اكتشاف مدهش يقلب حقيقة انهيار مدينة البتراء رأسًا على عقب!

اكتشاف مدهش يقلب حقيقة انهيار مدينة البتراء رأسًا على عقب!
داليا عبد الكريم
داليا عبد الكريم

2 د


وصف علماء الآثار اكتشاف الحجر الرملي الأبيض، في مدينة البتراء القديمة بالأردن، بأنه مدهش جدًا وهو قادر على قلب حقائق انهيار المدينة القديمة رأسًا على عقب.

تنبع أهمية الاكتشاف من كون البتراء، تمتلئ بالحجر الرملي الأحمر فقط، ولم يسجل فيها أي عثور على الحجر الرملي الأبيض سابقًا.

لمعرفة سر الاكتشاف، علينا أن نتتبع تاريخ المدينة، التي تعتبر حضارة الشرق الأوسط المفقودة التي حيرت العلماء لعقود طويلة، ففي يوم مضى كانت البتراء مركز العالم، السياسي والثقافي، حين كان طريق الحرير الذي يربط الشرق والغرب في أوجه، وكانت البتراء تمثل محطة توقف التجار والمسافرين.

أسسها الأنباط، وجمعوا كميات كبيرة من الثروة، ما أثار أطماع الإمبراطورية اليونانية وزميلتها الرومانية، ورغم أن الإغريق فشلوا في حصارهم البتراء عام 312 قبل الميلاد، نجح الرومان واستولوا على المدينة الأردنية عام 106 بعد الميلاد، وحكموها لمدة 250 عامًا.

في القرن الرابع الميلادي، ضرب زلزال عنيف المدينة وسواها بالأرض، ولسنوات طويلة اعتقد العلماء أن الزلزال هو المسمار الذي ضرب في نعش المدينة وحولها إلى أنقاض.

ورغم محاولات الإمبراطورية البيزنطية، تنشيط البتراء وإعادتها لسابق ألقها، إلا أنهم فشلوا، وتحولت القصور المنحوتة بالحجر إلى ملاجئ للرعاة المتجولين، بعد أن كانت للملوك والأغنياء وعلية القوم في ذلك الوقت.

عالم الآثار، توم باراديس، كشف عن اعتقاده بأن هناك أمور أخرى أدت لسقوط البتراء بعيدًا عن الزلزال، وقال خلال فيلم وثائقي بعنوان "أسرار: لغز البتراء"، أنهم وفي عام 2017، اكتشفوا أسرة ضخمة من الحجر الرملي الأبيض، واعتبر أن ذلك الرمل الأبيض لا ينتمي للمدينة، وبدأ باراديس وفريقه التحقيق في كيفية وصول الحجر الرملي الأبيض إلى مدينة البتراء.
يتوقع العالم، أن التحقيق ربما يؤدي لاكتشاف أن البتراء ربما تعرضت لفيضان هائل جدا.

ورغم أن الأنباط تنبهوا لمخاطر الفيضانات، وعملوا على تحصين المدينة منها، إلا أن عالم الآثار قال إنهم اكتشفوا دليلًا على أنه وخلال مرحلة ما، لم تستطع تحصينات الأنباط وممراتهم لتصريف المياه، على تصريفها بالفعل، وذلك بالقرب من مدخل المدينة.

وفي حال كانت نظرية عالم الآثار صحيحة، فإن مياه الفيضان قد انفجرت في النهاية من خلال بوابات المدينة ودخلت إلى شوارعها، جالبة معها أكثر من 16 قدمًا من الرمال والحطام.

ذو صلة

طبعًا من المستحيل معرفة صحة النظرية، إلا أن باراديس، يواصل مع فريقه إجراء الأبحاث في المدينة وحولها للعثور على أي دليل قد يفيدهم ويدعم نظريته.

يذكر أن مدينة البتراء تعتبر اليوم أحد أهم المعالم السياحية في الأردن، ويزورها آلاف السياح سنويًا، كما أنها تسجل اكتشافات جديدة بشكل مستمر، ولا تغيب فرق الآثار عنها.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

متعلقات