كشف الكذب.. طرق بسيطة لمعرفة أن كان محدثك يكذب عليك

وفق إحدى الدراسات يصبح الكذب جزءًا من حياة العديد من الأشخاص، لدرجة أنك إذا أجريت محادثة تبلغ مدتها الـ10 دقائق، فإنك تكون قد تعرضت للكذب مرتين على الأقل بنسبة 60%، بعض هذه الأكاذيب غير مؤذية- تساعد في زيادة سلاسة المحادثة وقد تلطفها- ولكن كذلك من بينها أكاذيب تحتاج حقًا لمعرفة حقيقتها، نقدم لكم اليوم مجموعة من الطرق التي ستساعدك على كشف الكذب.

الناس سيئون في كشف الكذب (حسنًا، هذا خبرٌ سار لبعض السياسيين) وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص كانوا قادرين فقط على كشف الكذب بدقة أقل من 54% في بيئة عملية، هذه النسبة صغيرة للغاية خصوصًا أن أغلب الأكاذيب الموجودة في الدراسة سهلة الكشف لأنها غير واقعية مثل قول جملة “لا لم أكن في البيت، كنت في صلاة الجمعة” يوم الإثنين!

من الواضح أن الاختلافات السلوكية بين الصادقين والكاذبين يصعب تمييزها بوضوح (وهذا لا يعني أنها غير موجودة)، وحاول العديد من الباحثين العثور على طرق مختلفة لإثبات الكذب، وعلى الرغم من أنها ليست مؤشرات حاسمة 100%، إلا أنها – إلى حدٍ ما – ستفيدك في كشف الكذب.

استخدم علماء النفس أبحاثًا عميقة حول لغة الجسد لمساعدة مسؤولي إنفاذ القانون على التمييز بين الحقيقة والأكاذيب، على سبيل المثال، قام باحثو جامعة كاليفورنيا بإجراء ما يصل إلى 60 دراسة حول الكذب لتدريب الشرطة. نُشرت الأبحاث في المجلة الأمريكية للطب الشرعي النفسي.

يرى إدوارد جيزلمان، أنه حيث أن اكتشاف الكذب ليس سهلًا على الاطلاق، فإن من الضروري التدرب جيدًا على هذه المهارة:

أقرأ أيضًا: ما هي علامات الكذب في علم النفس

لا تعتمد على لغة الجسد فقط، إذ يقوم العديد من الناس بالتركيز فقط على العلامات السلوكية أثناء الحكي، بينما أكدت العديد من الدراسات أن الاضطرابات السلوكية لا ترتبط بالكذب في أغلب الأحوال فقد تكون نابعة من أشياء أخرى مثل توتر الموقف.

وجد هوارد إيرليشمان، عالم النفس المختص في دراسة حركات العين منذ سبعينات القرن الماضي، أن حركات العين لا تغني على الإطلاق عن الكذب. في الواقع توصل إيرليشمان أن تحرك العين يعني أن الشخص يقوم بالتفكير، ليس من الضروري أن يكون هذا التفكير متعلقًا بالكذب.

أظهرت دراسات أخرى أنه في حين أن الإشارات السلوكية مفيدة لقراءة ما يفكر بها الأفراد، إلا أنه عندما يرتبط الأمر بالكذب فإنها تصبح الأسوأ!

بدلًا من الاعتماد على المؤشرات السلوكية، ركز على الإشارات التي تقترب من أن تكون حاسمة:

قد يبدوا هذا دراميًا للبعض، إلا أنها طريقة تعمل بشكل فعال: حاول أن تجعل من تشك في كذبه يحكي لك قصته مرة أخرى ولكن من الجهة المعاكسة! أي من النهاية للبداية.

اقترحت بعض الأبحاث أن هذه الطريقة في عكس الرتيب الزمني للأحداث ستزيد جدًا من دقة كشف الكذب ، الكذب مرهق للغاية، ليس كقول الحقيقة على الاطلاق، إذا أضفت المزيد من الصعوبات على الكاذب ستصبح إشارات كذبه أكثر وضوحًا.

يبذل الكاذبون العديد من الطاقة العقلية لتجويد سلوكهم وتقييم ردود فعل الأخرين، إنهم مهتمون بأن يبدوا صادقين لأقصى حد، كل هذا سيتطلب منهم العديد من الجهد لن يستطيعوا الحفاظ عليه عندما يحاولون تأليف القصة من جديد بشكل عكسي.

في إحدى الدراسات التي حللت 80% من شاهدات المشتبه بهم، طُلب من بعض الأفراد سرد قصتهم مرة أخرى ولكن بترتيب عكسي، وكانت النتيجة أن محاولة كشف الكذب باستخدام وسيلة السرد المعاكس كشفت الكذب بنسبة 60% أفضل من الوسائل الأخرى التي تضمنت السرد المساير للخط الزمني.

في تجربة أخرى، شاهد 55 ضابطًا مقابلات مسجلة من التجربة الأولى (التي سرد فيها المشاركون الأحداث بخطها الزمني الأساسي) وطُلب من الضُباط تحديد من يكذب ومن لا يكذب، كشفت الدراسة أن الضباط كانوا أفضل في الكشف عن الأكاذيب في السرد العكسي أكثر من السرد الأصلي.

صدق أو لا تصدق، لدينا في أدمغتنا جهاز معقد لكشف الكذب؛ في إحدى الدراسات جلب الباحثين 72 مشاركًا يشاهدون مقاطع فيديو لمشتبه به بجريمة وهمية. بعض هؤلاء المشتبه بهم سرقوا فاتورة بقيمة 100 دولار من على رف الكتب، بينما لم يسرق الآخرون، وطُلب من المشاركين أن يحددوا من صادق من بينهم ومن كاذب.

وكانت النتيجة: استطاع المشاركون أن يحددوا الكاذبين بدقة تصل إلى 50%.

يعني هذا أننا نستنتج بشكل غير واعي ما إذا كان الشخص يكذب، ليس بدقة كبيرة بالطبع ولكن قد تُصيب في العديد من الأحيان، لذا يمكنك وحسب أن تحترس إذا ما شعرت بشيء مريب حيال من يحادثك، سواءٌ إذا كانت تظهر عليه علامات كالتي سلف ذكرها، أو إذا كنت فقط تشعر بالريبة تجاهه.

أقرأ أيضًا: كيف تكشف عن كذب من يحدثك في غضون ثوانٍ؟ إليك هذه علامات تكشف الكذب