تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

تاريخٌ لم يكن دومًا أنيقًا😉 ومملكة لا تغيب عنها الشمس: ماذا تعرف عن أصحاب السعادة الإنجليز

الملكية في بريطانيا
روان سالم
روان سالم

16 د

تختلف الأدوار الاسميّة لأصحاب السيادات في الدول، فنرى رئيس جمهورية ونرى ملك دولة، وأحيانًا رئيسة أو ملكة.. نعم تختلف الأدوار الاسمية ولكن المسمى الوظيفي هو ذاته تقريبًا، فكلاهما مسؤول عن بلاده، وشعبه، تأمين الحماية والمعيشة وغيرها، وكأن هذا الحاكم هو أب الدولة، مسؤول عما يخصها كليًا، ولكن، لماذا هناك “رئيس” وهناك “ملك”؟ رئيس الدولة مصطلح متداول أكثر من “ملك المملكة”، فما نسمعه عن الملوك هو في الروايات أكثر منه في الحياة الواقعية.

في هذا المقال، سيكون في متناول يديك تقرير مفصّل عما يخصّ الملوك، عن الملكية في بريطانيا بشكل خاص، كيف نشأت، وكيف يتعامل الناس مع هذا النوع من الحُكم.. كيف ستتعامل البلاد مع موت ملكتها؟ وعن المملكة البريطانية، لمَ الملكة إليزابيت “ملكة”، بينما زوجها الأمير فيليب “أمير”؟؟ وتفاصيل أخرى.. إليكم في هذا المقال.


النظام الملكي عمومًا

إن مصطلح الملكيّة أساسًا مُشتق من الكلمة اليونانية “Monos Arkhein”، والتي تعني “حاكم واحد”، والدولة الملكيّة هي تلك التي يحكمها فرد واحد، يُدعى الملك، أو الملكة، كما هو الحال الآن مع الملكة إليزابيت الثانية ملكة بريطانيا، وعادةً ما يكون النظام الملكيّ وراثي.

تُعد الملكية في بريطانيا من أقدم أشكال الحكم، وفي هذا النظام، يكون الملك أو الملكة، أحدهما رأس الدولة، أي أعلى جهة في الدولة، ومع ذلك، فإن الملكية في بريطانيا دستورية، ما يعنيه أنه بالرغم من أن السيادة تكون في يد الملك أو الملكة، ولكن قضية سنّ التشريعات هي من أعمال البرلمان المُنتَخَب.

الملكية في بريطانيا

نشأة الملكية في بريطانيا

يضمّ النظام الملكيّ الحالي الملكة إليزابيث الثانية (Queen Elizabeth II) وعائلتها. حقيقةً، للعائلة الملكيّة في بريطانيا تاريخ طويل ودموي.. ويمكن القول أن بريطانيا كانت محكومة من قِبل إمبراطور قبل أن يتولاها ملك أو ملكة، لأنها كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، ولكن بعد تلك الفترة الإمبراطورية، بدأت الملكيّة كما نعرفها في التكوّن والتوسع.


الإمبراطورية الرومانية

قبل حلول عام 408 م، كانت بريطانيا تُعتَبر امتدادًا للحكم الروماني، ولكن بحلول عام 408، وبعد الكثير من الصراعات على السلطة، والتي تخلتلها صراعات بين حُكام مختلف الممالك الصغيرة في جميع أنحاء الجزيرة، انسحبت الإمبراطورية الرومانية المنهارة من بريطانيا، وفي تلك الأثناء، سرعان ما برز في الساحة الملوك الذين كانوا أقوياء بما يكفي لتوسيع نفوذهم وتوطيد سلطتهم، وكان ألفريد العظيم (Alfred the Great) أحد هؤلاء الملوك، وبسط سلطته بين عامي 871-899، إذ استمرّ نسله في عمليات توحيد المملكة، ولكنهم لم ينجحوا أبدًا.


الغزو النورماندي

وفي عام 1066، كان لبريطانيا ملك جديد اسمه هارولد، كان ملكًا ضعيفًا حقيقةً، وجعل ذلك منه فريسةً لكثيرٍ من الطامعين بالوصول إلى الملكية، ومنهم وليام الأول (William I)، والمعروف باسم وليام الفاتح. بتدخّل وليام، بدأت فترة غزو النورمان لإنجلترا (The Norman Invasion). غزا وليام الفاتح بريطانيا بعد خوض معركة هاستنجز (Hastings) ضد هارولد، ولم تكن صعبة أبدًا بالنسبة له.

عُرفت تلك الفترة بالغزو النورماندي كون قائد الغزوة هو وليام التي تعود أصوله إلى النورماندي الواقعة في شمالي فرنسا. كان وليام أول ملك لإنجلترا أكبر دول المملكة المتحدة، وأصبح ملكًا قويًا حيث جمع الملكيّات البريطانية الأصغر كلها تحت كنفه.


توقيع الوثيقة العُظمى (The Magna Carta)

الوثيقة العظمى

الوثيقة العُظمى (The Magna Carta)

بعد ذلك، تولى السلطة ملوك عائلة بلانتاجنيت (Plantagenet)، وقد حكموا في الفترة بين 1154-1399، توالى في تلك الفترة الحكام من هذه العائلة، إلى أن استلمَ أحدهم وكان يُعرف جون لاكلاند (John Lackland)، ولكنه لم يكن محبوبًا، وعلى إثر ذلك، أُجبر جون عام 1215 على التوقيع على وثيقة (The Magna Carta)، والتي وضعت بعض القيود على سلطته، منها أن يكون الملك خاضعًا للقانون، وأن يوفر الحماية لرعاياه، وطمأنة النبلاء أنه من حقهم الحفاظ على أراضيهم والإدلاء بآرائهم في الحكومة. فتحت الوثيقة العُظمى باب الممارسات التنفيذية للهيكل العامل في المملكة.


سيطرة العائلات الملكية المختلفة

بعد مئات السنين، توالى فيها عدة عائلات ملكية، بما فيهم عائلة لانكستر (Lancaster) ويورك (Tudor)، تولّت أسرة تيودور (Tudors) السلطة، ومسكَ زمام الأمور في فترة من الفترات هنري الثامن (Henry VIII)، والذي بدأت الصراعات والكثير من القتالات مع توليه. بعد أسرة تيودور، تولت أسرة ستيورات (Stuart) السلطة، ومن ملوكها جيمس الأول والسادس (James I and VI)، وفي ذلك الوقت، تبلور ما يُعرف بالكومنولث (Commonwealth)؛ والكومنولث اليوم عبارة عن اتحاد طوعي يضم 54 دولة جميعها كانت إحدى ولايات الإمبراطورية البريطانية في السابق، وهي موطن لـ2.4 مليار شخص.

عام 1714، تولت أسرة هانوفر (Hanovre) السلطة، بدايةً من جورج الأول (George I)، وكان ذلك بداية العرش الذي أنتجته بعد خمسة أجيال الملكة فيكتوريا، ابنة الأميرة فيكتوريا الألمانية من أسرة ساكس كوبرغ (Saxe-Coburg) والابن الرابع لجورج الثالث المعروف بإدوارد (Edward) دوق كينت. تزوجت فيكتوريا بعد ذلك من ابن عمها وهكذا ولدت أسرة ساكس كوبرغ الملكيّة، الاسم الذي حمله ابنها إدوارد من عام 1901 وحتى 1910.

تحول الاسم من هانوفر إلى وندسور (Windsor)، الاسم الملكي الذي نعرفه اليوم، حيث قام جورج الخامس بتبني هذا الاسم عام 1917، فقد كان قديمًا يُسمح للعائلة المالكة اختيار اسم اللقب، وغالبًا ما يكون باسمهم هم كعائلة، وأما عن سبب التغيير الجذري لاسم العائلة المالكة من “هانوفر”، فقد قرر حينها جورج الخامس أنه حان الوقت لتملك عائلته الملكيّة لقبها الخاص، واختار اسم وندسور تيمّنًا بمدينة وندسور وموقع قلعة وندسور البريطانية، كما كانت هناك مشاعر معادية لألمانيا خلال الحرب العالمية التي اشتعلت آنذاك، فما كان منه إلا أن يختار هذا الاسم لتقوية موقفه في الحرب ربما!

تولى بعده ابنه جورج السادس بعد تنازل شقيقه إدوارد الثامن عن العرش، وفي النهاية، تُوّجت ابنته ملكة لبريطانيا من بعده، وهي الملكة التي نعرفها الآن، الملكة إليزابيث الثانية.

الملكية في بريطانيا

الملكة إليزابيث الثانية

بريطانيا.. المملكة التي لا تغرب عنها الشمس ..

كتب هذه العبارة لأول مرة فراي فرانشيسكو دو أوغالد Fray Francisco de Ugalde، حيث كتبها بالإسبانية للملك تشارلز الأول، واستُخدمت للتعبير عن مدى اتساع الإمبراطورية البريطانية.

في الفترة بين القرنين الثامن عشر والعشرين، ضمّت الإمبراطورية البريطانية المزيد من الأراضي إلى ولايتها، ما جعلها أكبر إمبراطورية في التاريخ، حيث كان للإمبراطورية مؤسسات في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا والعديد من الجُزُر في جميع أنحاء العالم، وأثبت المؤرخون أن ما يقارب 25% من مساحة الكرة الأرضية كانت تحت سيطرة البريطانيين، الأمر الذي جعل المنطقة واسعة لدرجة أنه في أي وقت يمكنك رؤية ضوء النهار في إحدى تلك المناطق، ومن هنا جاءت تلك المقولة.

اقرأ أيضًا:  إليزابيث والعم سام: كيف تختلف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عن بعضهما البعض!


مراسم التتويج الملكية في بريطانيا

يتضمن الاحتفال اليوم العديد من العناصر التي كانت في الأصل جزءًا من الاحتفال الملكي منذ القرن الحادي عشر، حيث حافظ الملوك المتعاقبون على تلك السمات الاحتفالية حتى تتويج إليزابيث الثانية عام 1953. الغرض الرئيسي من إقامة حفل ومراسم تتويج هو رؤية الملك يقسم على دعم الكنيسة، وأنه سيتولى الحكم بشرف وحكمة ورحمة. يبدأ التتويج بدهن الملك بالزيت، ويُمنح سيفًا وجرمًا وخاتمًا وصولجانًا وتاجًا في النهاية، ثم يحلف جميع النبلاء ورجال الدين على الولاء للملك.


الدهن بالزيت

يستعد الملك لهذا اليوم بالاستحمام، وهو طقس من طقوس التطهير. في يوم التتويج، تقرع الطبول ويتبع صفّ من الشخصيات المرموقة ملكهم إلى المنصة ويحملون سيوف، ويرتدي الملك رداءً من الحرير والذهب، ويجلس على كرسي يُعرف بكرسي الملك إدوارد. تُستخدم ملعقة التتويج لدهن الملك بالزيت المقدس، حيث يصب رئيس الأساقفة كمية من الزيت على رأس الملك وصدره وكتفيه.

ملعقة التتويج

ملعقة التتويج

منح الملك رموز القوة

يتضمن ذلك من السيف، والجرم السماوي الذهبي المجوف والمرصع بالأحجار الكريمة واللآلئ، الذي يعلوه صليب إشارة إلى هيمنة المسيحية، ويوضع في يد الملك اليسرى، وفي الإصبع الثالث من اليد اليسرى الخاتم، ثم يُمنح صولجانًا، الرمز التقليدي للعدالة.

