تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أين هي جميع الكائنات الفضائية ولماذا لم تصلنا إلى الآن أي إشارة منها؟ 👽

الكائنات الفضائية
روان سالم
روان سالم

7 د

أين هي الكائنات الفضائية وهل هي فقط جزءٌ من أفلام الرعب، أو أفلام الخيال العلمي؟ ماذا حلّ بالتوقع الذي كان سائدًا بأن الفضائيين سيحتلّون أرضنا قريبًا؟

حقيقةً، لم نكن نحن أول من تساءل عن مكان وجود الفضائيين، فقد طرح هذا السؤال لأول مرة عالم الفيزياء الإيطالي إنريكو فيرمي (Enrico Fermi)، المشهور في ابتكار أول مفاعل نووي، كان ذلك في الخمسينات من القرن الماضي، وحاول الإجابة عليه فيما يُعرف اليوم بمفارقة فيرمي (Fermi Paradox)، وجادل بأن هناك تناقضًا بين فكرتين أساسيتين، الاحتمال الكبير لوجود حياة فضائية، والافتقار التام للأدلة القوية على أن الحياة الذكية قد تطورت خارج كوكب الأرض أصلًا، لهذا السبب سماها فيرمي “مفارقة”.

حقيقةً، بالنظر إلى نجمنا وأرضنا كجزء من نظام كوكبيّ لم يمرّ على عمره الكثير مقارنةً ببقية الكون؛ إذ يوجد في مجرة درب التبانة حوالي 100 مليار كوكب، وهذه المجرة هي واحدة من مئات المليارات من المجرات، وبما أن السفر بين النجوم هو غاية سهلة التحقيق إلى حدٍّ ما بالنسبة لكائنات أكثر تطور منا، تقول النظرية أنه كان يجب أن يزور الأرض كائنات فضائية بالفعل.. ولكن أين هي؟ تجيب مفارقة فيرمي على هذا السؤال ببعض البنود.


تفسيرات مفارقة فيرمي لعدم وجود الكائنات الفضائية


مساحة الكون الشاسعة

يجب أن نضع في اعتبارنا أن الكواكب الصالحة للسكن في مجرتنا يمكن أن تبعد آلاف السنين الضوئية، ما يجعل طريقة تواصل الفضائيين عن طريق الاتصال ثنائي الاتجاه عبر الإشعاع الكهرومغناطيسي شبه مستحيلة. قد تكون المسافات أكبر من أن تتم المحادثات عبر الزمكان، فبالنسبة إلى المجرات الواقعة خارج مجرة درب التبانة، والتي تبعد ملايين السنين الضوئية، من الواضح أن ذلك صعبٌ وربما أكثر صعوبة من أن تتم المحادثات في مجرتنا.


عدم النظر في الموضوع بجدية كافية

حتى هذه اللحظة، اعتمد معظم بحث العلماء عن الذكاء خارج الأرض، والذي يُسمى علميًا “سيتي SETI”، على عمليات رصد محدودة، باستخدام عدد محدود من مصفوفات التلسكوبات حول العالم، ولكن لم يتم العثور على شيء حتى الآن.

في وقتٍ سابق، ُأعلن عن مشروع بقيمة 100 مليون دولار سُمي (Breakthrough Listen)، ممول من الملياردير الروسي يوري ميلنر (Yuri Milner)، حيث سيعرض بحثًا أكثر شمولية من سابقه. يستخدم اثنين من أقوى التلسكوبات الراديوية في العالم، مرصد غرين بانك (Green Bank Observatory) في فرجينيا الغربية، ومرصد باركس (Parkes Observatory) في أستراليا، وذلك للبحث عن أقرب مليون نجم و100 مجرة من الأرض، بحثًا عن إشارات فضائية أرسلت إما عن قصد أو عن طريق الخطأ.

الكائنات الفضائية

مرصد Breakthrough Listen

المرشح العظيم

تشير إحدى الحلول الأخرى لمفارقة فيرمي إلى وجود مرشح عظيم في الكون تتوقف عنده الحياة الذكية، من خلال تدمير الذات أو ربما لأسباب أخرى. قد نكون نحن النوع الأول الذي نجح في اجتياز المرشح والبقاء على قيد الحياة، أو أننا لم نصل إليه بعد، ولكنه دمّر الحياة الذكية من قبلنا، وعندها لن نراها.


ربما نحن بدائيون للغاية..

مَن يدري، ربما هناك حضارات غريبة تنتظر منا أن نصل إلى مستوى معين من النضج التكنولوجي قبل أن تتواصل معنا، أو قد يفترض البعض أن هناك طرقًا أخرى للتواصل لا نعرف عنها بعد. حقيقةً، حتى نتوصل إلى ما يمكن أن تكون عليه هذه الأشكال من الاتصال، ليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به.


نحن وحدنا ربما!!

على الرغم من كل ما سبق، فإن الإجابة الأخيرة على مفارقة فيرمي لن تعجب البعض بعد كل هذا التفكير، ربما نحن فعليًا وحدنا في هذا الكون. ضع في اعتبارك أنه ما زال هناك الكثير من الحقائق المبهمة في حياتنا، ما زلنا لا نعرف كيف بدأت الحياة متعددة الخلايا على هذا الكوكب، كيف انتقلت من خلايا مفردة إلى كائنات حية معقدة، يا صاح، نحن لسنا متأكدين من كيفية وصول الحياة إلى هنا، إلى كوكبنا في المقام الأول! من أين أتت المياه وغير ذلك.

يدور كوكبنا على مسافة دقيقة من الشمس، حيث المسافة الآمنة لنبقى أحياء أي درجات الحرارة معتدلة بما يكفي لنعيش. ربما كان علينا الانتظار حتى يتم القضاء على الديناصورات بواسطة كويكب غريب مثلًا، حتى تحصل الثدييات على موطئ قدم على هذا الكوكب. يبلغ عمر الحضارة الإنسانية حتى الآن بضعة آلاف من السنين فقط، وهذا الرقم جزء صغير جدًا من الكون البالغ من العمر 13.8 مليار سنة.. ربما الأرض هي الصدفة الكونية الوحيدة التي سمحت للحياة الذكية بالتطور!

من جهةٍ أخرى، يختار العديد من العلماء عدم تصديق الاحتمال الأخير من مفارقة فيرمي، يعتقدون أننا قد نجد بعض الحياة “الميكروبية” في النظام الشمسي في العقود القليلة القادمة، إما بجهدنا أو بمساعدة إشارة خارجية.

مجرد التفكير في أننا لم نجد أثر الكائنات الفضائية على الإطلاق، يثير القلق بعض الشيء، لكن وكما قال السير آرثر كلارك (Sir Arthur Clarke) ذات مرة:


“هناك احتمالان: إما أننا وحدنا في الكون، أو لسنا كذلك، كلاهما مرعب بنفس القدر”

أعتقد أنه على حق.

الكائنات الفضائية في درب التبانة: هل نحن الصورة الوحيدة للذكاء في الكون؟


البحث عن الكائنات الفضائية وملخص هارت

بعدما أدلى فيرمي بملاحظاته الأولية حول الموضوع، توفي عام 1954، سقط أمر التفكير على غيره من العلماء، مثل الفيزيائي مايكل هارت (Michael Hart)، والذي كتب مقالًا في مجلة الجمعية الفلكية العلمية (RAS) بعنوان “تفسير غياب الكائنات الفضائية على الأرض (An Explanation for the Absence of Extraterrestrials on Earth)”، وكان ذلك عام 1975.

أشار هارت في ملخصه أنه لا يوجد الآن كائنات ذكية من الفضاء الخارجي على الأرض، ويقترح أنه أفضل تفسير لهذه الحقيقة هو الفرضية القائلة بأنه لا توجد حضارات متقدمة أخرى في مجرتنا، ومع ذلك، أشار إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتكوين إجابة مقنعة.

أوجز هارت أربع حجج لاستكشاف مفارقة فيرمي:

  1. ربما لا يوجد فضائيين من الأساس بسبب الصعوبات الجسدية التي تجعل من السفر عبر الفضاء غير ممكن، والتي قد تكون مرتبطة بعلم الفلك أو الأحياء أو الهندسة أو غيرها.
  2. الفضائيون موجودون ولكنهم اختاروا عدم القدوم إلى الأرض أبدًا.
  3. نشوء الحضارات المتقدمة وتطورها لدرجة يصعب على الفضائيين الوصول إليها.
  4. زاروا أرضنا في الماضي، لكننا لم نلاحظهم.

تم الطعن في هذه الحجج لعدة أسباب.


إجابات غريبة اقترحها العلماء لمفارقة فيرمي


تختبئ الكائنات الفضائية في المحيطات الجوفية

ربما تكون الحياة الفضائية محاصرة في محيطات سرية ومدفونة في أعماق الكواكب المتجمدة. يقول علماء الفلك أن المحيطات الجوفية الحاوية على المياه السائلة، تندرج تحت أقمار متعددة في نظامنا الشمسي، وقد تكون شائعة جدًا في مجرة درب التبانة. يعتقد الفيزيائي آلان ستيرن (Alan Stern) أن عوالم المياه السرية مثل هذه يمكن أن توفر مرحلة مثالية لتطور الحياة الفضائية.


الفضائيون مسجونون على سطح “أراضٍ فائقة”

يشير مصطلح الأرض العظيمة أو الفائقة إلى نوع من الكواكب تصل كتلته حتى 10 أضعاف كتلة الأرض. مثل هذه العوالم، يمكن أن توفر الظروف المناسبة للمياه السائلة، مما يعني أنه من الممكن تطور الحياة الفضائية على الأراضي الفائقة في جميع أنحاء الكون، ولكن لسوء الحظ، ربما لن نلتقيها أبدًا، فوفقًا لإحدى الدراسات، إن الكوكب الذي ستبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة الأرض، لديه سرعة إفلات تفوق الأرض بـ 2.4 مرة، والتغلب على هذا السحب قد يجعل إطلاق الصواريخ والسفر إلى الفضاء شبه مستحيل، فهم غالبًا مسجونون على أرضهم.

الكائنات الفضائية

الكرة الأرضية وأرض فائقة

ربما مات الفضائيون بسبب تغيرات المناخ

قام عالم الفيزياء الفلكية، آدم فرانك (Adam Frank)، بعمل سلسلة من النماذج الرياضية لمحاكاة الطريقة التي يمكن لحضارة فضائية افتراضية أن تزدهر أو تسوء حالتها بسببها، وهي تحويلها موارد كوكبها إلى طاقة بشكل دائم ومتزايد. في 3 من 4 نماذج، كانت النتيجة انهيار المجتمع الفضائي وموت معظم السكان، لكن وفقط عندما اكتشف المجتمع المشكلة مبكرًا وحاول تداركها بالاستبدال بالطاقة المستدامة، تمكنت الحضارة من البقاء. هذا يعني في حال وجود الكائنات الفضائية بالفعل، فقد يدمرون أنفسهم قبل أن نجدهم!


وأخيرًا.. قد نكون أنا أو أنت الفضائيين!

ذو صلة

هذه إحدى الآثار الضمنية لنظرية علم الأحياء الفلكية المسماة “فرضية البانسبيرميا Panspermia Hypothesis” أو نظرية التبذر الشامل، وتقول الفرضية أن الحياة اليوم على كوكبنا لم تنشأ هنا، لكن أتت لها “بذور” هنا منذ ملايين السنين، بواسطة نيازك تحمل بكتيريا من عوالم أخرى.

قد يبدو أن هذه النظرية غير مفيدة، لأنه في حال اعتبرنا أن البكتيريا التي تحمل الحمض النووي البشري، تطورت على كوكب آخر قريب منا، فلماذا لم نعثر على آثار بشرية في أي مكان آخر غير الأرض؟! إذًا، حتى لو كانت النظرية معقولة، لكنها عمليًا غير مفيدة.
 كيف غير تلسكوب هابل الفضائي تفكير البشرية بالفضاء

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة