مقدمة إلى الفشل: 14 خطوة تضمن لك أن تخرج للمجتمع شخصاً فاشلاً
لولا وجود الفاشلين لما أدرك الناجحون نجاحهم، ولما كرّمهم المجتمع ولا حتى سمعنا عن إنجازاتهم، فكّر بالأمر على النحو التالي، ليكون طفل صديقك ناجحاً على طفلك أن يصبح فاشلاً، وأنت بهذا تضرب عصفورين بحجرٍ واحد، من جهة تساعد صديقك، ومن جهة أخرى تساعد المجتمع على التمييز بين الفشل والنجاح، آمل أن أكون قد جذبت انتباهك قليلاً، لتتعرّف معي على الخطوات التي تجعلك تُخرج للمجتمع ليس فقط شخصاً فاشلاً، بل بروفيسوراً بالفشل.
كيف أجعل من طفلي شخصاً فاشلاً؟
حين يتعلّق الأمر بالنجاح، فإنّ هناك الكثير من الخطوات المُجهدة التي عليك اتباعها مع طفلك، أمّا حين يتعلّق الأمر بتعويده على الفشل، فإن الأمر لن يرهقك أبداً.
قارنه بالآخرين
أحد أبلغ الاستراتيجيات التي تتضمن لك إخراج شخصٍ فاشل للمجتمع، هي مقارنته بإخوته أو أصدقائه، سواءً سلباً أم إيجاباً، فلا تتوقف أبداً عن إجراء تلك المقارنة، مع زميله في الصف الذي حصل على علامة أعلى في الإملاء، ذكّره بأنه أقلّ شأناً من شقيقه الذي لم يفتعل أي مشكلةٍ أبداً، أخبره أنّه لن يستطيع التغلّب على صديقته بالرّسم مهما حاول.
مقارنة طفلك بالآخرين، ستجعل منه في المستقبل شخصاً لا همّ له سوى إرضاء من حوله، الأصدقاء، أنت، المدراء، عامل المقهى، وسائق السيارة، وأنت بالتأكيد تعلم أنّه لا يوجد أفشل ممن يسعون وراء إرضاء الناس.
نصيحة: احفظ درسك جيداً، واحذر التوقف عن المقارنة، وإلّا كيف ستخرج شخصاً فاشلاً للمجتمع!
انثر الفوضى في كلّ مكان
تعاون مع زوجتك على خلق بيتٍ فوضوي غير مرتّب، بعثر الأشياء من حولك، خزانة الملابس، غرفة المعيشة، احذر من تنظيم المنزل وترتيبه، فالفوضى يا صديقي وعلى ذمة العلماء، ستجعل من طفلك قليل الذكاء وتؤثّر على تطوّره الذّهني، وهذا هو المطلوب تماماً، شخص قليل الذكاء لا بدّ أنه سيكون فاشلاً.
جرّب: دعك من أساليب التّربية الحديثة وتعويد الأطفال على ترتيب المنزل، على العكس تماماً علّمه كيف يثير المزيد من الفوضى، واحتفل بإنجازك لاحقاً، “ابني بروفيسور بالفشل، يساعد الآخرين على المباهاة بنجاحهم”.
عنّفه
ممارسة العنف على طفلك الصغير، سواءً جسدياً أو كلامياً، سيحرمه من الثقة بالنفس، ويجعله مكسور الخاطر، وغاضباً دائماً مستقبلاً، وهل هناك بيئة خصبة للفشل أكثر من شخص تم تعنيفه في الطفولة؟
انتبه: لا تغرّك دموعه وآلامه، ولا حتّى نفسيته المكسورة، أو علامات أصابعك على وجهه، فأنت بالنهاية تريد أن تقدّم للمجتمع شخصاً فاشلاً!
تذمرّ أمامه
كلما رأيت طفلك مبتسماً مرتاحاً يلعب بألعابه، خرّب عليه لحظاته، أخبره أنّ العالم مكانٌ سيّئ، والأشخاص كلّهم سيئون لا يستحقون الثقة، شاركه همومك المعيشية، وكيف أنّك عانيت حتى تؤمّن له ما يحتاجه، حدّثه عن صعوبات الحياة بالتفصيل الممل، ولا تتركه حتى تتأكّد أنّه غفا على وقع حديثك هذا، ثم احمله إلى فراشه لينام مع هواجسك ويحوّلها إلى كوابيس تفتك بعقله الصغير، وتدمّر كلّ إيجابيةٍ كان من الممكن أن يتعلّمها منك، ولكن معاذ الله، فأنت تريد شخصاً فاشلاً يخرج إلى المجتمع مدجّجاً بالسلبية.
الطفل يلتقط الطاقة السلبية كما الإيجابية حتى لو كان صغيراً جداً، فإن لم تستطع تجاذب أطراف الحديث السابق معه، يكفي أن تتذمر لزوجتك أو صديقك أمامه، وهو سيفهم عليك من إيماءات وجهك فلا تقلق.
ممنوع: أن تشكر الحياة، أو أن تشعر بالرضى أمامه، وتذكّر كلما تذمرّت أكثر، ضمنت الفشل لطفلك مستقبلاً أكثر.
لا تعتذر ولا تستمع له
عنفته على أمر ما ثم اكتشفت لاحقاً أنّه بريء وقد ظلمته، لا تسمح لعواطفك أن تهزمك وتعتذر منه على ما بدر منك، بالعكس علّمه أنّ الاعتذار ممنوعٌ واضمن بهذه الخطوة إضافة لما سبق ولما سيأتي، الفشل له مستقبلاً.
ويفضّل أن تنسى ثقافة الاعتذار نهائياً أمامه، لا منه ولا من أيّ أحدٍ آخر في المنزل، اغلط بحق الجميع دون تعليق، وسيصبح طفلك مثلك حين يكبر.
انتبه: بعض الآباء والأمهات يعتذرون لأطفالهم الصغار ويحترمون طفولتهم بهدف تعويدهم الاحترام، لا تفعل مثلهم فيخرج طفلك للمجتمع شخصاً ناجحاً.
لا تستمع لرغباته
قال طفلك إنه يريد البيض على الفطور، وأنت قد أعددت له فطوراً بدون بيض، تجاهله تماماً وأرغمه على تناول الموجود، بعبارة ثانية لا تعطِ أي قيمةٍ لرغباته البسيطة أو الكبيرة، علّمه أن يرضخ لك ليرضخ للجميع مستقبلاً، وتقلّل من أفق تفكيره بما يمكن أن يفعله وسيرضى دائماً بالموجود دون محاولةٍ لخلق الأفضل.
لا يؤنّبك ضميرك: بالنهاية هدفك إخراج شخصٍ فاشل للمجتمع، ليتمكّن الناجحون من تقدير أنفسهم بشكلٍ أكبر!
دافع عنه
أتاك طفلك يشكو لك أستاذه في المدرسة، أو صديقه، أو أيّ شخصٍ آخر، ابدأ فوراً بالهجوم على غريمه، احذر أن تسأله عمّا جرى ولماذا جرى، صدّق طفلك فقط واخرج لتدافع عنه كالأبطال، فأنت بذلك تحصل على شخصٍ جبان وضعيفٍ مستقبلاً، ولا بدّ أنّك تعلم بأنّ الضعفاء سيكونون فاشلين دائماً.
على الصح والخطأ: دافع عن طفلك حتى النّهاية، وإن لزم الأمر اشتم الآخرين أمامه، وهنيئاً لك إنجازك بتربية شخصٍ فاشل.
أخفِ مشاعرك
لا تنتابك إحدى لحظات الحب، وتقدم على إخبار طفلك، بأنّك تحبّه وأنّك فخورٌ به، وتقوم باحتضانه، عليك أن تكون قاسياً دائماً معه لتعلّمه بأن العالم عبارة عن غابة لن يعيش فيها سوى الأقوياء، فيخرج مستقبلاً للمجتمع ليكون مثل قطعة حجر لا تعلم كيف تعبر عن مشاعرها.
مثلاً: حين تأتي من العمل، ويسارع طفلك لاحتضانك ارمقه بنظرةٍ غاضبة وازجره ليبتعد عنك، اكسر بخاطره ما استطعت💔.
فليفعل ما يشاء في الخفاء
أتاك طفلك خائفاً، وأخبرك بأنه تسبّب عمداً بأذيّة زميله في المدرسة، لا تحاول معرفة تفاصيل القصة ولماذا فعل طفلك هذا الأمر، أو البحث عن حلول، على العكس اسأله فوراً، هل رآك أحد؟ إن كانت إجابته بالنّفي، فأثنِ على فعلته وقل له: أحسنت، وإن كان يشك بأنّ أحداً قد رآه أنّبه وأخبره أنه في المرة الثانية حين يرتكب أي سوء، عليه أن يحذر جيداً ويفعله بالخفاء بشكلٍ محكم، وبذلك يتعلّم عدم احترام القوانين الأخلاقية والإنسانية إلا في العلن، وفي السر سيفعل ما يشاء.