رموز القوة

لحظة التتويج

والآن، يتم وضع التاج على رأس الملك للتويج، حيث يكون التاج تقليديًّا وأحيانًا تتم إضافة بعض الأحجار الكريمة أو الشعارات، مثلًا، عند تتويج الملكة فيكتوريا، تم صنع تاج بديل أخف من تاج سانت إدوارد، يحتوي على أكثر من 2800 ماسة و17 حجر ياقوت، و11 زمردة، و269 لؤلؤة. إذا كان التتويج للملك، تتلقى زوجة الملك أيضًا تاجًا خلال الحفل.

صورة من تتويج ملك في القرون الوسطى

صورة من تتويج ملك في القرون الوسطى

عن الملكة إليزابيث الثانية..

تُوّجت الملكة إليزابيث الثانية، واسمها الكامل إليزابيث الكسندرا ماري ( Elizabeth Alexandra Mary)، ملكةً لبريطانيا ورئيسةً للكومنولث في الثاني من يونيو عام 1952، وهي رئيسة العائلة المالكة البريطانية، والحفيدة الثانية والثلاثين للملك ألفريد العظيم، ولديها 4 أطفال، وثمانية أحفاد، وتسع أبناء من الأحفاد، وتبلغ من العمر 94 عامًا.

الملكية في بريطانيا

الملكة إليزابيث الثانية بين الماضي والحاضر

حتى اليوم، تكون الملكة إليزابيث الثانية قد حكمت بريطانيا لمدة 69 عامًا، وستكون قد حكمت تمامًا 70 سنة في 6 يونيو 2022، ويتم حاليًا وضع الخطط لتنظيم سلسلة من الأحداث في الفترة ما بين 2-5 يونيو 2022، وذلك للاحتفال بيوبيلها البلاتيني، ولمن لا يعلم ما هو اليوبيل البلاتيني، فهو احتفال يُقام احتفاءً بالذكرى الـ70 على مرور حدث ما في بريطانيا، وأحيانًا الذكرى الـ75 على مرور بعض الأحداث في بعض دول جنوب آسيا.

تجاوزت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في فترة حكمها جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا التي حكمت مدة 63 عامًا، وأصبحت بذلك أطول الملوك جلوسًا على العرش، وذلك بالنظر إلى تاريخ الحكم البريطاني.

في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، احتفلت الملكة بعيد زواجها الثالث والسبعين من دوق إدنبرة، الأمير فيليب (Philip)، حيث تزوجا في 20 نوفمبر 1947، وعلى ذكر زوجها الأمير، فأعتقد أن الكثير منكم يتساءل لمَ فيليب أمير بينما إليزابيث ملكة؟ أليس من المفروض أن يكون زوج الملكة ملك؟ لنرى.

الملكية في بريطانيا

صورة من احتفال الملكة والأمير بذكرى زواجهما السبعين

لماذا إليزابيث الثانية ملكة بينما زوجها أمير فقط؟

على الرغم من كون إليزابيث الثانية ملكة، لم يصبح فيليب ملكًا عندما تزوجها، وذلك بسبب قانون برلماني يمنع ذلك. القانون هنا ينظر في السلالة فقط، في الدم، وليس الجنس، أي فيما يتعلق بأزواج العائلة المالكة، يعامل القانون الرجال والنساء بشكل مختلف. يمكن لزوجة الملك أن تُلقَّب “ملكة”، ولكن لا يجب أن يُلقَّب زوج الملكة بالملك.

ببساطة، عندما يتزوج رجل من السلالة الملكية، فإن زوجته ستتبعه باللقب، كما هو الحال مع الأمير وليام عندما تزوج من كيت ميدلتون، كان وليام دوق كامبريدج، وهكذا أصبحت كيت دوقة. في حال أصبح وليام ملكًا، ستصبح كيت ملكة أيضًا، أما في حالة الملكة إليزابيث، فهي ورثت الحكم عن والدها، ولا يجوز أن يُلقّب زوجها بلقبها.

عندما تزوج الأمير فيليب من الملكة، حصل على ثلاثة ألقاب نبيلة: دوق إدنبره، ولقب إيرل ميريونيث (Earl of Merioneth)، وبارون غرينيتش (Baron Greenwich). وبعد 10 أعوام، عينته الملكة أميرًا بشكل رسمي للملكة المتحدة.


دور الملكة في حياة الشعب

ليس هناك للملكة دور سياسي أو تنفيذي، ولكن على الرغم من ذلك، يلعب الملك أو الملكة دورًا مهمًا في حياة دولتهم. فبصفتها الرّتبة الأعلى في الدولة، تتولى الملكة واجبات دستورية وتمثيلية تطورت على مدى ألف عام، وتعمل بصفتها “السيادة” في الدولة، تعمل كمركز للهوية الوطنية والوحدة والاعتزاز. يعطي الملك بوقاره وفرض هيبته في مملكته شعورًا بالاستقرار والاستمرارية، ويمثّل الاعتراف الرسمي لنجاح وتميّز المملكة.

بشكل عام، تمثّل الملكة رمز البلد، بينما يكون رئيس الحكومة البريطانية هو رئيس الوزراء. وبدورها كملكة، تلقي إليزابيث الثانية خطابًا عند افتتاح كل برلمان جديد، وتلقي خطابات رسمية خلال الأعياد والمناسبات، وباتصالها المنتظم مع رئيس الوزراء، يكون لديها اطلاع كامل على جميع المسائل الوطنية المهمة، ولكنها لا تعلّق أبدًا على ما يجري من نقاشات سياسية، واتخاذ القرارات النهائية أمرٌ لا يعود لها، كونها مسائل تخص الحكومة.

 ما لا تعرفه عن رجل بريطانيا الأول في القرن العشرين: ونستون تشرشل!


الملكية في بريطانيا وولاء البريطانيين:

لطالما انتشرت الحجج السائدة بضرورة إلغاء النظام الملكيّ في المملكة المتحدة، وأن يصبح نظامها جمهوريًّا، ولكن ما زال هذا النقاش السياسي على الهامش على الرغم معاناة العائلة المالكة في الثلاثين عامًا الأخيرة من مكانتها. عمومًا، تحتفظ الملكية في بريطانيا بالدعم العام، ويُنظر إلى الملكة نفسها على أنها في مرتبة فوق النقد، مترفّعة.

وفقًا لاستطلاع أجرته شركة يوجوف (YouGov) في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020، حول مدى قبول النظام الملكي البريطاني، كان هناك ما نسبته 67% من الأشخاص الذين أعربوا عن رغبتهم في استمرار هذا النظام مستقبلًا، وحوالي 21% منهم أعلن عن تفضيله لرئيس دولة مُنتخَب، و12% لم يكونوا متأكدين من إرادتهم، أي لم يعطوا رأي محدد. جاء هذا الدعم من مختلف الطبقات الاجتماعية، الإقليمية والعمرية، فمقارنةً بـ67% مؤيدين في الدولة ككل، كانت هناك نسبة 58% تأييد من سكان لندن فقط، و42% منهم ممن تتراوح أعمارهم 18-24 عام، دعموا استمرار النظام الملكيّ.

بشكلٍ عام، هناك العديد من الحجج التي يضعها الموالون والمعارضون لتوثيق رأيهم في الحكم الملكيّ في بريطانيا. بالنسبة للمؤيدين، كانت هذه حججهم:

  • يؤكد مؤيدو الملكيّة الدستورية أن الملك قادر على تقديم دعم غير سياسي لعمل مجموعة واسعة من المنظمات والجمعيات الخيرية، مثل بث الملكة السنوي لعيد الميلاد، وإرسال برقيات التهنئة، والتعهد بمهمات رسمية، والكثير من الأفعال الجيدة والتي لن تكون ممكنة إذا أصبح الملك شخصية سياسية جمهورية.
  • الملكة البريطانية أو تسمى “العاهلة” البريطانية أيضًا، هي رئيسة 15 دولة من دول الكومنولث الـ53 الأخرى، لذا ليس من المفرح جدًا لقب “رئيسة دولة”، ومن الأفضل أن يبقى “الملكة”.
  • التأثير العالمي القوي، سواء في الأمن والأمان، أو النفوذ والتجارة، بالإضافة إلى الدخل القوي بسبب السياحة، حيث يُقدر أن السياحة إلى المساكن الملكية مثل قلعة وندسور وقصر باكنغهام، تجذب ما يصل إلى 2.7 مليون زائر سنويًا.
قصر باكنغهام

