كارلوس الثعلب .. السجين الأخطر في العالم!

يعتبر في نظر الغرب إرهابياً، وفي نظر آخرين مناضلاً ثائراً، هو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل، لقب بابن آوى، والثعلب والأسطورة، واحد من أبرز رجال العمليات السياسية الخفية في العالم في النصف الثاني من القرن العشرين، والمصنف على أنه السجين الأخطر في العالم.

هو الفنزويلي إلييتش راميريز سانشيز، من مواليد 12 أكتوبر 1949، اسمه الحركي كارلوس، ولقبته أجهزة الأمن والمخابرات بـ “كارلوس الثعلب”، بعد أن وجد بين أمتعته نسخة من كتاب فردريك فورسايت يوم الثعلب.

#ولد لعائلة فنزويلية ثرية، كان أبوه الماركسي التوجه، دائم الاختلاف مع زوجته، حتى دبت المشاكل بينهما وانفصلا وعمر كارلوس لم يتعد الثالثة عشر.

#انضم كارلوس في عام 1964 إلى الشباب الشيوعي الفنزويلي، حيث أرسل لمدرسة فيرمن تورو – Fermin Toro – التي تعنى بتعليم المبادئ الماركسية لطلابها.

#عاش كارلوس فترة صباه في كوبا، حيث تعلم أسس العمليات المسلحة، ثم التحق بجامعة باترليس لومومبا في موسكو التي طرد منها لعدم جديته في الدراسة.

#في عام 1966 انتقلت عائلته إلى لندن، ثم انتقل هو بعد ذلك بعامين إلى موسكو لدراسة الفيزياء والكيمياء. وتعلم اللغة الإنجليزية إضافة إلى ست لغات أخرى، هي الأسبانية، والعربية، والإيطالية، والروسية، والفرنسية، واللغة الأرمنية.

“48 قانوناً للسلطة” .. قوانين جُمعت لتشكل علم السياسة والقوة

#أثناء دراسته في جامعة باتريس لومومبا في موسكو تعرف على “بوضيا” الشاب الثوري الجزائري الذي انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نشأت علاقة قوية بين كارلوس وبوضيا، أعجب فيها كارلوس بأفكار واتجاهات صديقه التي تقترب من أفكاره ومبادئه.

#انخرط كارلوس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قسم العمليات الخارجية، وتلقى تدريباته على يد كل من الدكتور جورج حبش ووديع حداد، وكان قد تلقى تدريبات عديدة أخرى قبل ذلك في فنزويلا وكوبا داخل معسكر مانتانزاس – Mantanzas تحت إشراف سوفييتي وبمباركة فيديل كاسترو.

#تميز كارلوس بذكائه الحاد وقدرته على التخطيط والتخفي وتغيير ملامحه، انتقل للعمل في أوروبا ضد الأهداف الإسرائيلية والمنظمات الداعمة لها من منطلق إيمانه العميق في هذه القضية الفلسطينية، ولشدة كراهيته وعدائه للصهيونية والإمبريالية الأميريكية، لذا جند كل إمكانياته لضرب القوى الصهيونية وللضغط على بعض الأنظمة العربية التي تطبع مع إسرائيل.

شاهد هذا التقرير

صور يظهر فيها متخفياً

بعد مقتل “بوضيا” الذي اغتالته مجموعة من الموساد الإسرائيلي، شكلت مجموعة من القياديين الثوريين للانتقام لعملية ميونيخ والدكتور وديع حداد الذي يقال بأنه مات مسموماً، أمسك كارلوس بقبضة من حديد بجميع المجموعات الثورية حول العالم سواء بالدعم المالي أو التقني أو المعنوي.

وأدخل أساليب جديدة لم يسبق لأحد فعلها وعمليات فريدة من نوعها، واشتركت معه مجموعات ثورية كل من الجيش الجمهوري الإيرلندي، والجيش الأحمر الياباني، ومنظمة إيتا والباسك الانفصالية، والألوية الحمراء، ومنظمة بادرماينهوف الألمانية، إضافة إلى جيش تحرير الشعب التركي ومنظمة العمل المباشر الفرنسية.

#أسس كارلوس منظمة “الثوار الأمميين” أيام الحرب الباردة وقد لقي مساندة من سوريا والعراق وجمهورية اليمن الجنوبي. كل هذا وقد نفذ كارلوس أغلب عملياته عن عمر صغير، إذ قام بالتخطيط لأول عملياته وعمره 23 سنة فقط.

#نفذ كارلوس عملياته في أكثر من دولة أوروبية، وخطط وشارك لعملية الهجوم على مقر اجتماع الأوبك لوزراء البترول عام 1975، وهي من أغرب العمليات وأدقها.

#في عام 1976 اختطف طائرة فرنسية إلى مطار “عنتيبي” بأوغندا، كان على الطائرة شخصيات وسواح صهاينة، كما قام باستهداف طائرة العال الإسرائيلية في فرنسا بواسطة قاذف آر بي جي، وبعد أسبوع واحد قام بعملية جريئة وذلك باقتحام نفس المطار مع مجموعته لاستهداف طائرة العال الإسرائيلية، وقد نجح باحتجاز الرهائن وجعل فرنسا ترضخ لمطالبه.

#حاول اغتيال ملك الأردن حسين بن طلال 3 مرات، الأولى في باريس، والثانية في النمسا، والأخيرة في قصره الملكي بعمّان.

#حاول اغتيال نائب رئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني في لندن ورئيس شركة محلات ماركس آند سبنسر جوزيف إدوارد ستيف الداعم للحركات الصهيونية، وقام بتفجير عدد كبير من البنوك الصهيونية والممولة للحملة الصهيونية ومحطاتها الإذاعية.

القبض عليه ومحاكمته

#في سبتمبر 1991، تم طرد كارلوس من سوريا، ذهب بعدها لليبيا التي لم تستقبله بالحفاوة المعهودة، مما حداه للعودة إلى سوريا ومنها إلى لبنان، ومن ثم تسلل من سوريا إلى الأردن، واكتشفته الأردن وسمحت له بالبقاء عدة أشهر، وهناك أعلن إسلامه وعاش سنتين فيها.

#ذهب بعدها إلى السودان بعد تعهد الزعيم حسن الترابي له بأنه سيقدم له الحماية، تم له ذلك بالفعل واستقر في الخرطوم.

#تذكر المصادر أنه في أغسطس 1994، تم الضغط على السودان لتسليم كارلوس بعد أن توصلت الاستخبارات الفرنسية والمصرية لمكانه بالخرطوم، ولكن الترابي رفض تسليمه لأنه بطل للمقاومة الفلسطينية، فما كان من للاستخبارات الفرنسية سوى عرض فيديوهات لحفلات كارلوس المليئة بالخمور والنساء، مما أدى لرضوخ الترابي وقبوله بتسليم كارلوس.

#في يوم 13 أغسطس تم اختطاف كارلوس من بيته في الخرطوم من قبل رجال المخابرات الفرنسية، وتم نقله إلى فرنسا، والتأكد من هويته وبصمات أصابعه. وفي عام 1997، تم الحكم على كارلوس بالسجن المؤبد وأودع في سجن لا سانتي في باريس.

عن هذا الرجل الغامض أنتج فيلم سينمائي يحمل اسمه الحركي. لقي هذا الفيلم انتقاداً واسعاً من قبل كارلوس ومحبيه، كذلك ذكر في كتاب أسرار الصندوق الأسود لغسان شربل كواحد من أهم الشخصيات التي ناضلت من أجل نصرة القضية الفلسطينية.