تريند 🔥

🤖 AI

أمازون في مصر.. ما الذي يخطط له عمالقة التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط؟

أمازون مصر
آلاء عمارة
آلاء عمارة

8 د


“نحن متحمسون للعمل مع قطاع الصناعة في مصر، لخدمة العملاء في جميع أنحاء البلاد.. وسنظل ملتزمين بتدعيم عملائنا، للحصول على تجربة تسوق رائعة.. سنقدم أسعارًا منخفضة وخيارات متعددة بالإضافة إلى سرعة الشحن”.

هذه بعض من كلمات عمر الصاحي، المدير العام لشركة سوق دوت كوم وأمازون في الإمارات العربية المتحدة، في بيان صادر يفيد برغبة أمازون في توسيع نطاق تحكمها في التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وفي مصر تحديدًا، فبينما تغيرت هيكلة شركة أمازون العملاقة في تموز/ يوليو 2021، وانتقلت مقاليد الإدارة من العملاق “جيف بيزوس” إلى حليفه “آندي جاسي“، أعلنت أمازون في نهاية نفس الشهر انطلاق موقع أمازون مصر.

لم تكن خطوة مفاجئة إلى حد كبير، فقد ظهرت بعض نوايا أمازون بعدما استحوذت على موقع “سوق دوت كوم” في 2017. وهنا تساؤلات كثيرة في عالم الاقتصاد والأعمال، سنُحللها معًا في تقريرنا هذا.


لماذا تستخدم الشركات العملاقة سياسة الاستحواذ؟ على رأسها أمازون

أمازون في مصر

بافتراض انّ إحدى الشركات العملاقة قررت الاستحواذ على شركة أخرى أصغر أو ناشئة، وستدفع مبلغًا 200 مليون دولار. في حين أنّ رأس المال الذي بدأت به هذه الشركة الصغيرة لا يتعدى 5 مليون دولار! لماذا لا تُنشئ الشركات العملاقة أخرى ناشئة بمبالغ أقل وتقودها للنجاح؟ ربما رادوك هذا السؤال، فما الداعي لسياسة الاستحواذ التي تُكلف المؤسسات الكبيرة مبالغ طائلة؟ حسنًا، هناك عدة أسباب مقنعة، سنتناول كل واحدة منهما الآن.


صعوبة المنافسة

يُعد موقع سوق دوت كوم بمثابة أمازون للشرق الأوسط، إنه أكثر مواقع التجارة الإلكترونية شعبية في المنطقة، ربما قاد ذلك أمازون للاستحواذ عليه في عام 2017، فإذا أرادت أمازون فرض سيطرتها في العالم العربي كما فعلت مع العديد من الدول الأوروبية، عليها قتل منافسيها. باختصار شديد، إنّ أمازون تقضي على أقوى المنافسين لها في المنطقة وتضمن عملاء سوق دوت كوم لصالحها، أي عصفورين بحجر واحد.


استقطاب فريق العمل

في بعض الأحيان، تسعى الشركات الكبيرة لاستهداف فريق العمل نفسه، أو أشخاص محددة منه، بعبارة أخرى، ضم الكفاءات المنافسة لها، لكن قد لا يعمل الأشخاص المستهدفون بنفس الكفاءة في بيئات أخرى، فتضطر الشركات العملاقة للاستحواذ على الشركات الناشئة أو الصغيرة التي يعمل فيها الأشخاص المستهدفين، فيوفرون لهم بيئات العمل المناسبة، في نفس الوقت، يعود النفع عليهم. وهو أسلوب ذكي تتبعه المؤسسات العملاقة.


عملاء جاهزين

أمازون مصر

افتتاح شركة جديدة، يعني البحث عن جمهور محدد لاستهدافه، ويصعب هذا الاستهداف إذا كان ولاء الجمهور لشركات محددة منافسة أقدم في نفس المنطقة، وهذه ميزة من مميزات الاستحواذ الذي يوفر عناء البحث عن عملاء محتملين. وما فعلته أمازون مع سوق دوت كوم يضمن لها الجمهور، فهذا يعني أنّ عملاء موقع سوق دوت كوم قد انتقلوا إلى صفوف جماهير أمازون.


معادلة مربحة

(مواهب + رأس مال = ربح)

في الشرق الأوسط، نستهلك النشويات بكميات كبيرة، تأتي غالبًا من الأرز والقمح. عندما نتبع مصادر هذه المواد نجدها تأتي من الحقل، ويتولى الفلاح مسؤولية الزراعة والاعتناء بهذه النباتات ثم تمر بمجموعة من العمليات وتصبح متاحة لك في محلات البقالة. وبصفتك صاحب مال، ستشتري هذه المواد وسيصل هذا المال للفلاح، فيزرع من جديد بالإضافة إلى ربحه، وهكذا دواليك.

الفلاح هو صاحب الموهبة والفكرة والخبرة لإدارة شؤونك الغذائية، وأنت تمده بالمال حتى يستطيع إتمام هذه العملية. كذلك الاقتصاد وعالم الأعمال. هناك طرفان للمعادلة أحدهما رجال الأعمال والعاملين أصحاب الأفكار والمواهب. وعندما تجتمع الموهبة والمال، يصبح الطرف الآخر من المعادلة ربح، أي أنها صفقة رابحة يستثمر فيها رجال الأعمال. من ناحية أخرى، تزداد أرباح الشركات الناشئة وتتخذ مقعدًا ثابتًا بدعم من صاحب المال.


توفير الوقت والجهد وإضافة منتج جديد

تمامًا كما فعل مارك زوكربيرج بذكاء مع الانستغرام، فقد وجد أنّ مشاركة الصور عليه يوفر تجربة أفضل للمستخدم عن الفيسبوك، بالإضافة إلى زيادة شعبيته يومًا بعد يوم، استحوذ عليه، وفعل نفس الأمر مع الواتساب. بذلك، ضمن زوكربيرج قاعدة عريضة من الجماهير بدلًا من تطوير تكنولوجيا منافسة تستهلك وقتًا ومجهودًا. ببساطة لقد استحوذ على منافسيه وجعلهم يعملون لصالحه. من ناحية أخرى، قد ترفع الشركات المنافسة دعوات قضائية بسبب التعدي على براءات الاختراع إذا حاول أحد تقليدها وتطويرها، ما يجعل الاستحواذ أداة قوية لكسب براءات الاختراع هذه أيضًا.


تطوير الأعمال

شركة جوجل العملاقة، بالتأكيد تعرفها، إنها تتبع سياسة الاستحواذ بطريقة تشبه – على حد تعبيرهم – فرشاة الأسنان. تراقب جوجل الشركة الناشئة من بعيد، وتتعرف ما إذا كانت هذه الشركة قابلة للتطوير أم لا، وهل يستخدم الجمهور منتجها يوميًا؟ وكم مرة في اليوم؟ ما يساعدهم على التنبؤ بمستقبل هذه الشركة، وإن كانت واعدة حقًا، يعلنون عنها للناس، وتتطور أكثر فأكثر ومعها تزداد أرباح جوجل.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. آندي جاسي على كرسي إدارة أمازون العملاقة


سوق دوت كوم.. أمازون الشرق الأوسط

أمازون مصر

عام 2017، أعلنت شركة أمازون العالمية استحواذها على موقع سوق دوت كوم واشترتها بمبلغ يتراوح ما بين 650 – 850 مليون دولار. مبلغ كبير، أليس كذلك؟ بصراحة، إنه مبلغ ضخم، لكنه لا يفي سوق دوت كوم حقها، فقد قُدر ثمنها في العام السابق للاستحواذ بنحو مليار دولار. وقتها رفضت أمازون التحدث في هذا الأمر للصحفيين.

في نفس الوقت، اعتذر “رونالد موشاور” – الرئيس التنفيذي لشركة سوق دوت كوم ومؤسسها عام 2005 – عن التحدث عن هذه الصفقة أيضًا. أثار هذا عديد من التساؤلات التي تُركت دون إجابة صريحة من أمازون، فقد استحوذت على التجارة الالكترونية في الشرق الأوسط بهذا الفعل، حيث كان موقع سوق متعاقدًا مع أكثر من 750 ألف شركة، تعرض منتجاتها (تُقدر بأكثر من مليوني منتج) من خلاله.


أمازون مصر

أمازون مصر

في يوم 26 يوليو 2021، أعلنت شركة أمازون عن انطلاق موقع أمازون مصر (amazon.eg) خلال نفس العام، ودعت عملاءها وأصحاب الشركات لإعداد حساباتهم على الموقع الجديد، وذكرت في نفس البيان أنّ هذا الموقع سيكون فرصة ممتازة للشركات المختلفة للوصول إلى أكبر عدد من العملاء في جميع أنحاء البلاد، ما سيُساعدهم على نمو أعمالهم وانتشارها على نطاق واسع.

هذا وقد صرح رونالد موشاور بأنّ موقع أمازون مصر الجديد، سيتيح أكثر من 30 مليون منتج، منها 5 ملايين ستتوفر من أمازون بالولايات المتحدة الأمريكية، والمنتجات المتاحة على موقع سوق دوت كوم. إضافة إلى ذلك كله، ستُعرض المنتجات باللغة العربية لأول مرة على الموقع. وأضاف قائلًا: “ستكون هذه علامة فارقة في عالم التسوق عبر الإنترنت في المنطقة”.


لم تكن مصر الأولى..عن أمازون الإمارات والسعودية

في أبريل 2019، أعلنت أمازون عن تحويل موقع سوق دوت كوم في الإمارات إلى أمازون الإمارات (amazon.ae)، وفي يوليو 2020، أعلنت عن تحويل سوق دوت كوم في المملكة العربية السعودية إلى أمازون السعودية (amazon.sa).


ماذا سيستفيد المستهلكون من منصة أمازون مصر؟

أمازون مصر

ستوفر أمازون العديد من المميزات سواء للعملاء أو الشركات، من ضمنها:


ربط اسم أمازون بالمنتجات.. أي الجودة

مجرد وجود اسم أمازون على أي منتج، فهذا مؤشر على الجودة، وهذه سياسة أمازون عمومًا، حيث لا تقدم خدماتها إلا لصالح منتجات ذات قيمة. سيُساعد هذا الشركات التي تبيع منتجاتها من خلال أمازون على كسب ثقة المستهلكين، حيث تمتاز أمازون بخدمة العملاء الممتازة بالإضافة إلى التوصيل السريع في الموعد المطلوب.


تجربة مميزة

يستطيع المستهلكون التواصل مع خدمة العملاء بسهولة، حيث تتيح أمازون التعامل مع العملاء طوال أيام الأسبوع من أجل الاستفسارات، وتتميز هذه الخدمات بأنها مجانية ويستفيد منها المستهلكون.


رسوم الشحن مدعمة

توفر أمازون خدمات شحن مميزة، تُمكن البائعين من دفع مبالغ أقل، إضافة إلى تمكينهم من تقديم خدمات الشحن المجاني إذا كانت هذه المنتجات ممتازة أو في حالات العروض.


مراكز تخزين في كل مكان تقريبًا

توفر أمازون مراكز تخزين للمنتجات في أماكن متعددة، ما يعني أنّ المنتج يكون متاحًا لديهم بكميات كبيرة، بحيث تتم عملية الشحن بسرعة، وهذه ميزة تسعد المستهلك الذي تأتيه احتياجاته خلال وقت قياسي.


توحيد المنتجات المشحونة من خلال FBA

تتمتع أمازون بالجودة – كما ذكرنا – وتعالج كل المنتجات التي تخرج تحت رعايتها بنفس الطريقة، ما يضمن شراء المستهلك لمنتج بجودة عالية لا يوجد به أي خلل. يمكن للبائع عرض منتجه على الموقع الخاص به وتكون خدمة التعبئة والشحن من خلال أمازون عن طريق Fulfillment By Amazon.

اقرأ أيضًا: عن تنحي بيزوس عن إدارة أمازون والعلاقة مع ماسك وأشياء أخرى في عالم المدراء التنفيذيين نتحدث!


عن قتل المنافسة والاستحواذ.. لماذا الشرق الأوسط تحديدًا؟

أمازون مصر

ربما بعد قراءة كل هذا، ستظن أنك محظوظ- إذا كنت مصريًا- لأن أمازون ستنطلق في مصر أخيرًا، إنها حقًا ستُقدم خدمات ومنتجات ممتازة، ما سيعود بالنفع على المستهلك والبائع، لكن لحظة، هذا ليس كل شيء!

ذو صلة

إنّ وجود أمازون في أي منافسة يحسم المعركة، لا تبدأ المعركة من الأساس، إنها تنسف أي منافس، ربما لذلك كان من مصلحة موقع سوق دوت كوم أن يبيع أسهمه لأمازون، لأنها وببساطة شديدة. مواجهة صعبة أو تكاد تكون شبه مستحيلة. من ناحية أخرى، تستهدف أمازون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديدًا لأسباب متنوعة، منها ارتفاع معدل استخدام التسوق الإلكتروني، خاصة بعد جائحة كورونا. وبذلك يضع عمالقة التجارة الإلكترونية أساسًا قويًا في بلاد العرب.

وأخيرًا.. ربما تكون فوائد أمازون للمستهلك والبائع قيّمة ومفيدة، لكن وجودها في الشرق الأوسط يقتل المنافسة- كما ذكرت منذ قليل- مع ذلك، إنّ خطة الاستحواذ هذه مدروسة جيدًا منذ أن كان بيزوس هو الرئيس التنفيذي لأمازون. ما يعني أنّ هذه الخطوة ليست صدفة، فما الذي يخطط له عملاق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط؟ سنعرف بمرور الوقت، على أي حال، أمازون مصر ستوفر الكثير من الخدمات والمميزات للمصريين حقًا!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة