كشف الطالب ألبرت شنيبن من معهد نيلز بور عن مفهوم رياضي جديد لظاهرة عدسة الجاذبية .. طبقًا لبحث جديد!!

ظاهرة عدسة الجاذبية هي نظرية مُعقدة للغاية مرتبطة بالثقوب السوداء، وفي إنجاز كبير استطاع الطالب ألبرت شنيبن وضع تعبيرًا رياضيًا جديدًا لتوضيح خصائص الثقوب السوداء وعدسة الجاذبية، ونتج عنه زيادة فهمنا للجانب الغامض من الكون، ونُشر البحث في مجلة Scientific Reports.

لفترة طويلة جدًا، فُتن العلماء بظاهرة الثقوب السوداء، وهي عبارة عن كيانات سماوية ضخمة وغامضة تستهلك كل شيء مُحيط بها حتى الضوء لا يستطيع الفرار من الجاذبية الهائلة لها، ويحدث انحناء للفضاء (المكان) والزمن حول الثقوب السوداء، وهذا الانحناء شديد للغاية يتسبب في انحراف أشعة الضوء، وعندما يكون هذا الانحراف قويًا للغاية، فإن الضوء يستطيع السفر والدوران حول الثقب الأسود عدة مرات، وينتج عن هذا خلق العديد من الصور لنفس الكائن، وهو ما يُعرف بظاهرة عدسة الجاذبية.

حُدد التعبير الرياضي لعدسة الجاذبية منذ أكثر من 40 عامًا، وتضمن هذا التعبير عاملًا يُعرف باسم عامل 500، وببساطة فإن معناه أن لكل صورة نراها يجب أن ننظر 500 مرة أقرب للثقب الأسود، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة معروفة منذ وقت طويل، إلا أن السبب الرياضي وراء هذا العامل 500 ما زال غامضًا حتى الآن.

استخدم الطالب ألبرت شنيبن أساليب رياضية حديثة وذكية، مكنته من معرفة حقيقة هذا العامل، ويوضح ذلك قائلًا:"إنه لشيء جميل للغاية فهم لماذا تتكرر الصور بهذه الطريقة الأنيقة، وهذا يوفر فرصة جديدة لاختبار فهمنا للجاذبية والثقوب السوداء".

من المهم للغاية توضيح أن طريقة شنيبن الرياضية الحديثة لا يمكن تعميمها على الثقوب السوداء العادية فحسب، بل يمكن تطبيقها كذلك على الثقوب السوداء الدوارة في الفضاء.

قُلل العامل المستخدم في التعبير الرياضي لعدسة الجاذبية بشدة، وهذا يعني أن الصور لنفس الكائن أصبحت أقرب، ويمكن أن توفر تلك الصور الإضافية نظرات أكثر دقة للثقوب السوداء والمجرات التي تحجبها. 

مع كل دورة يدورها الضوء حول الثقب الأسود، يزداد الوقت الذي يستغرقه الضوء في إكمال دورته، وهذا يعني أن الصور كلما زادت فإنها تستغرق وقتًا أطول، وهذا يمكننا من مشاهدة الأحداث الفريدة في الكون بشكل أدق، مثل مشاهدة انفجار السوبرنوفا في مجرة بعيدة.

ستؤثر أبحاث ألبرت شنيبن بشدة على فهمنا للكون، وستمكننا من رؤية ودراسة الثقوب السوداء والمجرات بعمق أكثر، وستُلهم هذه الأبحاث الجيل القادم من علماء الفيزياء والفلك لمواصلة استكشاف أسرار الكون.