كائنات بحرية لديها “عين ثالثة”.. دراسة حديثة تبهر العلماء!

كشفت دراسة حديثة عن وجود عين ثالثة "متوسّطة" في ثلاثيّة الفصوص، وهي كائنات بحريّة من عصور ما قبل التّاريخ عاشت بين 521 و 251 مليون سنة مضت.

توصّل باحثون من جامعة كولونيا وجامعة إدنبرة إلى هذا الاكتشاف بعد دراسة أحفورة محفوظة جيّداً بشكل استثنائي من أنواع ثلاثية الفصوص Aulacopleura koninckii، والّتي يعود تاريخها إلى حوالي 430 مليون عام، تمّ اكتشافها في جمهورية التشيك في منتصف القرن التاسع عشر.

عُثِرَ على العيون المتوسّطة في جميع المفصليّات، وهي فئة من الحيوانات اللّافقارية ذات الهيكل الخارجي الرّياضي مع أجسام مجزّأة وزوائد مزدوجة ومفصلية. وعلى الرّغم من انتشارها في كلّ أنواع المفصليّات، لم يعثر علماء الأحافير من قبل على دليل يشير إلى وجود عيون متوسّطة في ثلاثية الفصوص، حتّى بعد 150 عاماً من البحث.

عادة ما تتّخذ العيون المتوسّطة شكل الأكواب الصّغيرة المعروفة باسم "العيون البسيطة"، والتي يمكن أن تكون مجهزة بعدسات حتّى، ولا تبدو مختلفة كثيراً عن عيون الإنسان.

في الدراسة الجديدة، كشط الباحثون جزء من رأس أحفورة Aulacopleura koninckii، وكشفوا عن ثلاث بقع بيضاوية داكنة متطابقة تقريباً على مقدّمة رأس ثلاثيّة الفصوص، وقد لاحظ الباحثون أنّ هذه الهياكل مبطّنة بالتّوازي مع بعضها البعض، وتتميّز بمخطّط سلس وواضح ولون موحّد داكن. وأوضحوا أنّ العينين "تقعان تحت ما قد يكون درعاً رقيقاً وشفافاً، والذي يصبح معتماً أثناء تحوّلها لأحفورة." وقد أضافوا علاوة على ذلك: "تمّ العثور على العيون المتوسّطة في عيّنة في مرحلة مبكرة من نموّها.

نظراً لعدم العثور عليها من قبل، يستطيع المرء افتراض -كما هو الحال في القشريّات- بأنّ العيون المتوسطة قد تشكّلت فقط في المراحل المبكّرة من نمو ثلاثية الفصوص، فعلى ما يبدو؛ تشكّلت العيون الثالثة خلال مرحلة 'اليرقات' في ثلاثيّة الفصوص.

اكتشف الباحثون أيضاً ثلاث عيون على شكل كوب على ثلاثية الفصوص الأخرى؛ Cyclopyge sibilla، وهي نوع من أنواع الكائنات حرّة السباحة، التي عاشت في منطقة Ordovician العليا، منذ حوالي 450 مليون سنة. كانت العينان تقعان على المنطقة المسمّاة بالمَقطَب، وهي المنطقة التي تقع في منتصف جبين الكائن بين عينيه المركّبتين.

للعيون المتوسّطة تاريخ طويل في السّجل التطوّري، يعود تاريخه إلى أكثر من 500 مليون سنة. حيث صرّحت الدّكتورة بريجيت شوينمان من جامعة كولونيا: "بمساعدة عدد الأعين المتوسّطة في المفصليات، توفّر لدينا الآن أداة مهمّة لتحديد موقعها في الشّجرة التّطوّرية".