لماذا لا يتغير لون الجلد (Tan) فورًا بعد التعرض لأشعة الشمس؟ الحمض النووي هو السبب في ذلك!

أحد الألغاز الطبية التي استمرت لفترة طويلة حتى استطاع العلماء التوصل إلى حلها الآن، هو لماذا يتأخر تغير لون الجلد (التان Tan) لفترة بعد التعرض للشمس ولا يحدث فورًا؟ فغالبية السياح الأوروبيين يأتون إلى الأماكن الحارة للتعرض لأشعة الشمس لتغيير لون الجلد، ويتعرضون لأشعة الشمس لفترات طويلة، لكن لا يتغير لون جلدهم إلا بعد عدة ساعات، أو عدة أيام من ذلك، فلماذا يحدث ذلك.

كشفت دراسة جديدة عن السبب في هذا التأخر، وهو أن الاستجابة الأولى لخلايا الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية، هي ليست زيادة إفراز الميلانين الذي يُغير لون الجلد ليصبح داكنًا أكثر، بل هي إصلاح الحمض النووي المتضرر في خلايا الجلد، لذلك تتأخر عملية تغير لون الجلد قليلًا.

كشف العلماء عن وجود آليتين في الجسم لحماية الجلد من أشعة الشمس التي تحتوي على أشعة فوق بنفسجية ضارة، الآلية الأولى هي إصلاح الضرر الذي حدث في الحمض النووي في خلال الجلد بسبب الإشعاع، والآلية الثانية هي زيادة إنتاج الميلانين الذي يغمق لون الجلد، وذلك لحمايته من أي أشعة سوف يتعرض لها في المستقبل.

يوضح العلماء أن آلية إصلاح الحمض النووي لها الأولوية على جميع الآليات الأخرى في الخلية، وهذا يُسبب تأخير آلية تغير لون الجلد قليلًا، فبعد التعرض لأشعة الشمس تعمل الخلية بكامل طاقتها على إصلاح الأضرار التي تعرضت لها، قبل أي شيء آخر.

ولاختبار هذه الفرضية، نشط العلماء آلية إصلاح الحمض النووي في الفئران وفي أنسجة جلد بشرية، وفي كلا الحالتين قامت الخلايا بإفراز كميات كبيرة من الميلانين بعد تنشيط الآلية الأولى حتى دون التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ويوضح العلماء أن آلية الإصلاح تأمر جميع الآليات الأخرى بالتوقف حتى تنتهي هي من العمل، وانتهائها من العمل قد يستغرق بضع ساعات أو أيام تبعًا لكمية الضرر الذي تعرضت له خلايا الجلد.

هذه الدراسة كشفت آلية جديدة جزيئية لطريقة عمل الخلايا، وهذا سوف يفتح الباب أمام أبحاث جديدة لابتكار علاجات جديدة لحماية الجلد من أضرار الإشعاع، وعلى المدى الطويل قد نستطيع التوصل لطريقة للوقاية من الإصابة بسرطان الجلد.