تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما زالت محفوظة كما هي.. الكشف عن أسرار مومياء الصبي الذهبي في مصر

الكشف عن أسرار مومياء الصبي الذهبي في مصر
ميس عدره
ميس عدره

3 د

نشرت دراسة حديثة يوم الثلاثاء عن اكتشاف علماء الآثار لمومياء الصبي الذهبي المغطّاة بالتمائم الثمينة والمخزّنة في إحدى المتاحف منذ عام 1916، من خلال استخدام تقنيات الأشعة المقطعية وآليات الطباعة ثلاثية الأبعاد

عثر على تلك المومياء ملفوفة بالكتان داخل مقبرة تعود للعصر البطلمي، استخدمت من عام 332 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد، في محافظة أسوان جنوبي مصر. حيث كانت محنّطة بالأحجار الذهبية والكريمة مع وضع ثلاثة وأربعين تمائم واقية بدقة في ثلاثة أعمدة على جسد الفتى، ممّا يشير إلى مكانته العالية وغناه الفاحش.

بحسب الباحثة سحر سليم، مؤلّفة الدراسة وأستاذة الأشعة في كلية الطب في جامعة القاهرة "إنّ النتيجة الظاهرة غير عادية بالتأكيد، حيث غالباً ما كانت المومياوات العائدة لشخصيات رفيعة عرضةً لنهب مجوهراتهم الثمينة، وبما أنّ هذه المومياء ما زالت محفوظة، فإنّها توفر نظرة فريدة من نوعها لكيفيّة وضع التمائم على الجسم بعنايةٍ لحماية الموتى."

كان قدماء المصريين يؤمنون بقوة التمائم التي تعتمد على مادتها ولونها وشكلها. حيث كان المحنّطون أثناء عمليات التحنيط يتلوون الصلوات وآيات من كتاب الموتى بينما يضعون التمائم داخل المومياء أو بين الأغلفة.
كلّ تميمة لها معنى محدّد لحماية الصبي، الذي كان يبلغ من العمر 14 أو 15 عاماً عند وفاته. فالتميمة التي على شكل الجعران أو ما يعرف بالخنفساء السوادء المقدّسة، الموضوعة بالقرب من قلب الصبي والمحفورة بآيات من كتاب الموتى، ستساعده في أن يحكم عليه بلطف في الحياة الآخرة. حيث ورد ذكر جعران القلب في الفصل 30 من كتاب الموتى، نظراً لأهميته في الحياة الآخرة أثناء محاكمة المتوفى ولوزن القلب مقابل "ريشة ماعت" إلهة الحق والعدل والنظام.

كما تمّ وضع ورقة ذهبية على شكل لسان في فم الصبي، ممّا يضمن تمكّن الفتى من التحدث مع الآلهة بعد الموت. بالإضافة لوضع تميمة أخرى بارزة بالقرب من قضيب الصبي، بهدف توفير الحماية للشق الذي أحدثوه في جذع الجسم.
هنال العديد من التمائم الأخرى التي لها أدوار وقائية متنوعة، حيث تمثّل تميمة "القارورة" حمل الماء المقدس في الآخرة. كذلك تميمة "جد"، التي تمثل العمود الفقري للإله أوزوريس الذي سيضمن إحياء الميت بأمان. بالطبع، ستقدم هذه الدراسة معلومات قيّمة حول كيفيّة حياة المصريون القدماء ومماتهم ومعتقداتهم بشأن احياة الآخرة.

كما تبين أنّ الصبي كان يرتدي صندلاً أبيض في قبره. ففي كتاب الموتى كان على الميت أن يلبس نعلاً أبيض وأن يكون تقيّاً وطاهراً قبل أن يتلو آياته. ربما كان الهدف من الصنادل تمكين الصبي من الخروج من النعش.

بالإضافة إلى اكتشاف آخر غير متوقّع يتعلق بختان الصبي. حيث صرّحت الباحثة سحر سليم "يشير الفحص إلى أنّ الصبي لم يخضع للختان، على عكس شخصيات أخرى رفيعة المستوى، كالملك أمنحتب الأول، ممّا يشير إلى أنّ المصريين القدماء تعرضوا للختان في مرحلة البلوغ فقط."

ذو صلة

إنّ موضوع عدم الختان مثيرٌ للاهتمام، لأنه قد يخبرنا بمعلومات عن عرق الصبي، فالمصريون يميلون إلى الختان بشكل عام قبل سن 13. كما يشير ذلك إلى أنّ الأجانب والفرس تبنّوا ممارسات الدفن المصرية.

ربّما كان الصبي شاهد عيان على الحضارة المصرية القديمة، أو الاضطرابات التي حدثت في عهد آخر ملوك البطالمة، أو حتى فترة إحياء قيصر لعظمة مصر في عهد كليوباترا. ما تزال هويته ونسبه مجهولاً حتّى الآن، لكنّ العلماء يدرسون تابوته عن كثب للعثور على مزيد من الدلائل على هويته.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة