كيف تواجه مشتتات التركيز وتتخلص من معوقات المذاكرة؟

5 د
دائمًا وأبدًا كانت المذاكرة هي الشيء الذي تسعى إليه في حياتك، سواء في بداية العام، منتصفه، أو حتى آخره. في النهاية أنت تُذاكر للعديد من الأسباب، سواء كانت شخصية مثل الحصول على وظيفة الأحلام أو الوصول للمكانة العلمية المرموقة، أو كانت أسبابًا مقترنة بالذين حولك كالأهل والأقارب وطموحاتهم في رؤيتك ناجحًا على الصعيد الدراسي. لكن المذاكرة في حد ذاتها عملية إذا تم ضبط جميع أبعدها بالكامل، تتبقى الكثير والكثير من معوقات المذاكرة التي تحول دون إتمامها بالشكل المطلوب. وتكون مشتتات التركيز أثناء المذاكرة مشكلة كبيرة هنا.
فغالبًا ما تجد صديقًا لك يقول: “هيا يا رجل، نحن مجتمعون في المقهى الآن، تعال لنتسامر”، أو تسمع صوت طنين الرسائل المتتالية على هاتفك المحمول لتسرع بالردّ عليها قبل أن يُغلق أصحابها أجهزتهم، أو تجد يدك متسللة إلى جهاز التحكم الخاص بالتلفاز لترى أمامك فيلمًا تُحبه وتجلس أمامه بالساعات حتى ينتهي، وبين هذا وذاك الكثير. فاليوم نطرح عليكم بعض النصائح البسيطة للتغلب على أكبر خمسة مُعوقات للمذاكرة.
1) الضوضاء
إذا كنت طالبًا قاطنًا في سكن جامعي أو مع زملائك في سكن خاص، بالتأكيد سوف تُعاني من الضوضاء والإزعاج غير المُبرر. فبينما أنت تذاكر بسلام، تسمع صوت قهقهة عالية من صديقك مع صديقه الآخر عبر الهاتف، وهذا كله يحدث بجانبك على بُعد متر واحد فقط، أو تجد مَن حولك يسمعون الأغاني والموسيقى الصاخبة دون وضع سماعات الرأس، فبالتالي تُجبر على الاستماع معهم إلى هذه الفظاعة.
الحل الأمثل هو أن تخلق لنفسك المجال الهادئ والصامت والبعيد عن الضوضاء الذي تتمناه. وذلك يُمكن أن يتأتى عبر ذهابك إلى المكتبة، أو جلوسك في منزلك وأنت موصد لكل الأبواب والنوافذ تمامًا، أو حتى عبر ارتداء سماعات الرأس دون أن تسمع بها شيئًا، فقط لعزل الصوت من حولك.
2) المُسليّات
إذا كنت تذاكر في نفس الغرفة التي يوجد فيها التلفاز، البلاي ستيشن، أو حتى بعض المجلات والكتب والروايات التي تُحبها، فأنت حقًا هنا في مأزق شديد. فبمُجرد أن تُنهي صفحة واحدة في الكتاب الذي أمامك، تجد عينك تدور بمساحة الغرفة لتستقر على المكتبة وتُجبر يدك على أخذ أحد الكتب منها والشروع في القراءة، غير مُبالٍ بالمادة التي يُمكن أن ترسب فيها غدًا ببساطة.
الحل هنا هو أن تُلغي وجود تلك المُسليّات من حياتك تمامًا وقت المذاكرة. وهذا يكون عبر ذهابك من تلك الغرفة إلى غرفة أخرى لا توجد بها تلك الأجهزة، وأيضًا لا يوجد بها بشر مُزعجون وثرثارون، وهنا أنصحك بالذهاب إلى غرفة المعيشة بعد نوم الأهل، أو الجلوس بجانب أحد النوافذ في جوف الليل لتذاكر بهدوء وصفاء ذهن.
3) العلاقات والأصدقاء
تخيّل أنك الآن تدرس في هدوء وتمسك القلم لتُحدد النقاط الهامة في الدرس الذي أنت بصدد فهمه وحفظه، لتجد فجأة الهاتف يرنّ ليدعوك صديقك للتسكع الآن وترك هذه المذاكرة جانبًا.. هيا لننل بعض المرح يا رجل! مرحى، فقد ضاع كل شيء يا رجل!
وأيضًا لا تعتقد أن الجلوس مع الأصدقاء في جلسة مذاكرة رصينة وقوية سيجعلك فعلاً تُذاكر وتنال قسطًا كبيرًا من التحصيل المعلوماتي، فهذا في أقصى خيالاتك جموحًا يا فتى، فبالتأكيد يوجد هذا الصديق الذي لا يتورع عن إلقاء النكات والنميمة على جميع من رأيتهم ولم ترهم في حياتك، وبعدما كان هدف الجلوس هو المذاكرة، أصبح الهدف هو الضحك والثرثرة وإضاعة الوقت دون فائدة. فالحل هو أن تحرص على المذاكرة وحيدًا، أو مع صديق واحد فقط يحرص على مصلحة نفسه قبل مصلحتك.
4) تصفّح الإنترنت
حسنًا، دعني أقولها لك صريحة وواضحة وجليّة: لا تُذاكر على المكتب الذي عليه جهاز الحاسب الآلي على الإطلاق!
أنا دائمًا ما أقع في هذه الورطة، ومازلت أقع فيها حتى وقت كتابة هذه الكلمات الآن، لكن أحاول بالتدريج التعامل معها. فببساطة عندما تذاكر وجهاز الكمبيوتر مفتوح أمامك لرؤية مادة علمية ما تساعدك على المذاكرة، ستجد أنه من الجيّد سماع مقطوعة موسيقية جيّدة على اليوتيوب، وبعدما تفتح اليوتيوب ترى أنك دخلت في ثقب أسود لا عودة منه، قناة خلف الأخرى، فيديو خلف الآخر، وساعات خلف ساعات تضيع في الفراغ.
الحل النهائي هو أن تنزل كابل الكهرباء الرئيسي الخاص بالجهاز، وإن كان الجهاز مفيدًا لك أثناء المذاكرة.. انقل جميع أشيائك في ملف Word واضبطه على وضع الـFocus حيث يكون الوورد فقط هو الذي أمامك ولا شيء آخر.
5) الهاتف، وما أدراك ما الهاتف!
“تن، تن”، “تن، تن”، “تن، تن”…..
والعديد من الـ”تن تن” المزعجة تلك تتوالى خلف بعضها لتُنبهك أن هناك أشخاصًا يُريدون محادثتك الآن. ويا ويلك إن لم تحادثهم، سوف ينعتونك بالمتكبر والمتعالي وبالذي لا يُريد الحديث معهم لأنهم ببساطة أدنى منه في المقام.. فتفتح هاتفك لتدخل في دوامة طويلة جدًا من الحروف والوجوه المبتسمة والضحكات والدموع وآلاف الأشياء العجيبة الأخرى.
وفي النهاية تكتشف أنه مرت ساعات طويلة وأنت تعتقد أن كل هذا لم يأخذ من وقتك سوى دقائق معدودات. مرحى يا فتى! حقًا سيقول لك الامتحان (راحت عليك يا حذق)، فلتطلب من هؤلاء أن يجعلوك مُجتازًا لأسئلتي الصعبة والمُعقدة!
الحل النهائي هو أن تُغلق هاتفك أو تضعه على وضع الطيّران لتمنع عن الجميع الوصول إليك سواء بالمُحادثات النصيّة أو الصوتيّة، أو ببساطة تُعطي الهاتف لأهلك وتقول لهم: “إذا بكيت، انتحبت، أو قلت أنني سأصب على نفسي أطناطًا من الجاز وأستحم في بحر من الغاز وأُشعل سيجارًا بكل بلاهة وأُنهي حياتي، لا تكترثوا وتعطوني الهاتف على الإطلاق إذا سمحتم”.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.