أحسنت: عدم احترام القوانين إلّا في العلن، أحد سمات الفاشلين في الحياة.
لا تشجّعه
أتاك باكياً لأنّه لم يحصل على علامةٍ جيّدة في الاختبار، لا تشجّعه بالعكس تماماً، قل له عباراتٍ مثل، أنت كسول، لن تنجح في شيء، أنت غبي، سيئ.. إلخ من هذه الصفات.
ابتعد عن تشجيعه: فلا تستخدم معه عبارات، مثل في المرة القادمة ستنجح، ادرس أكثر، ستعوّض لاحقاً.
علّمه كيف يصبح اتكالياً
قم بمساعدة طفلك في كلّ أمر، حتى اكتب وظائفه عنه، رتّب غرفته، اغسل له يديه، احذر من تحميله أيّ مسؤوليات، دعه يصبح اتكالياً، وليكبر معه هذا الأمر شيئاً فشيئاً، وفي المستقبل لن يفعل أيّ شيءٍ وسينتظر دائماً من الحياة أن تمنحه المساعدة، بانتظار تلك المساعدة سيجلس دون أن يقوم بأيّ مبادرة، حقاً سيكون مبدعاً بالفشل.
إنجاز مبشر: طفل اتكالي يعني شخصاً انطوائياً في المستقبل، وغير متعاون، سيكون أول الفاشلين في الأعمال التي تتطلّب تعاوناً مع فريق.
فليفعل ما يشاء
يريد السهر ليلاً، دعه على راحته، يريد اللّعب مع أصدقائه في الخارج، اسمح له دون أن تحدد موعداً لعودته، لا يرغب بقراءة درسه لا تمانع الأمر، بالعكس أخبره بغضب أنه حر فيما يريد أن يفعله، وهكذا سيتعلم أن يعيش حياته بدون أي ضوابط، وستكون التسلية والمرح عنوان حياته المستقبلية بدون وجود أي واجبات أو التزامات.
استعد: في المستقبل كُن مستعداً دائماً، للاحتفال مع ابنك شهرياً في كل مرة يُطرد فيها من وظيفة قُبل بها، شخص غير ملتزم واتكالي لن ينفع في سوق العمل، وأنت بهذا ستكون قد حققت هدفك بإخراج شخص فاشل للمجتمع.
جو أسري مشحون
كن قدوة بالفشل لطفلك الصغير، وتشاجر مع زوجتك بشكلٍ متكررٍ أمامه، أخبره بشكلٍ غير مباشر أنّك فشلت في هذا الزواج، الذي أثمره، دعه يعلم بشكلٍ مباشر أنّه ثمرة فشل، ليكبر مع هذه الفكرة، وتسيطر على تفكيره، لتضمن أنّه سيفشل في زواجه لاحقاً هو الآخر.
هنيئاً لك: بلوم طفلك على فشل زواجك، ستكون قد حقّقت مرادك، شخصاً فاشلاً مستقبلاً.
علّمه الطاعة
الطاعة والانسياق مع القطيع، سيكون أمراً مثالياً يعلّمه الأب لابنه ليضمن أكبر قدرٍ من الفشل له مستقبلاً، كلّما كان طفلك مطيعاً أكثر، لا يسأل، لا يعارض، لا يفكّر، كان فاشلاً أكثر.
انتبه: تستطيع استخدام كلمة أحسنت، وقولها لطفلك فقط حين يطيع الجميع من حولكما.
بتلك الخطوات البسيطة، ستكون قد نجحت بإخراج شخصٍ فاشل للمجتمع، وما عليك سوى الاحتفال بإنجازك هذا لبقية حياتك شاهد ابنك الفاشل، واستمتع! طبعاً بالنسبة لمن يريدون إخراج طفل ناجح، وأنا منهم بالمناسبة، فإنّ اتباع عكس الخطوات السابقة سيكون مثالياً، وللجميع مطلق الحرية 🤷♀️.
اقرأ أيضاً: أخطاء شائعة في تربية الأطفال: 5 أمور نظلم بها الذكر بتمييزه عن الأنثى
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.