قصر باكنغهام

أما الاعتراضات الأكثر شيوعًا التي تشجع إلغاء النظام الملكي:

  • الديمقراطية، والتي من غير الممكن تطبيقها في ظل الدستور الملكي، وذلك يديم العقلية التي تحدد الطبقة الاجتماعية. أما في حال كان النظام الجمهوري، فيمكن ممارسة الديمقراطية على رئيس الدولة.
  • يشير البعض إلى وجود حالة من التمييز الديني بسبب الطريقة التي تكون فيها الطبقة الحاكمة أو الملك مسؤولًا عن الدولة وعن الكنيسة المُنشأة الموجودة والمؤَسَّسة من قبل الدولة، كنيسة إنجلترا أو الكنيسة الإنجليكانية. ما يُقصي الفئات الدينية الأخرى.
  • أشار المدافعون عن تغيير النظام السائد بأن الملكية البريطانية هي الأغلى بين الملكيّات في أوروبا. يدفع البريطانيون أكثر من 80 مليون جنيه إسترليني تكلفة للملكية، بينما إذا نظرنا إلى الملكيّة الإسبانية، فالتكلفة 6.15 مليون جنيه استرليني، أما السويديون فيدفعون حوالي 11.6 مقابل نظامهم الملكي.

الملكية البريطانية اليوم..


الأمير فيليب يمرّ بوعكة صحية

في 1 مارس/آذار، نُقل الأمير البالغ من العمر 99 عامًا إلى مستشفى سانت بارثولوميو (St Bartholomew’s)، وذلك بعد بقائه 13 ليلة في مستشفى إدوارد السابع في لندن، حيث أشارت المصادر إلى معاناة الدوق من حالة التهابية، وضرورة إبقائه تحت المراقبة وإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، كونه كان يعاني من حالة مرضية في القلب مسبقًا، ولم يتم الإعلان عن السبب الحقيقي لدخوله المستشفى.

الملكية في بريطانيا

نقل الأمير فيليب إلى المستشفى

تشير المصادر أن الدوق بصحة جيدة الآن، وقد تمكن من المشي في المستشفى لوحده، ولكن ما يدعو للقلق هو أن هذه المرة الأولى التي يمكث فيها الأمير فترة طويلة في المستشفى، كما أنه نُقل إلى مستشفى آخر خاص بالعناية القلبية، والجدير بالذكر هنا أن الأمير قد أجرى عملية جراحية تم فيها تركيب دعامة بعد حصول انسداد في شريانه التاجي، كان ذلك عام 2011. لذا لا يمكننا توقّع ما سيحصل في الأيام القادمة، ولكن ماذا لو مات الأمير فيليب؟ خاصةً أنه وفي الفترات الأخيرة، كثرت مرات دخوله إلى المستشفى!.

غالبًا، لا يمكن تخيّل ما سيحدث في حال مات الأمير، أو ماتت الملكة إليزابيث الثانية، ففي كل خطوة في عهد الملكة إليزابيث، كان الأمير فيليب إلى جانبها، وصفته ذات مرة بأنه “القوة والبقاء”. وبالنسبة للكثيرين، يعني تولي عرش المملكة لأكثر من 65 عامًا إنجازًا مذهلًا، لدرجة أن بعضهم لم يعرف الحياة بدون الملكة إليزابيث.

