونات الفن اللبناني "تقلا شمعون"، والآن ننهي المقال بالحديث عن "باميلا الكيك"؛ جيل آخر من الممثلات في لبنان. الجيل الذي يتم نعته "بدمى باربي"؛ جميلات وفاتنات، والموهبة عليها السلام.

تثبت "باميلا" اليوم، كما كل مرة، أنها خارج تلك التصنيفات، وأن تلك الترهات بعيدة عنها. تعجب بها أيما إعجاب، بشخصية مصممة الأزياء عليا كرم، المتعجرفة المتكبرة، والقاسية، والحنونة أوقات.

ذو صلة

مشاعر مختلفة تتخبط داخل الشخصية، الحب يضعفها ويخوفها بعض الشيء، أمًا نرجسيتها وولعها بالانتقام يجعلانها متجبرة وبلا رأفة. "باميلا الكيك" في كريستال مكتملة الصورة والأداء. 

وأنت عزيزي القارئ، ما رأيك في الدراما المعربة؟، وهل هناك شخصية أخرى لفتت انتباهك؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة