بقعة بيضاء كبيرة على أورانوس.. يستمر تلسكوب هابل في إبهارنا بصور فضائية مذهلة لكوكبي المشتري وأورانوس!

لقد التقط تلسكوب هابل الفضائي، المرصد المداريّ الذي يبلغ عمره 30 عاماً، صوراً جديدة لكوكبيّ المشتري وأورانوس، وكشف عن أنماط الطقس المتغيّرة على الكوكبين. ورغم أنّ الكثير من الاهتمام قد أُلقيَ على تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد، فلا يزال هابل يعطي نظرة ثاقبة حول كيفيّة عمل كوننا.

كوكب المشتري، الذي يعدّ خامس كوكب بعد الشّمس، هو أكبر كوكب في نظامنا الشّمسي، ويمكن أن يستوعب 11 كوكباً أرضيّاً عبر خطّ الاستواء. ويتميّز غلافه الجوّي بالأعاصير الدّوامة والبقعة الحمراء العظيمة الشّهيرة، وهي أضخم إعصار في المجموعة الشّمسية استمرّ لقرون. وتكشف الملاحظات الأخيرة التي قام بها هابل أنّ طقس المشتري لا يزال مضطرباً، خاصّة في خطوط العرض المنخفضة.

أمّا أورانوس، الكوكب السّابع بعد الشّمس، هو عملاق غازيّ أزرق مغبرّ يبلغ حجمه أربعة أضعاف الأرض. وتُظهر الصّور الحديثة التي التقطها هابل لأورانوس نشاطاً جويّاً مثيراً للاهتمام على هذا الكوكب. وفي الصّورة التي التُقِطت عام 2014، يمكن رؤية سحب من الكريستال الجليديّ مكوّنة من غاز الميثّان باتّجاه الشمال، مع وجود حلقة ضعيفة حول الكوكب. أمّا في الصّورة التي التُقطت عام 2022، انحرف محور دوران أورانوس بشدّة، ممّا تسبّب في تحوّل القطب الشمالي للكوكب نحو الشّمس، ويسيطر الغطاء القطبيّ على القطب الشّمالي، مع ظهور بعض العواصف على محيطه.

واجه تلسكوب هابل الفضائيّ نكسات على مرّ السّنين، ممّا تطلّب عدّة عمليّات إعادة تشغيل بسبب تقادم البرامج وخضوعه للصّيانة اليدويّة في الفضاء خمس مرّات. على الرّغم من هذه التحدّيات، يواصل هابل إجراء ملاحظات رائدة للنّجوم البعيدة، وعمليّات اندماج المجرّات، وحتّى بعثات ناسا الأخرى.

يبدو المستقبل مشرِقاً بالنّسبة لهابل، الّذي يعمل الآن جنباً إلى جنب مع تلسكوب الفضاء جيمس ويب. بحلول عام 2028، سيتمّ توجيه الغطاء الجليديّ القطبي على أورانوس مباشرة نحو الأرض، ممّا يوفّر فرصة فريدة للتلسكوبات مثل هابل لتصوير بنية الكوكب بمزيد من التّفصيل. ومن المقرّر أيضاً أن تستكشف بعثة Jupiter Icy Moons Explorer التّابعة لوكالة الفضاء الأوروبية قمر المشتري؛ غانيميد، الذي تمّ التقاطه مؤخّراً في صورة هابل.

أيضاً من المقرّر أن تستكمل ناسا بناء تلسكوب الفضاء الجديد جيمس ويب، الذي يعتبر بمثابة خطوة كبيرة في الأبحاث الفضائيّة والكونيّة. سيكون جيمس ويب قادراً على الرّؤية بشكل أفضل من هابل وأكثر دقة، ممّا يتيح للعلماء فرصاً جديدة لدراسة المجرّات البعيدة والنّجوم والكواكب الأخرى.