دراسة تؤكد: النساء يعشن سنوات أطول من الرجال.. لكن بصحة سيئة!

يكشف تحليل عالمي حديث للفجوة الصحية بين الجنسين نُشر في مجلة لانسيت للصحة العامة أنه على الرغم من أن النساء يعشن لفترة أطول من الرجال، إلا أنهن يعانين من مستويات أعلى من المرض والإعاقة طوال حياتهن. وتسلط الدراسة الضوء على التفاوتات المستمرة في النتائج الصحية بين الرجال والنساء، حيث تتأثر النساء بشكل غير متناسب بالحالات غير المميتة التي تؤدي إلى المرض والإعاقة، في حين يواجه الرجال معدلات أعلى من الحالات التي تسبب الوفاة المبكرة.

فحص التحليل الذي أجراه باحثون من معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) بجامعة واشنطن بيانات من الأسباب الرئيسية للأمراض في العالم. ووجدت أن النساء يتأثرن بشكل خاص بمشاكل العضلات والعظام، ومشاكل الصحة العقلية، واضطرابات الصداع، التي تساهم في المرض والإعاقة طوال حياتهن. وفي المقابل، يتأثر الرجال أكثر بحالات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي والكبد، وكوفيد-19 التي تؤدي إلى الوفاة المبكر.

وتؤكد الدراسة على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لمعالجة الفوارق الصحية بين الجنسين. كما تؤكد الدكتورة لويزا سوريو فلور، كبيرة مؤلفي الدراسة، على أهمية التركيز على العواقب السيئة التي تحد من الوظيفة الجسدية والعقلية للمرأة، خاصة مع تقدم العمر. وتدعو إلى مزيد من الاهتمام بالاختلافات بين الجنسين والاختلافات بين الجنسين في النتائج الصحية وتدعو إلى اتباع نُهج مستنيرة بشأن الجنس والجنس في الوقاية والعلاج.

يسلط البحث أيضًا الضوء على التفاوتات في التمويل وأولويات الرعاية الصحية، حيث تعاني الظروف التي تؤثر بشكل غير مباشر على النساء مثل الاكتئاب، من نقص كبير في المناعة مقارنة بأعبائها على الصحة العامة. إذ تؤكد غابرييلا جيل، المؤلفة الرئيسية المشاركة للدراسة، على حاجة أنظمة الرعاية الصحية لمعالجة مجموعة كاملة من القضايا الصحية للنساء طوال حياتهن، خاصة في ضوء المستوى العالي من الإعاقة التي يعانين منها.

تؤكد نتائج الدراسة على أهمية معالجة الفجوة في الصحة بين الجنسين وتنفيذ استراتيجيات لتحسين النتائج الصحية لكل من الرجال والنساء. ويدعو إلى مزيد من الاهتمام بالاختلافات بين الجنسين في تخطيط الرعاية الصحية وتمويلها، مع التأكيد على الحاجة إلى اتباع نهج شامل لصحة المرأة يتجاوز مجالات التركيز التقليدية.