ولكن، لا أحد يمكنه العيش والحياة للأبد، وعندما يأتي يوم تُعلن فيه العائلة الملكية وفاة الأمير أو الملكة، فسيكون ذلك حدثًا صادمًا وسيثير الحزن الشديد في أرجاء المملكة، ولكن المدهش في الأمر أن تفاصيل ما سيحدث بعد الوفاة قد وُضعت بدقّة تامة.


استعداد العائلة المالكة في حال موت أيٍّ من أفرادها

يمكننا القول أن القصر الملكي في حالة استعداد لموت أي فرد من أفراد القصر، نعم، يتدرب جميع أفراد العائلة المالكة على بروتوكولات الجنازات الخاصة بهم، وهناك مصطلح متداول في القصر الملكي، رمزٌ موجود منذ عقود، ويجب على كل فرد من أفراد العائلة المالكة أن يعرفه، وهو مصطلح “الجسور”، أو عمليات الجسور، ويمكن تعريفه بأنه الرمز أو كلمة السر الخاصة بكل فرد منهم عند موته. لكل فرد جسر خاص به، ويجب على جميع الأفراد التوقيع بالموافقة على اسم جسره الخاص والذي بموجبه تتم ترتيبات جنازته.

لنتعرف الآن على أهم الإجراءات التي ستتخذها العائلة الملكية في حال وفاة الأمير فيليب أو وفاة الملكة إليزابيث الثانية.


الإجراءات في حال وفاة الأمير فيليب

  • إدخال عملية الجسر الرابع حيز التنفيذ

أول ما يمكن فعله هو إدخال خطة وفاة الأمير فيليب حيز التنفيذ، وقد سُمي الجسر الخاص به الجسر الرابع (Forth Bridge)، الكود السري الذي يحدد البروتوكول والإجراءات لما سيحدث. عندما يموت فيليب، سيكون اللورد تشامبرلين، وهو كبير أمناء البلاط وأكبر ضابط في الأسرة المالكة، سيكون أول من يتم إخطارهم، ويتلقى تعليمات من الملكة.

  • إعلان الخبر للشعب ورد فعل وسائل الإعلام

طبعًا من الواضح أن الملكة ستكون أول من سيَخبر، وأفراد العائلة، واللورد تشامبرلين، ولكن بالنسبة للعامة، فمن المرجح أن تكون البي بي سي (BBC) باعتبارها الإذاعة الوطنية، هي أول من ينقل الخبر. طبعًا من المتوقع جدًا رد فعل الصحافة ووسائل الإعلام، سيتم نعوة الأمير على الفور، وبث الأفلام الوثائقية. ذلك متوقع، فعلى مدار سنوات وعقود، كانت البرامج الإخبارية والمجلات وغيرها جاهزة لإعلان التنفس غير المحسوب للملكة وزوجها!

  • إنزال الأعلام حتى نصف السارية

ولكن ليس في قصر باكنغهام. في جميع أنحاء المملكة ودول الكومنولث، سيتم إنزال الأعلام حتى نصف السارية كدلالة على الوفاء والاحترام واستمرارية النظام الملكي. العلم الملكي يبقى شامخًا ومرفوعًا، ويُرفع في المساكن الملكية عندما تكون صاحبة الجلالة حاضرة، لا يتم إنزال العلم إلا في حالة وفاة أحد الملوك.

  • حداد

ستبدأ الملكة فترة حداد غالبًا ستمتد لثمانية أيام، ولن يتم إصدار أية قوانين خلال تلك الفترة، يتم تعليق الشؤون الحكومية إلى حين انتهاء الحداد. ويشمل الحِداد أيضًا لبس البدلات السوداء، وربما شارات حمراء للرجال، وستلغي الأسرة أي ارتباطات اجتماعية، على الرغم من وجود إشارات استفهام حول ما إذا كانت الأسرة المالكة ستمضي قدمًا في بعض الارتباطات المرتبة مسبقًا.

  • لا جنازة رسمية ولا كاميرات

نظرًا لكونه قد خدم في البحرية البريطانية لمدة 13 عامًا تقريبًا، فقد اختار فيليب توديع أحبائه بجنازة عسكرية تقريبًا، على الرغم من تحقّ له الجنازة الملكية. طلب أن يرقد جسده في قصر سانت جيمس، وأن تُقام جنازته في كنيسة سانت جورج في وندسور، وطلب حضور أفراد الأسرة وبعض رؤوساء الدول. من غير المرجح أن يكون هناك مشاهدة عامة، لا كاميرات للتصوير- كما في مناسبات الزفاف- ولا غير ذلك.

  • اجتماع العائلة المالكة

ذلك يعتمد على القيود المفروضة بسبب كوفيد-19، ولكن في حال عادت الأمور إلى طبيعتها بشكل أو بآخر بالتزامن مع وفاة الأمير، فسيتوجه أبناء الملكة وأحفادها وأولادهم إلى دعم الملكة. أما في حال كان الحظر مفروضًا، لن يُسمح لأفراد العائلة بمغادرة منازلهم.

  • مكان الدفن

يُعتقد أنه سيدفن في حدائق ملكيّة فراغمور، بجانب الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت.


الإجراءات في حال وفاة الملكة إليزابيث

  • عملية جسر لندن

كما قلنا، كلمة السر الخاصة بالمراسم والبروتوكولات التي تُتّخذ عند موت أحد الأفراد، وبالنسبة للملكة، فإن الجسر الخاص بها هو “جسر لندن (London Bridge)”. وفقًا لما أصدرته صحيفة الغارديان، فإن الإجراءات بعد تلقي الكود هي كالتالي: سيتلقى سكرتير الملكة الخاص خبر وفاة الملكة من الطبيب الخاص بها، وسيتصل السكرتير برئيس الوزراء، ويبلغه هذه الكلمات: “جسر لندن معطّل”. بعد ذلك، تتصل وزارة الخارجية البريطانية بالحكومات التي ترأسها الملكة لتعلمها الخبر المحزن.

  • نشر الخبر

بمجرد إخبار من يتوجب إخبارهم، ستضج المملكة المتحدة وما حولها بخبر وفاة الملكة، وسيتم إبلاغ جميع المؤسسات الصحفية ببيان عاجل، كما سيعلن الموقع الرسمي للعائلة المالكة الخبر على صفحته الرسمية.

  • إنزال الأعلام وقرع الأجراس

كما في وفاة الأمير فيليب، سيتم إنزال الأعلام حتى منتصف السارية، وستُقرع الأجراس في جميع كنائس المدينة. سيدق بشكل خاص جرس التينور (tenor bell)، والذي يدق في حالة وفاة الملوك.

  • حِداد

تدخل الأمة في حداد لمدة أكثر من 10 أيام قبل الجنازة، تشير التقارير إلى أن مدة الحداد قد تستمر حوالي 12 يوم، ومن المتوقع أن تُجرى الجنازة بعد 12 يومًا من الوفاة ويكتسي الجميع بالأسود كما هي العادات. ستعلّق البي بي سي جميع برامجها بالتأكيد وتوفر تغطية شاملة للحدث.

  • جنازة ملكيّة

بالنسبة للشعب، غالبًا سيكون يوم وفاة الملكة هو عطلة وطنية، من المتوقع أن يُحمل التابوت على عربة مدفعية، ويسحبها بحّارة البحرية الملكية، وسيتم بث الجنازة مباشر على التلفاز، وغالبًا، ستُدفن الملكة إلى جانب والديها وأختها، في سانت جورج بويندسور.

  • الخلافة والتتويج

ولضمان عدم خلوّ العرش من الملك، غالبًا سيتم تتويج الأمير تشارلز، الابن الأكبر للملكة، ملكًا بشكل تلقائي. سيجتمع جميع أعضاء البرلمان لأداء قَسَم الولاء للملك الجديد، وغالبًا سيتم تجديد العملات والطوابع لتحمل صورته، والنشيد الوطني أيضًا.

ذو صلة
الأمير تشارلز

الأمير تشارلز والملكة

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة