تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

رسالة إلى المؤثرين على إنستجرام ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.. “شكرًا على اللا شيء”

مدثر النور احمد
مدثر النور احمد

5 د

في صباح السادس من أكتوبر عام 2010 أي بعد مرور عام تقريبًا على بداية العقد الجديد تغير كل شيء تقريبًا، فقد تم إطلاق تطبيق جديد لتبادل الصور على متجر تطبيقات أيفون يُسمى إنستجرام Instagram، وكان من المفترض أن يكون التطبيق أداة تواصل مثلها مثل الأدوات الأخرى، ولكن أدرك مطوروها وجود حاجة في السوق لمنصة اجتماعية تختص بالصور مصممة للهواتف الذكية، بدلاً من أجهزة الكمبيوتر التقليدية.

وقد كانوا على حق حينها فقد اشترك مليون مستخدم في إنستجرام في أقل من ثلاثة أشهر، وتم إطلاق تطبيق المنصة لأجهزة الأندرويد في عام 2012، وتم بيع التطبيق إلى فيسبوك مقابل مليار دولار. وبلغ عدد المستخدمين النشطين مليار مستخدم شهريًا في يونيو 2018،

التأثير الذي أحدثته منصة إنستجرام تجاوز تأثير الكثير من مواقع الويب ومنصات الوسائط الاجتماعية الأخرى، فقد قامت إنستجرام بتحويل البوصلة بشكل كامل للصور التي ينظر إليها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الحقيقة أصبح الإنستجرام أمرًا شديد الأهمية لمعظم المستخدمين فمن منّا لا يرغب بمشاركة صورر العطلة الأخيرة مع الأصدقاء؟ ولكن كان التطبيق بالنسبة لبعض المستخدمين فرصة ذهبية لكسب بعض الأموال الإضافية، وبحلول عام 2016 ظهر مصطلح قوى في فضاء الإنترنت خاصة للذين لديهم متابعين يقدرون بالآلاف والملايين وهو مصطلح “المؤثر” أو “influencer”.


عندما يكون صديقك هو عميلك الجديد المحتمل

في الأيام الأولى لوسائل التواصل الاجتماعي، كانت الحالة هي أن تكون محاطًا بالأصدقاء الافتراضيين عبر الإنترنت وقد وُجد في موقع MySpace أن عدد أصدقائك هو الدليل الأبرز على مدى شعبيتك على الموقع، كما أتاحت منصة فيسبوك للمستخدمين فرصة الاتصال عن طريق إضافة الآخرين “كأصدقاء”، كما تم إطلاق منصة التدوين المرئي Tumblr في عام 2007 إلى جانب تويتر، الذي جاء في عام 2006، والذي كان من أوائل المواقع التي حولت “الأصدقاء Friends” إلى “متابعين Followers”.

وبحلول الوقت الذي ظهر فيه انستغرام في عام 2010 كان نموذج “المتابع Follower” في مكانه الصحيح تمامًا، حيث تستخدمه الآن معظم المواقع والتطبيقات ولكن مع التركيز أكثر على الصور الفوتوغرافية، منحت إنستجرام المستخدمين المشهورين خاصة مدوني الأزياء مساحة رقمية لتحويل متابعيهم المخلصين إلى عملاء محتملين من خلال الشراكة مع العلامات التجارية والتأثير عليهم لشراء منتجات هذه العلامات التجارية الشريكة.

وقد رأينا الكثير من المشاهير أو غير المشاهير يتحولون إلى مؤثّرين على منصة إنستجرام مثل كيم كارداشيان وغيرها وكان ذلك نقطة انطلاق لنوع جديد تمامًا من الشهرة، ولكن حتى على مستوى أصغر، أصبح التأثير منتشرًا على نطاق واسع فقد أصبح المؤثر على منصة إنستجرام في هذه الأيام نموذجًا حقيقيًا للكثير من المتابعين.


عندما تصبح صورة واحدة بديلًا عن الآلاف من الحملات الإعلانية

تشرح الدكتورة ناتاشا رادكليف توماس الباحثة في التسويق والأعمال المستدامة في المدرسة البريطانية للأزيا، كيف أصبح المؤثر قويًا للغاية في 2010:


ظهرت وسائل الإعلام الاجتماعية بطريقة ديمقراطية من خلال إنشاء محتوى يمكنه التأثير على الكثير من المتابعين، ومع نمو المتابعين وتطور إمكانيات المؤثّرين بشكل تدريجي، أصبح الناس يتفاعلون مع مظهر وأسلوب مدوني الأزياء، مما أعطاهم تأثيرًا أكبر خاصة مع قدوم العلامات التجارية إلى هذا الفضاء الرقمي وعملها مع هؤلاء المؤثرين.

أسلوب المدون الذي تشير إليه الباحثة رادكليف توماس كان هو النمط السائد في عام 2015 تقريبًا، عندما بدأ التأثير يخطو خطواته الأولى الفعلية مثل ظهور المؤثرين بالسترات الجلدية المكشوفة على الأكتاف أو الأحذية اللامعة البراقة، وتوسعت مجموعة المؤثرين بشكل كبير مع دخولنا في عام 2019 ومع عدم تعريف مصطلح “المؤثر” حتى الآن بصورة واضحة، ظهر في هذه الأيام مؤثرين في كل الاتجاهات والمجالات: الجمال والرياضة والطعام والألعاب الإلكترونية وحتى مؤثرين في مجال التنظيف.


عدما يكون التواجد على انستجرام بديلًا للوظيفة التقليدية

فلورا بيفيرلي مدونة ومؤثرة في مجال اللياقة البدنية بدأت حياتها بالتدوين على Tumblr في سن المراهقة، ولكن في منصة انستجرام قامت ببناء متابعين حقيقيين لها وخلال سنتها الأخيرة في الجامع، انتقلت للمستوى التالي في رحلتها العملية، تقول:


شعرت أنني لا أستطيع مواكبة التسويق بالبريد الإلكتروني والتعاون الغير مضمون مع العلامات التجارية، ومنذ ذلك الحين نظرت إلى الأمر كعمل تجاري مربح، لكنني بالطبع ما زلت أقوم بهذا الأمر بغرض المتعة بشكل أكبر وبالرغم من حصولي على وظيفة بدوام كامل في إحدى الشركات المرموقة، لكن بعد 14 شهرًا قررت أن التركيز على التدوين سيكون فكرة جيدة ومربحة في نفس الوقت.

فريدي بيرسون هو أيضًا مؤثر في إنستجرام ينظر إلى العقد الماضي الذي وُلد فيه المؤثرين على أنه فترة لا زالت في بدايتها ويقول:


نحن الآن في منتصف مرحلة الاختبار وكل المؤثرين حاليًا هم فئران مخبرية في تجربة تسويقية عالمية من قبل الشركات الكبرى، للأسف هذا هو حقيقة كل شيء ونحن نشهد حاليًا ذروة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع رفضهما وشعورهما بالضيق عند إطلاق وصف “المؤثر” عليهما على منصات التواصل الاجتماعي فيبدو أن بعض المؤثرين غير مرتاحين للتسويق لكل شيء، ففي الماضي عند الدخول لمنصات التواصل الاجتماعي فإن هذا الأمر كان يعني التواصل مع أشخاص آخرين، ويأمل بيرسون في أن “يدرك الناس في المستقبل أنها عبارة عن منصات تعليمية بالإضافة إلى كونها فرصة لبناء قيمة مالية، أرغب أن أكون قوة دافعة للتغيير في الشباب وأن أشجع الناس على رؤية النصف الآخر من القصة أكثر مما يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي“.


ولكن الأمر لا يخلو من بعض السلبيات أيضًا

ذو صلة

غالبًا ما يُشار إلى انتشار “المؤثر” على أنه أحد الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتقدير المستخدمين للمؤثرين من خلال أسلوب حياتهم بكل أشكاله التي تتضمن رحلاتهم المجانية ورعاية العلامات التجارية لهم، وبالتالي سيوضح العقد التالي ما إذا كان يمكن تصحيح ذلك، أم سيصبح التأثير ببساطة مجرد خلط بين المؤثر وحياته الشخصية مع المبيعات والمنتجات.

ونأمل من خلال التركيز الجديد لهذه الصناعة على “الأصالة” والأهداف النبيلة وأن نرى رفضًا للتسويق المؤثر الكامل لبعض العلامات التجارية، وأخيرًا نجد أن المؤثرين وصناعة التأثير بالمجمل كانت دائمًا موجودة حتى قبل ظهور وسائل التواصل الإجتماعي، والتلفاز والإعلانات التلفزيونية خير مثال ولكن الطريقة قد تغيّرت للأبد بفضل منصّات التواصل الاجتماعي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة