تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الطالب الجامعي: هل يعيش أجمل أيام حياته أم أنّه يستحق الشفقة!

أحمد سامي
أحمد سامي

5 د

الصغار والكبار يرون طالب الجامعة على أنّه شيء من أشياء عديدة بناءً على وجهات نظرهم الخاصة، وحكمهم الظاهري على الشريحة العامة من الطلاب دون النظر إلى الطالب ذاته منفردًا، أو حتى تقدير الظروف الدراسية والعمرية التي يمر بها، فبالتالي يتم الحكم عليه بالعديد من الأحكام التعسفية التي في النهاية قد لا تمت للواقع بصلة على الإطلاق. إذن فماذا هو واقع الطالب الجامعي فعلًا؟ حسنًا، هذا سيجعلنا نبدأ من نقطة ما قبل الجامعة، مرورًا بأهم وجهات النظر المُوجهة نحوه وهو متواجد داخل أسوار الجامعة نفسها، والجدير بالذكر في هذه اللحظة أنّه يجب أن أنبه عليه جيدًا أنّ السخرية من الواقع الأليم سيكون لها نصيب الأسد من مقال اليوم دون شك.


ما يعتقده الطالب قبل دخول الجامعة

الأحلام الوردية هي التي يعتقد طالب الثانوية العامة أو التوجيهية أنّها موجودة بالحياة الجامعية، فالثانوية العامة تمثل له في تلك المرحلة كابوسًا يتمنى أن ينتهي في أسرع وقت ليذهب إلى الجامعة التي لا توجد فيها مواعيد ثابتة للدروس الخصوصية أو مواد دراسية كثيرة ومتشعبة لا علاقة لها بالواقع فعلًا، وتتم دراستها كتحصيل حاصل. يرى في الأقارب والمعارف نماذج كثيرة من الطلبة الجامعيين. تلك، النماذج التي في الأغلب ما تكون نماذجًا تُمثل الطبقة الدُنيا والعابثة من هؤلاء الطلبة، فبالتالي يجد فيهم القدوة والغاية التي سوف يجدها ويسعى إليها في الجامعة. رحلات لا حصر لها، فتيات هنا وهناك، وبالتأكيد لا تنمر مع المعلمين وواجبات وأسئلة تدمر العقل وتُجهد النفس. لكن الواقع هو … حسنًا، دعونا نتحدث عن نظرة الأهل للطالب الجامعي أولًا.


نظرة الأهل للطالب الجامعي

الأهل يرون الطالب الجامعي على أنّه مُرفّه تمامًا، وكل ما يفعله بالجامعة هو التسكع مع الأصدقاء الفاسدين، ومُهاتفة الفتيات طوال اليوم. حتى إذا حمل بحقيبته عشرات الكتب وسجّل على هاتفه مئات المُحاضرات ليُفرغها في آلاف الوريقات، يظل في نظرهم فاشلًا ويجب عليه أن يُذاكر أكثر وأكثر وأكثر، كما أنّهم يرون أنّ مصاريف الدراسة تُكلفهم كثيرًا، خصوصًا إذا كان في كلية علمية وعملية مثل: الطب، العلوم، أو التربية. مما جعلهم يذكّرونه دائمًا بضخامة تلك المبالغ، وضخامة العبء الواقع على عاتقه نظير دفعهم لتلك الأموال من أجل تعليمه، لكن هل نظرة الأهل صحيحة بهذا الصدد؟ هذا ما ستُجيب عنه الفقرة القادمة بكل ذل، مهانة، وكوميديا سوداء تُدمى لها القلوب.


الحقيقة المُضحكة المُبكية

في الواقع، حياة الطالب الجامعي ليست كما ينظرون إليها من خلال مناظيرهم دقيقة الفوّهات وهشّة الركائز، بل هي في العادة ما تكون العكس تمامًا. لذلك، سوف نتحدث عن فئتين من طلبة الجامعات: فئة الطلاب العلميين، وفئة الطلاب الأدبيين.

  • طالب الكلية العلمية

طالب الكلية العلمية يجب أن أنصفه قليلًا عن سائر طلاب الكليات الأخرى، وهذا ليس لسبب معين وتحيزي، بل لأنّني أحد هؤلاء الطلبة وأعاني مُعاناتهم كل يوم، بل وكل ساعة بأروقة الجامعة. الطالب العلمي يستيقظ بالصباح وهو يُفكر إذا كان سيحتاج أدوات المعمل اليوم أم لا، وبالتأكيد تخطر في ذهنه آلاف الحوادث الكيميائية واللونية التي يمكن أن تحدث في المعمل لملابسه، بل لوجهه ذاته أيضًا، وتحدث الكارثة الكُبرى عندما يصل إلى باب المعمل ويرى الجميع كالملائكة البيض يصطفون بجانب بعضهم البعض، لكن آه! لقد نسي معطف المعمل بالمنزل! الآن يجب عليه أن يُحايل المعيد كي يُدخله وألّا يخصم من درجات حضوره، ويا ويله إذا كان هناك امتحان هذا اليوم ورفض المعيد إدخاله. ستقول لي أنّ أستاذ المادة يُمكن أن يحل تلك المشكلة. حسنًا، أستاذ المادة ذاته في الأغلب هو الذي أعطاهم تلك التعليمات الصارمة وهو يبتسم بخبث، بينما في نهاية العام يجعل العشرات والعشرات يرسبون في مادته سنة خلف الأخرى في كبرياء وشموخ زائف، وفي نهاية اليوم بعد العديد من المحاضرات التي تنخر فيه حتى النخاع، والكثير من المعامل التي عبأت رئتيه بالأمونيا والغازات، ولطخت يديه بالصبغات والخلايا (وهذا بالطبع إذا استثنينا التشوّهات الجسدية الناتجة عن التشريح غير السليم، وسحب عيّنات الدم عبر الشك من أجل التجارب والتحليلات)، يعود إلى منزله خائر القوى ليستمع للجملة الشهيرة: “هذا اذهب وذاكر، طوال اليوم كنت تتسكع بالكلية أيها الفاشل”. حسنًا، نحن مظلومون أليس كذلك؟!

  • طالب الكلية الأدبية

أمّا طالب الكلية الأدبية في العادة لا يقل بؤسًا عن طالب الكلية العلمية. فبينما الطالب العلمي يُنهك بالأفكار المُعقدة والمسائل الحسابية والمعادلات التي يتطلب حلّها صفحات خلف صفحات، يغوص الطالب الأدبي في تواريخ لمعارك لن تُفيده في شيء، خرائط لبُلدان لن يزورها قط، وعلم نفس يتلقاه بصورة لا تمت بصلة للعلم من الأساس، وهذا بجانب العديد من المواد الدراسية الأخرى التي لا توجد فائدة مُحددة ومصيرية منها، وتستغرق الكثير من وقت الطالب لحفظها وعمل تكليفاتها وحل أسئلتها التي لن تنفعه في شيء أيضًا، إلّا بعض الدرجات الهزيلة التي يمكن ألّا تكون كافيةً في النهاية لتعجله لا يرسب بالمادة حتى.


الطالب الجامعي مماثل “لدون كيخوتة” دون شك

في النهاية أحب أن أُزين مقال اليوم بتشبيه بسيط من رواية كلاسيكية تُدعى “دون كيخوته”، الطالب مثل هذا الفارس النبيل، يُحارب طواحين الهواء فعلًا، يُحارب المواد الدراسية والأهل والحياة التي تعمل على وأد شبابه في المهد، لكن الفارق هنا أنّنا لا نتخيل تلك المِحن على أنّها جنود تسعى للفتك بنا، بل حقًا نراها على أنّها طواحين هواء، لكن هذه المرة نسعى كيلا تسحبنا إلى الداخل لنُطحن مثلما طُحن الذين سبقونا. نحن وضعنا ميؤوس منه أليس كذلك؟


الرأي الآخر

ذو صلة

ومن الناحية الأخرى يرى بعض الناس (ومنهم الطلبة أنفسهم) أنّ حياة طالب الجامعة جميلة ورائعة، لكن ليس إلى حد الترفيه المُطلق والمُبالغ فيه كما يقول البعض، فيرون أنّ الطالب يقضي أيامه بين المحاضرات المملة تارةً، والرحلات الممتعة أخرى. يرون أنّ الحياة الجامعية عبارة عن قالب مزجي يجمع بين الدراسة والترفيه، وبالتأكيد هذا شيء يوجد بالفعل على أرض الواقع ولا نستطيع غض الطرف عنه.

هذه ببساطة كانت لمحةً خاطفةً عن إشكالية الطالب الجامعي بين الترفيه والقهر. الآن أتعتقدون أنّنا مُرفهون؟ مقهورون؟ أم بين بين؟ أتمنى رؤية تعليقاتكم على موضوع اليوم بشدة، وأراكم في موضوع آخر على آراجيك تعليم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

فعلا .. الكلام عن الطالب في المجال العلمي ينطبق علي تماما لأني في المجال الطبي!
أستيقظ صباحا وأنا بين الكتب وقد نمت فقط ساعتين أو بالكثير أربعه لماذا؟ كنت أسهر من أجل المذاكرة وتفريغ المحاضرات والتجهيز للبحث و ومذاكرة للاختبار وغيره..
أستيقظ وأنا أفكر ماذا سأحتاج اليوم؟ ومن سيوصلني للجامعه؟ ومتى أنتهي؟ وكم سأحتاج من المال فكنت أعتمد تماما فمصاريفي كانت من مالي!
أذهب إلى الجامعه من الساعه 8 وحتى الساعه 3 وأنا في قتال، حتى وقت الراحه بين المحاضرات يضيع في الانتقال بين مبنى وآخر ولا يكاد يخرج دكتور من القاعه حتى يلحقه الآخر!
حسنا في أول سنة في دراستي أصابني الاكتئاب ولكن لم أبين لأي أحد من افراد عائلتي حقا حياتي كانت كالحجيم كل ما أفعله هو الدراسة والجامعه والنوم فقط لا يوجد أي جانب للترفيه في حياتي 🙁
كنت دائما دائما وحدي ولم يكن لي صداقات داخل الجامعه أبدا
والذي أصابني احباطا أكثر عتاب من أحب وأقربائي لي بأني أصبحت بعيده عنهم ولا أسأل عنهم وأتغيب عن زياراتهم، ولكن ما باليد حيلة فدراستي تأخذ نصيبا كثيرا من وقتي بل كله!
ولكن مع ذلك تحديت نفسي وبدأت أنقذها من التلاشي وأيقنت أن لا أحدا سيفهم ويتصور ما أخوضه كل يوم سوا أنا ومن معي من زملائي في الجامعه
بدأت في سنتي الثانية أكون صداقات وأصبح لي صديقات أخرجوني من جو الاكتئاب تماما، بما أننا نسمع لبعضنا البعض من مشاعرنا السلبية ونشجع بعضنا، أصبحت أشعر أني لست وحيدة وأن كل شخص في هذه الحياة يمر بأسوء الأوقات وينجو منها.
فقط بإيقاني بأن الحياة ستكون دائما ليست عادلة وإنما أنا من يجب أن يجعلها في صفي أصبحت أقوى وأقوى.. أصبحت أفكر في الجانب الجميل من الجامعه فلا أنكر أن هناك أطباء رائعون ورحيمون دائما ما يساعدوننا، ولا أنكر كم استمتع بالكم الهائل من المعلومات المشيقة والتي تنور بصيرتي أكثر وأكثر.
الآن مهما تعبت ومهما سهرت ومهما خضت سواء كانوا الناس يعلمون أم لا, هذا لا يهم لأني أعلم تماما بأني سأكون شخصا ناجحا يوما ما، سأكون شخصا يزرع الأمل في قلب المريض يوما ما ويعالجه

لذلك نصيحتي لكم لا تقلقو ف (لكل مجتهد نصيب)

لحسن الحض لا احب التعلم الجامعي لانه ضيق من ناحية تعلم المهارات وسيئ من ناحية المستقبل وغير مفيد بالنسبة لمن يطمحون بدخول عالم الريادة … الا جانب النقاط التي ذكرتها انت … المستقبل الان متوجه الى التعلم الذاتي والمؤسسات التعليمية الرقمية

مقال رائع …احسنتم

ذو صلة