الأصغر ليس دائمًا الأفضل .. دراسة جديدة توضح أن أفضل أداء بدني وعقلي ليس مرتبط بالعمر

"الأصغر هو الأفضل" لا تؤيد الأبحاث الجديدة هذه المقولة، إذ يجادل الخبراء أن أفضل عمر للأداء البدني والعقلي، يختلف جدًا بناءً على النشاط أو العملية الذهنية، وتُشير دراسة جديدة أن العمر الذي يصل فيه الرياضيون لذروة أدائهم يختلف تبعًا لنوع الرياضة، بالنسبة لرياضات مثل الجري، والإبحار يصل الأفراد لأفضل أداء لهم في الأربعينات، على عكس رياضات أخرى مثل كرة القدم، إذ يصل الرياضيون لأفضل أداء لهم في عمر الـ 25 تقريبًا.

توضح الدراسة أن السبب في ذلك هو نوع الألياف المسؤولة عن ذلك، ففي الرياضات التي تتطلب طاقة عالية، فإنها تستهلك الألياف العضلية السريعة، التي تضمر مع تقدم الشخص في العمر، بينما في الرياضات الأخرى مثل الجري فإنها تعتمد على الألياف العضلية البطيئة، التي تتحسن مع التدريب المستمر، وتحسين التنفس لزيادة الأكسجين لتوليد طاقة أعلى.

بالمثل في القدرات العقلية، إذ تزداد خبرة وحكمة الشخص مع التقدم في العمر، حتى يصل لذروته في الـ 65 من عمره، بينما الذكاء والمعرفة فيصلان لذروتهما في الأربعينات والخمسينات من عمر الشخص، لكن ما ينبغي الإشارة إليه أن القدرات العقلية لا تصل لذروتها في وقت واحد.

يرتبط الإبداع والابتكار بالشباب، ويستمران في التطور ليصلا إلى الذروة في السنوات الأخيرة، هذا صحيح بالنسبة للتفكير الذي يعتمد على المعرفة والخبرة المتراكمة، فيكون الأشخاص في عمر الخمسين هو الأكثر مهارة في هذا النوع من التفكير مثل مجال البحث العلمي، بينما يصل التفكير الذي يساعد الناس على التعامل مع الأفكار المجردة والمنطق إلى ذروته في عمر الـ 25 تقريبًا.

هذا البحث يوضح أن مفهوم الذروة يعتمد على عوامل مختلفة تبعًا لنوع المهمة، فمع التقدم في العمر تتطور بعد المهارات، وتتراجع بعض المهارات الأخرى، لذلك بدلًا من التركيز على العمر، يجب إدراك أنه بالإمكان الاستمرار في التحسن والتطور.